“نقتل أطفال غزة كهواية”.. كيف فضحت تصريحات غولان جرائم إسرائيل؟

منذ 6 ساعات
“نقتل أطفال غزة كهواية”.. كيف فضحت تصريحات غولان جرائم إسرائيل؟

أثارت تصريحات السياسي الإسرائيلي المعارض يائير جولان، زعيم الحزب الديمقراطي، جدلاً واسعاً داخل إسرائيل وخارجها بعد أن اتهم حكومة بلاده بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، وقال: “إسرائيل تقتل الأطفال كهواية”.

وأثارت تصريحات جولان، التي وصفت بأنها الأخطر منذ بدء الحرب، موجة من ردود الفعل الغاضبة من جانب حكومة الاحتلال وكبار المسؤولين، في حين اعتبرها آخرون اعترافا علنيا بفظاعة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر.

قطاع غزة

وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية (كان)، قال جولان إن إسرائيل في طريقها إلى أن تصبح دولة منبوذة مثل جنوب أفريقيا إذا لم نعد إلى التصرف كدولة عقلانية. وأوضح أن الدولة العقلانية لا تقاتل المدنيين، وأن قتل الأطفال ليس هواية، وليس هدفها تهجير السكان.

وأضاف السياسي الإسرائيلي المعارض أن الحكومة الحالية مليئة بالأفراد الحاقدين وغير الأخلاقيين وغير القادرين على قيادة البلاد في أوقات الأزمات، وحذر من أن الاستمرار في هذا النهج “يعرض وجود إسرائيل للخطر”.

غولان

ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تصريحات جولان، واصفا إياها بـ”التحريض الصارخ” و”الافتراء الدموي ضد جنود جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وقال نتنياهو في بيان إن “الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم وجنودنا يخوضون حربا من أجل وجودنا”. “الجولان، التي كانت في السابق تشجع الاعتراض الضميري وتقارن إسرائيل بالنازيين، وصلت الآن إلى مستوى جديد من الانحدار.”

وأشار نتنياهو إلى أن “اليسار المتطرف” بقيادة الجولان ينطق بأبشع الإهانات المعادية للسامية في وقت تخوض فيه إسرائيل حربًا على عدة جبهات.

نتنياهو

ودعا بيني غانتس، رئيس حزب الاتحاد الوطني المعارض، جولان إلى التراجع عن تصريحاته والاعتذار لمقاتلي جيش الدفاع الإسرائيلي، ووصف تصريحاته بأنها “متطرفة وكاذبة”.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تشن فيها الجولان هجوماً على حكومة الاحتلال. وكان قد اتهم في وقت سابق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفض أي حل لحرب غزة، وقال إن إنقاذ إسرائيل من هذه الحكومة أصبح “ضرورة ملحة”.

وانتقد السياسي المعارض الميزانية بسبب “المواقف السياسية ودعم بناء المستوطنات واسترضاء الأحزاب المتطرفة”، وحذر من أن هذا سيجعل إسرائيل “مكانا أكثر صعوبة للعيش فيه”.

تجمع حكومة الاحتلال

وأثارت تصريحات جولان اهتماما دوليا واسع النطاق، خاصة بعد أن أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن الأطفال في قطاع غزة يعانون من الجوع والقصف المدفعي العشوائي، ودعت إلى وضع حد للمعاناة اليومية والقتل المستمر.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل عبر تويتر: “لا يوجد مكان آمن للأطفال في غزة ويجب أن يتوقف هذا الرعب”.

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من مجاعة وشيكة تهدد أكثر من مليون طفل في قطاع غزة. ونتيجة للحصار الإسرائيلي ومنع استيراد الغذاء والدواء، تم تسجيل 10 آلاف حالة سوء تغذية.

أطفال غزة

وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 65% من ضحايا القصف الإسرائيلي هم من النساء والأطفال وكبار السن. ومن بينهم 18 ألف طفل و12 ألفاً و400 امرأة وأكثر من 13 ألف تلميذ في المدارس. تم القضاء على أكثر من 2180 عائلة بالكامل، بينما نجا شخص واحد فقط من أكثر من 5070 عائلة أخرى.

وأعلن المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين كاظم أبو خلف أن 16 ألف طفل قتلوا منذ بدء الحرب، بمعدل 27 طفلا يوميا. كما خلفت الحرب نحو 39 ألف طفل يتيم، وبترت أطراف ما بين 3 آلاف و4 آلاف طفل. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن هذا “أكبر عدد من مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث”.

ووصف مكتب الإعلام الرسمي في غزة تصريحات الجولان بأنها “اعتراف واضح بجريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا”، وأدان “السلوك الإجرامي” لقوات الاحتلال التي تتعمد مهاجمة المنازل والملاجئ والمستشفيات.

جيش الاحتلال

وقال البيان إن القوة المحتلة تمارس “الإرهاب المنظم” أمام العالم. وُجِّهَت أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا بشأن المجازر المستمرة. وطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لهذه الجرائم المستمرة.

من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ: “إن الاتهامات الخطيرة والكاذبة ضد جنودنا تمثل خطاً أحمر”، مؤكداً أن الجنود يقاتلون من أجل حماية المدنيين وليس كهواية. ورفض بذلك تصريحات الجولان بشكل واضح.

ألغت القناة 14 الإسرائيلية كلمة كان من المقرر أن يلقيها جولان في مؤتمر دولي لمكافحة معاداة السامية. وتعكس هذه الخطوة مدى الغضب الرسمي في إسرائيل بسبب تصريحاته الأخيرة.


شارك