مصدر: الحكومة تُبلغ مصانع الأسمدة بوقف كامل لإمدادات الغاز لمدة أسبوعين
• ستتوقف كافة مصانع الأسمدة، وخاصة المملوكة للدولة، عن الإنتاج خلال هذه الفترة. • إن توقف الإنتاج سوف يؤثر سلباً على كمية المعروض من الأسمدة في السوق المحلية. • زغلول: نعاني من تراجع كبير في حجم الصادرات بسبب مشاكل الغاز. • انخفاض إنتاج الأسمدة بنسبة 20% منذ بداية العام
وقال مصدر مسؤول في صناعة الأسمدة لصحيفة الشروق، إن الحكومة أبلغت المصانع والشركات بوقف إمدادات الغاز بنسبة 100% لمدة أسبوعين بدءاً من 18 مايو الجاري، بسبب أعمال الصيانة الدورية في خط أنابيب تصدير الغاز الإسرائيلي.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن كافة المصانع وخاصة الحكومية ستتوقف عن الإنتاج خلال هذه الفترة وتعلن عن بدء أعمال الصيانة السنوية، مما سيؤثر سلبا على إمدادات الأسمدة للسوق المحلية.
وتابع: «أعتقد أن السوق المحلي سيعاني من نقص حاد في الأسمدة خلال الفترة المقبلة، حيث ستختفي من التعاونيات التابعة لوزارة الزراعة». وأشار إلى أن ذلك قد يؤدي إلى ظهور سوق سوداء لهذا المنتج.
وتلزم الحكومة منتجي الأسمدة في الأسواق المحلية بتوريد 55% من إنتاجهم إلى التعاونيات التابعة لوزارة الزراعة كدعم للمزارعين بسعر 4500 جنيه للطن. وبالإضافة إلى ذلك، يتم بيع 10% من الإنتاج في السوق المحلية المفتوحة، في حين يتم تصدير الـ35% المتبقية.
وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء الاقتصادية، الاثنين، نقلا عن مسؤول حكومي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الجانب الإسرائيلي أبلغ السلطات المصرية بخفض صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر بنسبة 20 في المائة. سيبدأ هذا القطع في شهر يونيو ويستمر حتى سبتمبر. ويرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاستهلاك المحلي في إسرائيل.
بدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل لأول مرة في عام 2020 كجزء من صفقة بقيمة 15 مليار دولار بين شركة نوبل إنرجي (التي استحوذت عليها شركة شيفرون في عام 2020) وديليك دريلينج.
وحتى نهاية عام 2023، دأبت مصر على تحويل تدفقات الغاز الإسرائيلي إلى مصانع التسييل في إدكو ودمياط لإعادة تصديرها إلى الأسواق الأجنبية في صورة غاز مسال. لكن تراجع إنتاج الغاز المحلي دفع الحكومة إلى إعادة تزويد السوق المحلية بالغاز المستورد لتلبية احتياجاتها.
قال طارق زغلول عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، إن هناك تراجعا ملحوظا في صادرات الأسمدة منذ بداية عام 2025 رغم أسعار السوق العالمية المواتية. وعزا ذلك إلى خسائر الإنتاج الناجمة عن ذلك وانخفاض إمدادات الغاز.
يعد الغاز الطبيعي المكون الرئيسي لإنتاج الأسمدة، حيث يمثل أكثر من 85% من الإجمالي. وتحصل المصانع المحلية على الغاز بسعر مدعوم قدره 5.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لإنتاج الأسمدة للسوق المحلية. ويتم تسليم الجزء المصدر وفقًا لمعادلة السعر التي تحددها الحكومة.
وقدر زغلول أن إنتاج الأسمدة تراجع منذ بداية العام بنسبة 20 في المئة مقارنة بالعام السابق، لكنه أشار إلى أن الوضع سيزداد سوءا في الفترة المقبلة.
وأضاف زغلول في تصريحاته لـ«الشروق» أن الشركات تتكبد خسائر مالية كبيرة بسبب نقص الإنتاج، موضحاً أن المصانع كانت تعتمد على الكميات المصدرة لتعويض خسائر المنتجات المدعومة، لكن نقص الغاز أثر سلباً على حجم الصادرات.
وأوضح أن تكلفة إنتاج السماد المدعم تتجاوز 6 آلاف جنيه مصري للطن، بينما يتم بيعه لوزارة الزراعة بـ4500 جنيه مصري، بينما يبلغ سعر التصدير حاليا 400 دولار للطن (20400 جنيه مصري).