مسئول أممي لـ«الشروق»: الدخل الحقيقى للأسرة المصرية لم يرتفع بنفس وتيرة الدخل القومي

-
المواطنون لا يجنيون فوائد التنمية بسبب غياب النمو الاقتصادي المستدام.
قال خالد أبو إسماعيل، رئيس فريق الفقر والتنمية البشرية في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، لـ«الشروق»، إن الدخول الحقيقية للأسر في مصر لم ترتفع بنفس معدل ارتفاع الدخل القومي. وهذا يثير التساؤل حول سبب عدم شعور الأسر بتأثيرات النمو الاقتصادي.
وأكد أبو إسماعيل، على هامش إطلاق تقرير تنمية مصر مطلع هذا الأسبوع، ضرورة العمل على قوة ومرونة الاقتصاد المصري ومصادرها، والتعرف على أسباب تركز العمالة في الاقتصاد المصري في القطاع غير الرسمي، وعدم وصول التنافسية إلى المستوى المطلوب، خاصة في ظل حجم الاقتصاد وإمكانياته الهائلة. وأشار إلى أن هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة لتحديد الأسباب التي تجعل دخول الأسر لا تنمو بنفس معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح أن مؤشر دخل الأسرة هو واحد من 50 مؤشراً مستخدماً في مؤشر التنمية في مصر، وهو مؤشر مركب يغطي العديد من القضايا المتعلقة بالاستدامة البيئية والتعليم والصحة والحوكمة والأمن المائي والأمن الغذائي. وأكد أن ما يميز هذا المؤشر هو أنه يقدم صورة شاملة عن نتائج التنمية.
وعن سبب عدم شعور المواطن المصري بثمار التنمية، قال أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي، لـ«الشروق»، إن المواطن لا يستطيع أن يشعر بثمار التنمية إلا إذا تم الحفاظ على النمو الاقتصادي المرتفع والمستدام لسنوات طويلة قد تصل إلى 10 أو 15 سنة، وتحقق مصر نموا اقتصاديا مستمرا خلال هذه الفترة.
واستشهد العربي بالأحداث في الصين كمثال. منذ عام 1978، حققت البلاد معدل نمو اقتصادي متوسط يتراوح بين 10 إلى 12% سنويا لمدة 30 عاما متتالية. وهذا ما تحتاجه مصر. وبالإضافة إلى ذلك، لا بد من تعديل هيكل النمو بحيث تشكل القطاعات ذات الإنتاجية العالية والقيمة المضافة العالية غالبية الناتج المحلي الإجمالي. ومن شأن هذا أن يؤدي إلى نمو مستدام للدخل على المستوى الوطني، خاصة في ظل انخفاض معدلات النمو السكاني التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة. وهذا أمر إيجابي لأنه يساعد على زيادة متوسط دخل كل فرد.
وبحسب إعلان وزارة التخطيط والتعاون الدولي في مارس/آذار الماضي، ارتفع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في مصر إلى 4.3% في الربع الثاني من السنة المالية 2024/2025، مقارنة بنحو 2.3% في الربع المقابل من السنة المالية السابقة.
وتوقعت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتعاون الدولي أن يصل معدل نمو الاقتصاد المصري إلى 4% بنهاية العام المالي الحالي، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 4.5% في العام المالي المقبل رغم التحديات التي تفرضها سياسات التجارة العالمية الحمائية.
وأوضح العربي أن بعض المواطنين لمسوا ثمار التنمية على المستوى الشخصي. وقد حصل بعضهم على فرص عمل من خلال المشاريع الوطنية والبنية التحتية التي نفذتها الدولة في السنوات الأخيرة، فيما حصل آخرون على السكن اللائق من خلال مشاريع الإسكان الوطنية، بالإضافة إلى مشاريع بناء الطرق التي سهلت النقل وخفضت زمن السفر. وهذه كلها جوانب إيجابية لمسها بعض المواطنين على المستوى الفردي. وأضاف أنه رغم هذا التحسن إلا أن هذا ليس المستوى الذي نهدف إليه. ولذلك يؤكد التقرير على أهمية التركيز على الحوكمة في الفترة المقبلة، وتحسين إدارة الموارد العامة للدولة، وتعبئة الموارد وتوزيعها حسب الأولويات لتحقيق التنمية.
وفي رده على سؤال حول توقعات التضخم في مصر في ظل الحروب التجارية العالمية والتوترات الجيوسياسية الإقليمية، قال العربي إن الاتجاه العام للتضخم في مصر يتجه نحو الانخفاض. وأكد أنه للحفاظ على معدلات تضخم منخفضة ومستدامة، يجب السعي إلى إحداث تغييرات هيكلية في هيكل النمو والصادرات، بما يساهم في استقرار معدلات التضخم.
وأضاف أن الإصلاحات الهيكلية التي تعمل عليها الحكومة حالياً من شأنها أن تساعد في الحفاظ على الاتجاه النزولي للتضخم رغم التطورات السلبية على المستويين الإقليمي والعالمي.
ارتفع معدل التضخم السنوي في مصر للشهر الثاني على التوالي في أبريل/نيسان، ليصل إلى 13.5%، مقارنة بـ13.1% في مارس/آذار، بحسب بيانات سابقة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وفي وقت سابق، انخفض التضخم في فبراير/شباط، ليصل إلى 12.5%، مسجلاً انخفاضاً شهرياً رابعاً على التوالي.