النائب فريدي البياضي: تعديل قانون التعليم في أسبوع عبث تشريعي

أعرب النائب فريدي البياضي، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، عن استيائه من طريقة إقرار تعديلات قانون التعليم رقم 139 لسنة 1981، وحذر من العواقب الخطيرة التي ستترتب على هذه التعديلات على العدالة الاجتماعية وجودة التعليم في مصر.
قال البياضي في تصريح صحفي اليوم: “لا يُمكن طرح قانون حساس وكارثي كقانون التعليم على مجلس النواب لمناقشته وإقراره في أقل من أسبوع! هذا تلاعب بالتشريعات يُهدد استقرار المنظومة التعليمية. وقبل اتخاذ أي إجراء، كان ينبغي إخضاعه لحوار شامل مع المجتمع، يشمل المعلمين وأولياء الأمور والطلاب وخبراء التعليم”.
صرّح البياضي بأن بعض التعديلات تتضمن مبادرات إيجابية، مثل تطبيق نظام “البكالوريا التكنولوجية”، وتطبيق نظام قائم على الكفاءة، وتطوير آليات التقييم، وربط التعليم التقني بسوق العمل. إلا أنه أكد أن القانون يشوبه عيوب جوهرية لا يمكن تجاهلها.
ومن بين الانتقادات الرئيسية لتعديلات البياضي أنها “تنتهك مبدأ التعليم المجاني المنصوص عليه في المادة 19 من الدستور من خلال فرض رسوم امتحانات وإعادة تصل إلى 2000 جنيه مصري، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة معدلات التسرب من التعليم ويخلق تمييزاً طبقياً صارخاً”.
كما انتقد زيادة نسبة النجاح في التعليم الديني إلى 70%، متجاهلاً نقص المعلمين المتخصصين، وضعف المناهج، والاختلافات بين الأديان والمذاهب. وقال: “هذا لا يجعل الناس متدينين، بل يُجبرهم على حضور دروس دينية خاصة أو الغش للحصول على درجات عالية! التعليم ليس رقمًا… التعليم قدوة وسلوك”.
وانتقد أيضا منح الوزير صلاحيات واسعة لتحديد الرسوم الدراسية وشروط القبول والمعايير الأكاديمية دون أي رقابة برلمانية أو ضمانات قانونية. واختتم البياضي تصريحه مؤكدًا أن إصلاح التعليم يتجاوز بكثير مجرد تعديل تشريعي، ويتجاوز قدرات وزير واحد، مهما كانت نواياه. وأضاف أن التعليم يجب أن يصبح مشروعًا وطنيًا تدعمه الدولة بأكملها، ويتصدر أولوياتها.
يناقش مجلس النواب، الاثنين المقبل، مشروع تعديل قانون التعليم الذي أقرته أمس لجنة التعليم والبحث العلمي في مجلس النواب بعد إجراء عدة تعديلات عليه بالتشاور مع الحكومة.
يقترح مشروع القانون نظامًا جديدًا للامتحانات الثانوية العامة (Abitur) بأنواعها المختلفة. ولا يُلغي المشروع نظام التعليم الثانوي العام، بل يُنشئ نظامًا اختياريًا.
في هذا النظام يتم تقسيم التخرج إلى سنة تحضيرية في السنة الأولى من المرحلة الثانوية، ثم في السنتين الثانية والثالثة يختار الطالب أحد الاتجاهات الأربعة المتاحة حسب ميوله وقدراته.
كما تطلبت التغييرات من الطلاب الحصول على ما لا يقل عن 70% لاجتياز التعليم الديني وجعلت التاريخ مادة إلزامية.
وألغت تعديلات اللجنة المادة التي قدمتها الحكومة والتي كانت تسمح بإجراء تغييرات على النظام التعليمي دون استشارة مجلس النواب.