رانيا المشاط: الاستثمارات الكلية المتوقعة للتنمية البشرية في العام المالي المقبل تصل إلى 700 مليار جنيه

منذ 2 شهور
رانيا المشاط: الاستثمارات الكلية المتوقعة للتنمية البشرية في العام المالي المقبل تصل إلى 700 مليار جنيه

وتؤكد الحكومة عزمها على مواصلة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين بيئة الاستثمار وتحفيز القطاع الخاص.

قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي: “إن خطة التنمية تعطي الأولوية للتنمية البشرية لتحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في “تعليم الشعب المصري”. وقد انعكس ذلك بوضوح في نمط تخصيصات إجمالي الاستثمارات (الخاصة والعامة). وخصصت خطة 2025/2026 ما يقرب من 700 مليار جنيه لمجالات التنمية البشرية (التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية الأخرى)، مقارنة بـ 447 مليار جنيه استثمارات في خطة 2024/2025، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 56% عن المستوى الإجمالي. وتخصص خطة التنمية 2025/2026 ما يقرب من 327 مليار جنيه استثمارات عامة للصحة والتعليم والبحث العلمي وغيرها من الخدمات، وهو ما يمثل أكثر من 28% من الاستثمارات العامة في نفس العام.

جاء ذلك خلال استعراض الدكتورة رانيا المشاط أهداف وخصائص خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2025/2026 أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق وحضور أعضاء المجلس.

وقالت المشاط إن وثيقة خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل تأتي في وقت استثنائي يمر به الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى التحولات الإقليمية والعالمية. لقد نجحنا في كسر الحلقة المفرغة التي عصفت بالاقتصاد في السنوات الأخيرة، وسنطبق إجراءات تصحيحية ابتداءً من مارس 2024 في إطار من الاتساق والتكامل. وتستند هذه الإجراءات إلى سياسات مالية ونقدية منسقة، وإجراءات صارمة لإدارة نفقات الاستثمار، وسياسات لتحفيز الاستثمار الأجنبي، والتنفيذ الفعال لبرنامج الإصلاح الهيكلي الوطني، مما يُسهم في ترسيخ الاستقرار الاقتصادي الكلي وضمان استدامة أثر الإصلاحات ونتائجها الإيجابية.

وأوضحت أن ثمار هذه الإصلاحات بدأت تظهر منذ بداية … وينعكس التحسن الكبير الأخير في أداء الاقتصاد المصري على مؤشرات الأداء الاقتصادي في الربعين الأول والثاني من عام 2024/2025، والتي سجلت 3.5% في الربع الأول و4.3% في الربع الثاني، ومن المتوقع أن يصل معدل النمو إلى نحو 4% طوال العام.

وأشارت المشاط إلى أن فعالية الإصلاحات تأكدت من خلال: نمو الاقتصاد من خلال القطاعات الرئيسية، وخاصة الإنتاج غير النفطي، وتعافي قطاع السياحة، ونمو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على الرغم من استمرار التأثير السلبي للتوترات الخارجية على أنشطة قناة السويس. وتنتهج خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنة المالية المقبلة نهجاً متوازناً يعزز من قدرة الاقتصاد المصري على الصمود في مواجهة الأزمات والاضطرابات والتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، ويستفيد من الفرص الكامنة في الاقتصاد المصري، ويسرع وتيرة النمو الشامل والتنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة: الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.

وأوضحت أن مشروع الخطة الجديدة هو الأول الذي أعدته الوزارة بعد دمج وزارتي التخطيط والتعاون الدولي. وهذا يتماشى بالتالي مع الإطار الجديد للوزارة بشأن “الاستدامة وتمويل التنمية الاقتصادية”، والذي يربط خطط واستراتيجيات التنمية على المستويين الوطني والقطاعي، ويعظم استخدام مصادر التمويل المحلية والخارجية، ويحسن استخدام الموارد. وفي إطار الجهود الرامية إلى ترشيد وإدارة الإنفاق العام، يأخذ مشروع الخطة في الاعتبار أيضاً الاستمرار في الالتزام بالسقف المحدد للاستثمار العام، باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الكلي وتمكين القطاع الخاص من قيادة جهود التنمية.

واستعرضت اللجنة الركائز الأساسية للخطة، والتي تشمل صياغة منهجية جديدة لإعداد وثيقة الخطة، مع الأخذ في الاعتبار أن إعداد الخطة يجب أن يتم في سياق الإطار المالي المتوسط الأجل (2025/2026-2028/2029)، الذي يغطي سنة الميزانية والسنوات الثلاث التالية، من أجل توحيد الإطار الزمني للخطة. وأوضحت أن هذا الإطار يتم إعداده بالتشاور والتنسيق والتعاون مع كافة الجهات، وبنهج تشاركي، وفي إطار الالتزام بتطبيق قانون التخطيط العام رقم (18) لسنة 2022، وقانون المالية العامة الموحد رقم (6) لسنة 2022، مشيرة إلى أن وثيقة الخطة يتم إعدادها وفق منهجية إعداد الخطة المتكاملة التي أعدتها الوزارة مؤخراً. بالإضافة إلى ذلك، أنشأت وزارة التخطيط والتعاون الدولي أدوات تخطيط متقدمة لتعزيز كفاءة الاستثمار العام، وتتبع التمويل الدولي والاستثمار العام، ورصد الأداء وتقييمه، والتنسيق والتعاون مع الوزارات والجهات ذات الصلة لتحسين جودة خطط التنمية من خلال توفير دليل وضع الخطط لجميع الجهات الداعمة.

وأشارت المشاط إلى أن الخطة ترتكز على استمرار الدولة في تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي بأولوياته الثلاث. وتشمل هذه الأهداف تحسين الاستقرار الاقتصادي الكلي، وزيادة القدرة التنافسية، وتحسين بيئة الأعمال لزيادة مشاركة القطاع الخاص ودعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر. كما يتم التركيز أيضاً على إعداد استراتيجية التنمية الاقتصادية الوطنية بهدف التحول إلى نموذج اقتصادي جديد يرتكز على النمو المستدام، وعلى القطاعات القابلة للتداول والتصدير ذات القيمة المضافة العالية، بهدف زيادة القدرة الإنتاجية للاقتصاد المصري وخلق المزيد من فرص العمل الإنتاجية.

وأضافت أن ركائز الخطة للعام المالي المقبل تتضمن أيضاً استمرار اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحسين بيئة الاستثمار وتحفيز نشاط القطاع الخاص من خلال حزم التسهيلات والحوافز التي تعزز النشاط وتخفض تكاليف المعاملات. وأشارت إلى أن الوزارة تواصل التفاوض والتنسيق مع شركاء التنمية لتوفير التمويل اللازم للقطاع الخاص بشروط ميسرة، حيث يعكس هذا التمويل جاذبية القطاع الخاص ونجاح الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الدولة لزيادة استثمارات القطاع الخاص.


شارك