15 شهيدا.. إسرائيل تقصف خيام النازحين في خان يونس

ارتفعت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ فجر السبت إلى 81 قتيلا. وقالت مصادر طبية وشهود عيان لوكالة الأناضول للأنباء إن الهجوم يأتي في إطار حرب إبادة بدعم أمريكي ضد المنطقة.
وأفادت مصادر طبية، بأن 15 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على خيام للنازحين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. ويأتي الهجوم بعد أقل من ساعة من هجوم مماثل في نفس المدينة أسفر عن مقتل ستة أشخاص آخرين.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إن القصف الإسرائيلي تسبب في اندلاع حرائق في خيام النازحين. وكانوا هم ملاذهم الأخير بعد أن دمرت منازلهم في حرب الإبادة.
وقال شهود عيان إن من بين الجثث جثثاً متفحمة وأجزاء من الجسم، تم نقلها إلى مستشفيات المدينة.
وفي وقت سابق، قتل 66 فلسطينيا منذ فجر السبت، بينهم تسعة قتلوا في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي عندما قصف مستودع مساعدات في بلدة دير البلح وسط قطاع غزة. وتعتبر هذه المجزرة الأخيرة حلقة جديدة في سلسلة المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين.
ويأتي التصعيد بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي عن توسيع حملته الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والتي أطلق عليها اسم “عملية عربة جدعون”. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية الرسمية في 5 مايو/أيار، فإن الحملة تهدف إلى “احتلال قطاع غزة بأكمله”.
وفي وقت لاحق من يوم السبت، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات فوق أجزاء من قطاع غزة، يهدد فيها بتوسيع حربه الإبادة الجماعية المستمرة منذ 20 شهرا في القطاع وشن هجوم بري جديد.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، السبت، أن عملية “عربة جدعون” تمر بثلاث مراحل، بدأت الأولى منها بالفعل وتم تنفيذها مع توسع الحرب في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أن “المرحلة الثانية قيد الإعداد، والتي ستشمل عمليات جوية بالإضافة إلى العمليات البرية، وستؤدي إلى بذل الجهود لنقل غالبية السكان المدنيين في قطاع غزة إلى ملاجئ آمنة في منطقة رفح”، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن المرحلة الثالثة ستتضمن “الدخول التدريجي للقوات العسكرية برا لاحتلال أجزاء واسعة من قطاع غزة والإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في قطاع غزة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي “ينوي السيطرة تدريجيا على قطاع غزة على مدى عدة أشهر، بهدف القضاء على حماس وتدمير الأنفاق بشكل كامل”، على حد قولها.
على مدى الأيام الخمسة الماضية، كثفت إسرائيل عمليات الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث ارتكبت العشرات من المجازر البشعة. وتزامن ذلك مع جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنطقة، والتي وعد خلالها الفلسطينيين في قطاع غزة بـ”مستقبل أفضل والقضاء على الجوع”.
خلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام، والتي بدأت في اليوم الرابع من الإمارات، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينياً. وهذا يعادل أربعة أضعاف عدد الشهداء في الأيام الأربعة التي سبقت الجولة، والذي وصل إلى ما يقارب المئة، بحسب رصد بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة من قبل مراسل وكالة الأناضول للأنباء.
إسرائيل تحاصر غزة منذ 18 عامًا. من بين حوالي 2.4 مليون فلسطيني، أصبح حوالي 1.5 مليون شخص بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة منازلهم. علاوة على ذلك، يعاني قطاع غزة من مجاعة شديدة. وعلى إثر ذلك أغلقت تل أبيب المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
في بداية شهر مارس/آذار، تم التوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025. وتم التوصل إلى الاتفاق بوساطة مصر وقطر ودعمته الولايات المتحدة، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب من قبل العدالة الدولية، تجنب بدء المرحلة الثانية واستأنف الإبادة الجماعية في غزة في 18 مارس/آذار. وبذلك، استجاب لمطالب الفصيل الأكثر تطرفاً داخل حكومته اليمينية لتعزيز مصالحه السياسية، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام العبرية.
وبدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل وجرح نحو 174 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، واختفاء أكثر من 11 ألف شخص.