الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة اضطراب شديد.. ماذا قال أبو الغيط أمام القمة التنموية في بغداد؟
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الاقتصاد العالمي يعيش حاليا فترة من الاضطرابات الشديدة، وإن التجارة الدولية تواجه تحديات جديدة.
وأضاف أبو الغيط، في كلمته خلال القمة العربية التنموية الاجتماعية والاقتصادية في العاصمة العراقية بغداد: “إننا نشهد اتجاها عالميا نحو التكامل الإقليمي بدلا من آليات العولمة كما عرفناها في العقود الأخيرة”.
وتابع: “يجب على دولنا العربية أن تستجيب لهذه المتغيرات برؤى واستراتيجيات مشتركة، وأن تُحسّن التكامل والتنسيق بين جميع القطاعات الاقتصادية. لم يعد هذا ترفا، ولا وسيلة لتعظيم المكاسب المحتملة، بل أصبح ضرورة ملحة تصب في المصلحة العربية في ظلّ الاضطرابات وعدم اليقين وتزايد المخاطر والتهديدات”.
وأشار إلى عدد من المواضيع والقضايا المهمة المدرجة على جدول أعمال القمة، ومن بينها “الأمن الغذائي العربي”، الذي أصبح من أبرز أولويات الاهتمامات العربية وحتى الدولية.
وأكد أهمية تأمين الإمدادات الغذائية العربية، مشيراً إلى مشروع استراتيجية شاملة للأمن الغذائي العربي. وأوضح أنه سيتم الموافقة عليه وإصدار الإرشادات اللازمة لتنفيذ البرامج والآليات الواردة فيه. وأشار أيضاً إلى مناقشة القمة لمبادرة العراق المهمة لتحقيق الأمن الغذائي العربي من خلال الحبوب.
وأشار أبو الغيط أيضاً إلى المقترح العراقي بإنشاء مجلس وزراء متخصص في إطار جامعة الدول العربية يضم أيضاً وزراء التجارة العرب. ونظراً لتصاعد التوترات بين عدد من الاقتصادات الكبرى، بما في ذلك اندلاع الحروب التجارية، والتأثير المحتمل لذلك على النظام التجاري العالمي وكذلك على إمدادات الغذاء والطاقة، يهدف هذا الاقتراح إلى تعزيز وتسهيل أنظمة التبادل التجاري بين الدول العربية.
وأكد أن الإجراءات العربية في هذا الإطار ضرورية ومطلوبة لتنسيق المواقف العربية البينية وتجنيب المنطقة العربية المزيد من تداعيات سياسة الانحراف عن نموذج السوق العالمية المفتوحة.
وأضاف أن هناك أيضا مبادرة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لاعتبار الاقتصاد الأزرق وسيلة لحل أزمة الغذاء والطاقة، مؤكدا أهمية هذه المبادرة التي ترتكز على رؤية شاملة تهدف إلى خلق مسارات التنمية من خلال تطوير قطاع الاقتصاد الأزرق من خلال الاستثمار في قدرات الدول العربية ذات الإمكانات في هذا المجال، من خلال الاستخدام الأمثل والمستدام بيئيا.
وأشار أيضاً إلى مبادرة “المبادرة العربية للذكاء الاصطناعي: نحو ريادة تكنولوجية وتنمية مستدامة”، والتي تهدف إلى المساهمة في جهود تعزيز الريادة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تحفيز البحث والتطوير العربي في التقنيات المتقدمة، وتعزيز خطوات ملموسة وفعالة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. وقال إن الأمن القومي للعالم العربي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تضافر عناصر قوية مثل الغذاء والصحة والتعليم والمياه والطاقة والأمن السيبراني وأمن المجتمع.
