النائبة نجلاء العسيلي: كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية ببغداد محطة فارقة في العمل العربي المشترك

أكدت النائبة نجلاء العسيلي، عضو مجلس النواب ونائب رئيس لجنة الأشخاص ذوي الإعاقة بحزب الشعب الجمهوري، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية ببغداد تمثل علامة فارقة في العمل العربي المشترك. ونقل رسائل واضحة وحاسمة تعكس عمق رؤية مصر وثبات موقفها من مشاكل البلاد وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأضاف العسيلي في تصريح له أن الرئيس السيسي تحدث باسم الأمة العربية كلها وبمنطق الدولة الرائدة التي لا تقتصر على المواقف الرمزية بل تطرح رؤية استراتيجية شاملة تنطلق من واقع المنطقة وتضع أسساً واضحة لحل أزماتها المزمنة. وأشارت إلى أن تأكيد الرئيس على أن السلام الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية يعد إنذاراً سياسياً ورسالة تحذير لكل من يحاول الالتفاف على الحقوق الفلسطينية أو الهروب من جوهر القضية.
وأشارت إلى أن رفض الرئيس السيسي للتهجير القسري ووقف العدوان الإسرائيلي وإعادة إعمار قطاع غزة يعكس التزام مصر الثابت بالمبادئ الإنسانية والشرعية الدولية ويثبت توافق السياسة الخارجية المصرية مع القانون الدولي ومبادئ العدالة والكرامة الإنسانية. وأضافت أن دعوة الرئيس لعقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار لم تكن مجرد مبادرة إنسانية، بل هي تجسيد لرؤية مصر التنموية التي تؤمن بأن العدالة والتنمية هما الضمان الحقيقي للسلام والاستقرار.
وأكد العسيلي أن الرئيس السيسي قدم خارطة طريق واضحة للمنطقة. ويبدأ هذا الأمر بالحفاظ على الدولة القومية كحصن ضد الفوضى، ثم ينتقل إلى الوحدة العربية كخيار مصيري، وينتهي بإعادة بناء نظام إقليمي قائم على العدالة والاحترام المتبادل. وأشارت إلى أن الرسائل التي تضمنها الخطاب التاريخي للرئيس يجب أن تترجم إلى خطة عمل عربية موحدة، خاصة في ظل التحديات المعقدة التي تواجه الأمة.
وأكدت أن الوحدة العربية لم تعد ترفاً سياسياً بل ضرورة وجودية، وأن التضامن العربي هو السبيل الوحيد لحماية الأمن القومي للدول العربية ومواجهة التدخلات الأجنبية. وأشادت بالدعوة الصادقة والصريحة للقادة العرب لإعادة تقييم أولوياتهم وإعادة إطلاق مشروع عربي مشترك يعيد الحقوق ويحمي الكرامة ويبني السلام.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الأمة العربية تواجه إلى جانب القضية الفلسطينية تحديات مصيرية تتطلب منا الوقوف صفاً واحداً لمواجهتها بحزم وعزيمة لا تلين.
في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الرابعة والثلاثين، أضاف الرئيس السيسي: “يمر السودان الشقيق بمرحلة حرجة تهدد وحدته واستقراره، لذا لا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة التراب السوداني ومؤسساته الوطنية، ورفض كل مساعي إقامة حكومات موازية للسلطة الشرعية”.
وتابع: “أما بالنسبة لسوريا الشقيقة، فإن رفع العقوبات الأمريكية يجب أن يتم بما يخدم مصلحة الشعب السوري، ويضمن أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة للجميع دون إقصاء أو تهميش، مع الحفاظ على الدولة السورية ووحدتها، ومكافحة الإرهاب ومنع عودته أو تصديره، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجولان وجميع الأراضي السورية المحتلة”.
وتابع الرئيس السيسي: “في لبنان، لا يمكن ضمان الاستقرار إلا بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، واحترام السيادة اللبنانية على أراضيها، وتمكين الجيش اللبناني من تحمل مسؤولياته. وفي ليبيا، تواصل مصر جهودها الدؤوبة لتحقيق المصالحة السياسية الشاملة وفقًا للاتفاقات المتفق عليها. ويتم ذلك من خلال عملية سياسية في ليبيا تُفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، وتتيح للشعب الليبي اختيار قيادته، وتضمن أن تكون ليبيا ملكًا لشعبها، مع انسحاب جميع القوات والميليشيات الأجنبية من ليبيا”.