إيران تتفاوض مع الترويكا الأوروبية.. وروبيو يحذر طهران: عرض ترامب لن يدوم للأبد
ناقشت إيران، الجمعة، في قنصلية طهران بإسطنبول، المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي ورفع العقوبات مع “الترويكا” الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا). في هذه الأثناء، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن العرض الذي قدمه الرئيس دونالد ترامب لطهران “لن يدوم إلى الأبد”.
وقال مسؤول أمريكي وشاهد من رويترز إن وزير الخارجية الأمريكي التقى مستشاري الأمن القومي من بريطانيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول يوم الجمعة لبحث القضية الإيرانية. ولكن لم يتم تقديم مزيد من التفاصيل.
صرح نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية، كاظم غريب آبادي، في منشور على منصة إكس: “استقبلتُ أنا و(نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، مجيد) تخت روانجي، المسؤولين السياسيين للدول الأوروبية الثلاث في إسطنبول. وتبادلنا الآراء وناقشنا آخر مستجدات المفاوضات غير المباشرة بشأن البرنامج النووي ورفع العقوبات”.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شبكة مقرها إيران والصين، الثلاثاء، متهمة إياها بشراء مكونات للصواريخ الباليستية نيابة عن الحرس الثوري الإيراني.
وأضاف عبادي: “إيران والدول الأوروبية الثلاث ملتزمة بالحفاظ على الدبلوماسية وتعظيمها، وسوف نجتمع مرة أخرى إذا لزم الأمر لمواصلة المحادثات”.
أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الجمعة، عن لقاء بين المدير السياسي لوزارة الخارجية الإيرانية ونظرائه من الدول الأوروبية الثلاث المنضمة إلى الاتفاق النووي (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا).
وأوضح بقائي أن هدف اللقاء هو مواصلة المشاورات مع هذه الدول، بما في ذلك مناقشة مسار المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
روبيو: عرض ترامب “لن يدوم إلى الأبد”
وكان وزير الخارجية الأميركي قد أعرب في وقت سابق عن اعتقاده بأن الرئيس ترامب أعطى إيران فرصة أن تصبح “دولة مزدهرة ومسالمة” من خلال إبرام الاتفاق النووي. ودعا في الوقت نفسه صناع القرار في طهران إلى اغتنام هذه الفرصة، مؤكدا أن هذا العرض “لن يدوم إلى الأبد”، كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء.
وقال روبيو في مقابلة مع قناة فوكس نيوز يوم الخميس “هذه فرصتهم، وهو (الرئيس ترامب) يأمل أن يغتنموها ويقبلوا هذا العرض”. ويقول أن هذا العرض لن يستمر إلى الأبد. وهذا يعني أنه في مرحلة ما يجب اتخاذ قرار بشأن المزيد من الضغوط القصوى وخيارات أخرى، لأن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً.
وتابع: “مشكلتنا ليست الشعب الإيراني. الشعب الإيراني مسالم وله حضارة وثقافة عريقة، ونحن نُكنّ له تقديرًا كبيرًا. مشكلتنا هي نظام ديني يقف وراء كل مشاكل المنطقة: حزب الله، وحماس، والحوثيون، والجماعات المسلحة التي تُهاجم من العراق وسوريا. جميعهم يتبعون النظام الإيراني. كل عدم الاستقرار في سوريا سببه النظام الإيراني”.
وشدد روبيو على أنه “لا ينبغي السماح لنظام كهذا بامتلاك أسلحة نووية”، مشيرًا إلى أن “الرئيس ترامب أوضح أنهم لن يمتلكوا أسلحة نووية. نأمل أن يحدث ذلك من خلال المفاوضات. نأمل أن يحدث ذلك من خلال الدبلوماسية”.
وأشاد بجهود المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قائلاً: “يقوم ستيف ويتكوف بعمل رائع في التفاوض بشأن هذه المفاوضات الصعبة للغاية. لن يكون الأمر سهلاً، لكنه يقوم بعمل رائع في محاولة التوصل إلى حل سلمي لهذه المشكلة”.
وتابع: “القرار في النهاية بيد شخص واحد، وهو المرشد الأعلى لإيران (علي خامنئي)، وآمل أن يختار طريق السلام والازدهار بدلًا من طريق الدمار. سنرى كيف ستسير الأمور”.
إيران على “عتبة السلاح النووي”
عندما سُئل عما إذا كانت طهران قريبة من مستوى التخصيب اللازم لإنتاج أسلحة نووية، قال روبيو: “عندما تصل إلى 60%، تكون قد قطعت 90% من الطريق. تصبح في الأساس دولة على عتبة، وهذا هو جوهر ما أصبحت عليه إيران”.
وتابع: “إنهم على وشك صنع سلاح نووي. إذا قرروا ذلك، فسيفعلون ذلك بسرعة كبيرة. إذا خزّنوا ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، فسيتمكنون من تحويله بسرعة إلى يورانيوم مخصب بنسبة 90% وتحويله إلى سلاح نووي”.
