المشاط: البنك الأوروبي يدعم ريادة مصر الإقليمية كمركز للطاقة النظيفة والتصنيع والتحول الأخضر

منذ 2 شهور
المشاط: البنك الأوروبي يدعم ريادة مصر الإقليمية كمركز للطاقة النظيفة والتصنيع والتحول الأخضر

أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، دور البنك في دعم مصر في تعزيز ريادتها كمركز صناعي وطاقة أخضر، وربط الأسواق الأفريقية والعربية والأوروبية ودعم القطاعات ذات إمكانات التصدير الخضراء العالية، مثل الهيدروجين الأخضر والمنسوجات المستدامة والزراعة الذكية الصديقة للمناخ.

جاء ذلك خلال كلمة المشاط نيابة عن مصر في اجتماع الجمعية العامة لمحافظي البنك المركزي. جاء ذلك خلال مشاركتها في الاجتماع السنوي الرابع والثلاثين للبنك ومنتدى الأعمال 2025، الذي عقد في المملكة المتحدة في الفترة من 13 إلى 15 مايو/أيار الجاري.

وقالت المشاط إن مصر حافظت العام الماضي على مكانتها كأكبر دولة عمليات للبنك في منطقة جنوب وشرق المتوسط للعام السابع على التوالي. ويشكل هذا دليلاً على قوة الشراكة والتحول الكبير الذي يشهده الاقتصاد المصري نتيجة للإصلاحات الاقتصادية والبنيوية الجارية.

وأشارت المشاط إلى أن مصر تبنت برنامجا شاملا للإصلاح الاقتصادي يهدف إلى إرساء أسس اقتصاد أكثر مرونة وشمولا. وتعكس هذه الأجندة رؤية وطنية جديدة تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص، وتحسين جودة النمو وشموليته، وتمكين مصر من التعامل مع بيئة اقتصادية عالمية متزايدة التعقيد. وأضافت أن مصر تنتقل إلى نموذج نمو جديد يهدف إلى اقتصاد أكثر تنافسية وتنوعا وتركيز على التصدير، مؤكدة على أهمية التحول الاستراتيجي لتحقيق مكاسب إنتاجية مستدامة وتوسيع فرص الوصول إلى الأسواق العالمية وخلق فرص عمل ذات جودة أعلى.

وأشارت إلى تقرير التنمية الاقتصادية الوطنية الذي تعده الوزارة حالياً وتعمل على تنفيذ هذه الرؤية. وأوضحت أن الهدف هو تعزيز القطاع الخاص، وتعزيز النمو المستدام والشامل، وبناء هيكل اقتصادي أكثر تنافسية ومرونة من خلال الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الكلي، وتحسين بيئة الأعمال، ودعم القطاعات التنافسية، وتطوير الصناعة، والاستثمار في رأس المال البشري وبناء القدرات.

وأشارت إلى البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي الذي يرتكز على ثلاثة ركائز رئيسية هي: تعزيز مرونة الاقتصاد الكلي واستقراره، وتحسين القدرة التنافسية وبيئة الأعمال، ودعم التنوع الاقتصادي والتحول الأخضر. وتشكل هذه الركائز الأساس لتحقيق التنمية المستدامة والنمو النوعي مع التركيز القوي على العدالة الاجتماعية والإدماج.

وأوضحت أن تعزيز مشاركة القطاع الخاص يشكل عنصرا أساسيا في أجندة الإصلاح في مصر، وأنه في الصناعات الرئيسية، يجب تحويل الاعتماد على الدولة لتحقيق النمو إلى القطاع الخاص. وأكدت أن هذا التغيير الاستراتيجي ضروري لتعزيز النمو المستدام والشامل. وأضافت أن الحكومة تريد زيادة مساهمة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، وتستهدف الوصول إلى حصة 65 بالمئة خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأشارت إلى أنه نتيجة لهذه الإصلاحات المحلية فإن عام 2024 سيكون أول عام يتجاوز فيه التمويل الميسر للقطاع الخاص التمويل المخصص للحكومة، وهو ما يمثل علامة فارقة في التحول الاقتصادي في مصر.

وتحدثت عن الشراكة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لتعزيز القطاع الخاص وتحسين حوكمة الشراكات بين القطاعين العام والخاص وإعداد مشاريع قابلة للتمويل في مختلف القطاعات. وأشارت أيضًا إلى المنصة الوطنية المصرية “نوفي” حيث يعد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية شريكًا مهمًا لقطاع الطاقة. بفضل الجهود المشتركة، تم حشد 3.9 مليار دولار أمريكي خلال العامين الماضيين لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في قطاع الطاقة.

وأضافت أن النمو الاقتصادي متوقع بنسبة 4% في السنة المالية 2024/2025 بفضل النهج المتوازن للانضباط المالي والإصلاحات الهيكلية، كما تعمل التدابير السياسية المستهدفة وآليات التمويل أيضا على تسريع جهود التنمية. وأوضحت أن معدل النمو الاقتصادي بدأ في الارتفاع وبلغ 4.3% في الربع الثاني من العام المالي 2024/2025، مقارنة بـ2.3% في الربع المقابل من العام المالي السابق.

وأوضح المشاط أن القطاعات الرئيسية شهدت أداء قويا. وسجل قطاع السياحة نمواً بنسبة 18% مع استقبال أكثر من 4.41 مليون زائر، في حين سجل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات نمواً بنسبة 10.4%. وأكدت التزام مصر المستمر بالإصلاح الاقتصادي، وإعطاء الأولوية لتنمية القطاع الخاص والانضباط المالي والتحول الهيكلي.

وأوضحت أن الإصلاحات الجارية في البنك الأوروبي تهدف إلى زيادة المرونة المالية للبنك وتكييفه مع الاستراتيجيات المتعددة الأطراف المتطورة. ومن شأنها أيضاً أن تعمل على تمكين التمويل الأكثر فعالية بفوائد منخفضة، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص، وإنشاء نموذج تنمية أقوى وأكثر استجابة. وأشارت إلى دعم مصر للإطار الاستراتيجي ورأس المال، الذي يركز على النوع الاجتماعي والتحول الأخضر والحوكمة، مع دمج القطاع الخاص والتحول الرقمي كعوامل تمكين رئيسية، بما يتماشى مع الاستراتيجية المشتركة بين مصر والبنك.

وأكدت المشاط أن الدورة الاستراتيجية المقبلة للبنك الأوروبي يجب أن تركز بشكل أكبر على التأثير التحويلي والمرونة والابتكار. وأكد استعداد مصر لدعم البنك في توسيع أنشطته الإقليمية والاستفادة من منصات مثل مبادرة البوابة العالمية ومبادرات التحول العادل لتعظيم أثرها.


شارك