الخارجية القطرية: زيارة ترامب إلى الدوحة فرصة لدفع جهود الوساطة في غزة

منذ 5 ساعات
الخارجية القطرية: زيارة ترامب إلى الدوحة فرصة لدفع جهود الوساطة في غزة

أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء والمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدوحة تأتي في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وفي ظل التطورات الإقليمية والدولية التي تتطلب التنسيق الوثيق بين البلدين.

وأكد في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، اليوم الأربعاء، أن هذه الزيارة تجسد دور قطر المركزي في الأمن الإقليمي والطاقة وحل النزاعات بالطرق السلمية والدبلوماسية.

وأضاف أن القضايا الرئيسية التي من المرجح أن يتم تناولها خلال الزيارة هي التعاون الأمني والدفاعي، وتطورات قطاع غزة والقضية الفلسطينية، والشراكات الاقتصادية والاستثمارية. وستسلط الزيارة الضوء على أهمية دور قطر على المستويين الإقليمي والدولي والتزام الجانبين بتعزيز إطار الحوار والتعاون المشترك.

وحول إمكانية أن تساهم زيارة الرئيس الأميركي للدوحة في تعزيز جهود الوساطة المشتركة بين قطر ومصر والولايات المتحدة بشأن قطاع غزة، قال: “نرحب بزيارة ترامب للدوحة ونعرب عن أملنا في أن تساعد في تعزيز جهود الوساطة المشتركة بين قطر والولايات المتحدة ومصر بشأن الوضع في قطاع غزة”.

وأشار إلى أن تحسين التنسيق مع الشركاء الدوليين، وخاصة الولايات المتحدة، يشكل ركيزة مهمة لنجاح الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وضمان حماية المدنيين.

وأشار إلى أن دولة قطر ملتزمة بدورها الإنساني والدبلوماسي، وتواصل العمل مع كافة الأطراف لتحقيق وقف شامل ومستدام لإطلاق النار، يضمن تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأضاف أن زيارة الرئيس الأميركي تمثل فرصة مهمة لتوحيد الجهود وزيادة الضغوط الدولية لإنهاء التصعيد وتمهيد الطريق لاستئناف العملية السياسية.

وأوضح أن العلاقات القطرية الأمريكية تمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الاستراتيجي، حيث يساهم الجانبان في جهود السلام والهدوء من خلال التعاون والتنسيق المشترك تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية. ويعكس هذا مستوى الثقة المتبادلة والتعاون المستمر بين البلدين لتحقيق الاستقرار العالمي والإقليمي.

وأوضح أن الشراكة بين دولة قطر والولايات المتحدة أثبتت قدرتها على إحداث أثر إيجابي من خلال التعاون الوثيق في الوساطة المشتركة، وكذلك الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإبرام اتفاق تبادل الأسرى، وإنهاء الحرب. كما عملت دولة قطر والولايات المتحدة معًا بشكل وثيق بشأن أفغانستان، وقد أدى هذا التعاون إلى تحقيق نجاحات كبيرة في عمليات الإجلاء من أفغانستان، حيث تم إجلاء ما يقرب من 120 ألف شخص.

وأشار إلى أن وساطة قطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة لعبت دورا كبيرا في التوصل إلى اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان الذي وقع في الدوحة عام 2020.

وأشار سعادته إلى البعد الإنساني في العلاقات القطرية الأمريكية كعنصر مهم يميز هذه العلاقات التي تتميز بالعديد من القواسم المشتركة، منوهاً إلى أن البعد الإنساني يعد أحد الركائز الأساسية التي تميز العلاقات القطرية الأمريكية، وهو ما يتجلى في التعاون بين البلدين في مجالات الإغاثة الطارئة والتنمية والتعليم والصحة من خلال الشراكات مع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الخيرية الأخرى.

وأضاف: “يتشارك البلدان الرؤية نفسها بشأن أهمية دعم المتضررين من الأزمات والكوارث. ونعمل معًا باستمرار لمعالجة الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم وتقديم المساعدة للمجتمعات المتضررة من النزاعات، استنادًا إلى المبادئ الراسخة لاحترام الكرامة الإنسانية. وتتجلى هذه القيم في التعاون الوثيق بين البلدين، إلى جانب جمهورية مصر الشقيقة. ونقوم بالتوسط بشكل مشترك لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وتقديم المساعدة في مواجهة التحديات الكبيرة”.

وأوضح أن دولة قطر يمكن أن تلعب دورا محوريا في دعم هذه الجهود في مجالات عدة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى السلام والاستقرار في علاقاتها مع دول المنطقة والعالم.

وأشار إلى أن دولة قطر تتمتع بخبرة واسعة في مجال الوساطة، ونجحت في التوسط في عدد من النزاعات الإقليمية والدولية، ما يجعلها شريكاً موثوقاً به للولايات المتحدة في تعزيز الحوار وبناء جسور الثقة مع مختلف الأطراف. وتشارك دولة قطر بفعالية في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف من خلال التعاون الأمني وتبادل المعلومات. كما أنها تدعم المشاريع التنموية والإنسانية في مناطق الصراع، مما يساهم في تحسين الاستقرار الاجتماعي وتقليل دوافع العنف.

وأضاف أن دولة قطر من خلال هذه الأدوار تؤكد التزامها بأن تكون شريكا فاعلا ومؤثرا في جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة على المستويين الإقليمي والدولي.


شارك