رئيسة مصلحة الضرائب: نستمع لمجتمع الأعمال من أرض الواقع لدعم العدالة الضريبية

منذ 2 شهور
رئيسة مصلحة الضرائب: نستمع لمجتمع الأعمال من أرض الواقع لدعم العدالة الضريبية

وأكدت رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن مشاركتها في مؤتمر حزمة التخفيضات الضريبية، تأتي تنفيذاً لتعليمات معالي أحمد كجوك، وزير المالية، الذي يولي أهمية كبيرة للتواصل المباشر مع مجتمع الأعمال في كافة المحافظات. ويهدف المشروع إلى دعم جهود الدولة لتحقيق العدالة الضريبية، وإدماج الاقتصاد غير الرسمي، ومعالجة التحديات الواقعية والعمل على حلها.

وأضافت: “سعدنا بزيارة محافظة دمياط القديمة، ونلمس عن كثب تميز أبنائها في جميع المجالات، وخاصةً في دعمهم للدولة المصرية. وقد تشرفت بزيارة مدينة رأس البر، التي تشهد حاليًا نهضة عمرانية وتنموية، وهي فخرٌ حقيقيٌّ لكل المصريين”.

وأوضحت أن وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية بدأتا في عام 2018 عملية شاملة للتغيير والتطوير، حيث أطلقتا مشاريع التحول الرقمي مثل نظام الإقرار الإلكتروني، والنظام الضريبي الرئيسي الجديد للشركات، ونظام الفاتورة الإلكترونية، ونظام الإيصالات الإلكترونية، ونظام توحيد معايير وأسس حساب الضرائب على الأجور والرواتب، ومشروع تطوير البنية الأساسية، ومشروع التكامل مع الجهات الحكومية وغيرها من المشاريع الهامة.

وأضافت: “رغم هذه الإنجازات التي أشادت بها المؤسسات الدولية والمحلية، أدركنا في يوليو الماضي ضرورة التوقف لتقييم ما تحقق ومراجعة التحديات المتبقية. واجهنا تحديات داخلية في النظام الضريبي وتحديات خارجية على مستوى الاقتصاد. ونتيجةً لذلك، أُطلقت الحزمة الأولى من مبادرة الحوافز الضريبية لمعالجة هذه العقبات بجدية، وبناء نظام ضريبي أكثر عدالة وكفاءة وشفافية”.

وأشارت إلى أن من أهم مميزات الحزمة الأولى من الحوافز تطبيق نظام ضريبي مبسط يستهدف المشروعات التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه. ويهدف النظام إلى توفير الأمن لدافعي الضرائب وتبسيط إجراءات التسجيل والدفع.

يتميز هذا النظام بتطبيقه على جميع الأنشطة دون استثناء واحتساب ضريبة الدخل كنسبة مئوية من حجم الأعمال دون الحاجة إلى المحاسبة أو تقديم إقرارات معقدة. وأوضحت أنه بموجب هذا النظام سيتم إعفاء المكلف من الضرائب السابقة إذا انضم إلى النظام بحلول 12 أغسطس 2025 (بموجب قرار وزير المالية رقم 167 لسنة 2025).

ويضمن هذا النظام أيضًا الوضوح الكامل فيما يتعلق بحقوق والتزامات الجهات المانحة، ويسمح باستمرار العمل ضمن النظام المبسط حتى لو زادت الإيرادات بنسبة 20% في عام معين، وبالتالي تعزيز الاستقرار. كما ستستمر المشروعات في الاستفادة من مزايا النظام بشرط ألا يتجاوز حجم أعمالها 20 مليون جنيه. الشركات التي تنمو وتتجاوز هذا الحد بشكل دائم تنتقل عادة إلى النظام العام بعد الاستفادة من مرحلة الإغاثة.

وأشارت رشا عبد العال إلى أن الراغبين في الانضمام للنظام المبسط يجب عليهم تقديم نموذج (1/10) على الموقع الإلكتروني للهيئة واختيار النظام المحاسبي وفقاً للقانون (6) لسنة 2025، مع الالتزام بتقديم الإقرارات الضريبية المبسطة والتسجيل في نظام الفاتورة الإلكترونية والإيصال الإلكتروني عند الوصول إلى المراحل الإلزامية، وكذلك في نظام توحيد معايير وأسس حساب الأجور والرواتب، موضحة أن من ينضم إلى هذا النظام لن يخضع للتدقيق خلال السنوات الخمس الأولى من تاريخ الانضمام؛ تعترف مصلحة الضرائب بالضريبة المذكورة في الإقرار. لمساعدة شركائنا في توفير التدفق النقدي، يتم تقديم إقرارات ضريبة القيمة المضافة كل ثلاثة أشهر ويتم تقديم إقرارات ضريبة الدخل سنويًا، مما يقلل العبء الإداري والإجراءات مع السلطة الضريبية.

وأكدت أيضاً أن الحزمة الأولى من الحوافز الضريبية تهدف إلى زيادة الشفافية والعدالة. وينص على أن غرامة التأخير في السداد لا يجوز أن تتجاوز 100% من الضريبة المستحقة أصلا، وذلك لضمان عدم تحمل دافعي الضرائب أي عبء إضافي.

وفي إطار دعم الاستثمارات وضمان سرعة الاستجابة، أوضح رئيس الهيئة أنه تم تفعيل عدد من الوحدات المتخصصة لخدمة مجتمع الأعمال. وتستحق وحدة دعم المستثمرين على وجه الخصوص ذكرًا خاصًا، لأنها تعمل على تبسيط الإجراءات وخلق بيئة ضريبية داعمة للمشاريع. وبالإضافة إلى ذلك، تمكن وحدة الرأي المسبق دافعي الضرائب من الحصول على بيان رسمي ملزم بشأن طبيعة معاملاتهم الضريبية قبل إجراء معاملاتهم، وبالتالي تعزيز مبدأ اليقين الضريبي.

وأشارت إلى أن مكتب الشكاوى الضريبية يستقبل شكاوى دافعي الضرائب ويحقق فيها ويسعى لحلها في أسرع وقت ممكن، ضمن إطار مؤسسي يتميز بالحيادية والمهنية.

من جانبه، أكد محمد البهي، رئيس لجنة الضرائب والجمارك باتحاد الصناعات المصرية، أن وزير المالية أحمد كجوك أحدث ثورة في آليات تطبيق القوانين الضريبية، وعزز التواصل مع مجتمع الأعمال، مما كان له أثر مباشر في تحسين مناخ الاستثمار في مصر.

وأشار الباهي إلى أن وزير المالية اعتمد نهجاً جديداً يقوم على الحوار مع المستثمرين والاستماع لتحدياتهم والعمل على إيجاد حلول عملية وفعالة. وقد أدى ذلك إلى تعزيز الثقة بين الحكومة والقطاع الخاص. وأشار إلى أن الجهود التي تبذلها إدارة الضرائب بإشراف وزارة المالية لتحديث المنظومة وتطبيق القانون بشكل عادل وشفاف تسهم بشكل كبير في دعم كافة القطاعات وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد محمد البهي أن اتحاد الصناعات المصرية يقدر هذه الجهود ويعتبرها خطوة حاسمة نحو الإصلاح الاقتصادي خاصة في ظل سعي الدولة لتوسيع القاعدة الضريبية دون فرض أعباء إضافية على الصناعة. ومن شأن ذلك أن يشجع المزيد من الاستثمار ويدعم بيئة الأعمال في مصر.


شارك