المشاط: مشروع تعزيز الحوكمة المرتكزة حول المواطن حجر الأساس لبناء الثقة المجتمعية

منذ 6 ساعات
المشاط: مشروع تعزيز الحوكمة المرتكزة حول المواطن حجر الأساس لبناء الثقة المجتمعية

أعلنت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي: بمناسبة إطلاق مراجعة السياسة التنظيمية في مصر، والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، أوضحت أن هذه المراجعة ستساهم في إجراء تقييم شامل للبيئة التنظيمية القائمة، مما سيساعد في تقريب أفضل الممارسات والأنظمة الدولية من التنفيذ.

وأضافت المشاط أن الحوكمة التي تركز على المواطن هي حجر الأساس لبناء الثقة المجتمعية وتحسين المشاركة وضمان سياسات تعالج الاحتياجات الحقيقية للشعب. إنها طريقة حاسمة وضرورية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشأن التعليم والعمل اللائق والحد من الفوارق المكانية والاجتماعية.

جاء ذلك خلال افتتاحها مشروع “تعزيز الحوكمة المرتكزة على الإنسان في مصر” الذي أطلقه المعهد الوطني للحوكمة والتنمية المستدامة بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون. وحضر الحفل الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والسيدة آمال عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، والسيدة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، والسيدة شريفة شريف المديرة التنفيذية للمعهد الوطني للحوكمة والتنمية المستدامة، والسيدة تاتيانا تيبلوفا رئيسة الشراكات والتعاون الدولي بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والسيدة فاليري ليشتي رئيسة مكتب التعاون الدولي بالسفارة السويسرية في مصر.

وأوضحت أن الاستثمار في المواطنين، وخاصة الفئات الأكثر احتياجاً مثل الأطفال والشباب والمرأة، هو استثمار في مستقبل مصر، لأنهم يشكلون غالبية المجتمع ولديهم الطاقة لإحداث التغيير الاجتماعي والاقتصادي، وخاصة فيما يتعلق بزيادة مشاركة المرأة والشباب في سوق العمل. وأشارت إلى جهود وزارة التخطيط والتعاون الدولي والمعهد الوطني للحوكمة والمؤسسات التابعة له لدعم الاستراتيجيات الشاملة التي تركز على المواطن في مصر وتركز على تنمية المهارات والمشاركة المدنية وريادة الأعمال.

وأكدت الدكتورة المشاط أن مشروع “تعزيز الحوكمة المرتكزة على الإنسان في مصر” يمثل تتويجًا لشراكات طويلة الأمد ومثمرة بين مصر ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والحكومة السويسرية من خلال الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون. ويعد المشروع مثالاً حياً للتعاون المكثف بين مصر والوكالة وبرنامج حوكمة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأوضحت أن التزام مصر بتعزيز سيادة القانون، وتعزيز الإصلاحات التنظيمية، وتطوير الإدارة العامة التي تركز على المواطن ليس بالأمر الجديد. لقد شكلت رؤية مصر 2030 وبرامج العمل الحكومية المختلفة، وأحدثها خطة العمل 2024-2027، مرجعًا ثابتًا لمسار الدولة نحو التنمية الشاملة والمستدامة، وتحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ووضع الإنسان في مركز عملية التنمية.

وأضافت أن المشروع يقدم قيمة مضافة حقيقية في هذا السياق من خلال توفير منصة للتعاون رفيع المستوى ودعم أولويات الدولة، وخاصة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ الاستراتيجيات القطاعية. وسيتم تحقيق ذلك من خلال ثلاثة محاور استراتيجية: تعزيز سيادة القانون ومؤسسات العدالة، وخاصة فيما يتعلق بحقوق واحتياجات الأطفال والنساء والشباب؛ تطوير السياسات التنظيمية من خلال نهج يركز على المواطن ويأخذ في الاعتبار مخاوف الشباب والنساء والبيئة؛ ودمج منظور الشباب في الإدارة العامة للمساهمة في بناء مستقبل أكثر اخضرارًا وشاملاً.

وأشارت المشاط إلى أن المشروع ساهم في تطوير أداة لتطبيق “العدسة الخضراء” في تصميم السياسات التنظيمية في مصر لدعم الأهداف المناخية الوطنية. وأوضحت أن التقديرات تشير إلى أن عدد سكان المناطق الحضرية سيرتفع إلى أكثر من 41 مليون نسمة بحلول عام 2050. إضافة إلى ذلك، هناك تحديات متزايدة مثل ندرة المياه وزيادة موجات الحر، الأمر الذي يتطلب أدوات تنظيمية أكثر مرونة وابتكاراً.

وأضافت أن المشروع يأتي في إطار شراكة أوسع بين الحكومة المصرية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي تشمل العديد من البرامج والمبادرات، ومن بينها مشروع “دعم الحوكمة الاقتصادية والعامة في مصر” الممول من الاتحاد الأوروبي، وبرنامج التعاون القطري مع المنظمة.

أعلنت مصر أنها ستتولى رئاسة مبادرة الحوكمة والتنافسية من أجل التنمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للفترة 2026-2030 بالاشتراك مع إيطاليا وتركيا. ويؤكد هذا التزام مصر العميق بتعزيز السياسات المستدامة والشاملة وتعميق التعاون الإقليمي والدولي.

وأشار وزير التخطيط والتعاون الدولي إلى أن بدء هذه المرحلة الجديدة من التعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون يمثل خطوة مهمة للغاية، خاصة في مجالات العدالة الصديقة للأطفال والسياسة التنظيمية وتمكين الشباب. وأضافت أن تعزيز سيادة القانون والمؤسسات القضائية لحماية حقوق الفئات الأكثر ضعفاً جزء لا يتجزأ من رؤية الدولة للحكم الشامل المبني على حقوق المواطنين وتحسين مستويات معيشتهم.

وأشارت إلى أن مصر، وهي تشرع في عملية الإصلاح، تجدد التزامها بالحكم الشامل والشفاف والمسؤول، وتؤكد إيمان الدولة بأن المواطنين، وخاصة الشباب، يجب أن يكونوا شركاء في تشكيل المستقبل. وأشارت إلى أن الشراكات مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والوكالة السويسرية للتنمية والتعاون من شأنها أن تحقق تقدما نحو سياسات أكثر عدالة وفعالية واستدامة.


شارك