النائبة هالة أبو السعد: الفتوى في العصر الحديث تحتاج مرجعية موحدة تجمع الشرعية الدينية والوطنية والقانونية

منذ 3 أيام
النائبة هالة أبو السعد: الفتوى في العصر الحديث تحتاج مرجعية موحدة تجمع الشرعية الدينية والوطنية والقانونية

• نائب مدير المشروع البرلماني: لا تقيد المنظمة التفسير، بل تمنع النزاعات وتؤسس للمساءلة.

قالت النائبة الدكتورة هالة أبو السعد، نائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجلس النواب، إن الخطر الحقيقي لا يكمن في ضبط الفتاوى، بل في الفوضى المستمرة التي تنال من هيبة الدين والدولة. وأشارت إلى أن مشروع تنظيم الفتاوى يجب أن يكون خطوة نحو التعاون المؤسسي، ووضع المصلحة العامة فوق الخلافات، وجعل الفتاوى أداة للوحدة لا للفرقة.

وتساءلت النائبة هالة أبو السعد خلال كلمتها أمام الجلسة العامة لمجلس النواب، من يحمي المجتمع من الفتاوى المتطرفة والفوضوية، ومن يضمن توافق الخطاب الديني مع المصالح العليا والقيم المدنية للبلاد. وأشارت إلى أن إصرار وزارة الأوقاف على دورها في تنظيم الفتاوى لم يكن صراعاً على النفوذ، بل مسؤولية وطنية ودينية لملء الفراغ التشريعي الذي استغله البعض لإثارة الجدل أو استغلال الدين لمصالح ضيقة.

وشدد النائب على أن الفتاوى التي تمس حياة الملايين من الناس يجب أن تخضع لضوابط مؤسسية تحميها من الاستغلال وتضمن التزامها بالقانون والدستور. وأضافت: “إن رفض الأزهر لهذه الخطوة لا ينبغي أن يُفهم على أنه دفاع عن استقلال الفتوى، لأن الحكم لا يقيد الاجتهاد، بل يعطيه رؤية تمنع الصراع وتعزز تكامل مؤسسات الدولة”.

وأكدت أن الفتاوى في العصر الحديث لابد أن تدار من قبل مرجعية موحدة تجمع بين التراث الغني للأزهر والتزام وزارة الأوقاف بحماية الخطاب الديني من التشرذم. وأشارت إلى أن هذا ليس صراعاً بين مؤسستين، بل دعوة إلى رؤية شاملة تجمع بين ثلاثة أركان: الأول هو الشرعية الدينية (خبرة الأزهر وعلمائه)، والثاني هو الشرعية الوطنية (دور المؤسسات في ربط الفتاوى بالسياقات المجتمعية والقضايا العملية)، والثالث هو الشرعية القانونية (ضمان خضوع الفتاوى للدستور والقوانين التي تحمي حقوق الأفراد والجماعات).


شارك