وزيرة التخطيط: تمويلات تنموية ميسرة 1.4 مليار دولار من البنك الدولي لتنفيذ برنامح “حياة كريمة” منذ 2015

بقلم: منال المصري
صرحت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن مصر تمكنت من خلال جهودها الدبلوماسية الاقتصادية منذ عام 2015 من حشد ما يقرب من 1.4 مليار دولار أمريكي (70 مليار جنيه مصري) من التمويل التنموي الميسر من البنك الدولي لبرنامج تكافل وكرامة لتحقيق استدامة جهود الحماية الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم الدعم الفني من قبل خبراء البنك، الذين ساهموا في بناء قدرات الموظفين الحكوميين المشاركين في تنفيذ البرنامج، ورقمنة صرف المساعدات النقدية من خلال إدخال بطاقات “ميزة”، وتطوير آليات الرصد والتقييم. كما دعمت المملكة المتحدة مشروع بناء القدرات المؤسسية والبشرية لوزارة التضامن الاجتماعي بمنحة لتحسين فعالية برامج الحماية الاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت المملكة المتحدة، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، برنامج “التوعية” لمكافحة عمالة الأطفال.
جاء ذلك خلال مشاركتها في احتفالية الذكرى العاشرة لبرنامج تكافل وكرامة للمساعدات النقدية بحضور وتحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس وزراء إنجلترا. إبراهيم محلب، رئيس الوزراء الأسبق، د. خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، د. مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أحمد كجوك، وزير المالية، د. شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، د. غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والمدير العام لمكتب الأمم المتحدة في فيينا، د. هالة السعيد، مستشارة رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، ستيفان جومبيرت، المدير القطري للبنك الدولي، ألينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة في مصر، جاريث بيلي، السفير البريطاني في مصر، ومسؤولون حكوميون آخرون، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والمنظمات الدولية.
وأضافت الدكتورة رانيا المشاط أن هذه الجهود الوطنية المشتركة ساهمت في الوصول إلى أكثر من 4.6 مليون أسرة مستفيدة على مستوى الجمهورية ونحو 17 مليون مستفيد مباشر وغير مباشر. 51% من الأسر المشاركة في برنامج تكافل تستوفي الشروط الصحية والتي تعني ثلاث زيارات للمركز الصحي سنوياً، و63% من الأسر المشاركة في البرنامج تستوفي الشروط التعليمية والتي تعني نسبة حضور 80%. 100% من المستفيدين يحصلون على المدفوعات النقدية إلكترونياً.
وأكدت المشاط أن هذه المؤشرات تعكس الأثر الاجتماعي البعيد المدى لبرنامج تكافل وكرامة، ودوره في تحسين المستوى المعيشي للمواطنين المستفيدين، وتحفيزهم على مواصلة تعليمهم، وحصولهم على الخدمات الصحية. كما يمثل برنامج تكافل وكرامة نموذجاً للتكامل مع المبادرات والبرامج الأخرى، مثل المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، حيث يساهم البرنامج في دعم الأسر الأكثر احتياجاً ضمن المبادرة. وأشارت إلى أن تمكين المرأة يلعب دوراً بارزاً ومحورياً في هذا البرنامج، حيث تمثل المرأة الغالبية العظمى من حاملي بطاقات التكافل والكرامة بنسبة 75%.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط أن برنامج تكافل وكرامة يعد نموذجاً للبرامج المبتكرة والشراكات الدولية المثمرة والبناءة التي ساعدت الدولة على تحسين جهود الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجاً، مما كان له أثر إيجابي على جهود التنمية الاقتصادية. وأشارت إلى أنه بالتوازي مع برامج الإصلاح الاقتصادي، تعتزم الحكومة اعتماد سلسلة من البرامج والمبادرات الاجتماعية للتخفيف من آثار هذه الإجراءات والبرامج على الفئات الأقل دخلاً في المجتمع.
وقالت المشاط إن برنامج المساعدات النقدية “تكافل وكرامة” على مدى العقد الماضي عكس التزام الدولة الثابت بتحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة الاستثمار في رأس المال البشري. وأشارت إلى أن برنامج الحكومة حتى عام 2027 يتضمن بنوداً وأهدافاً واضحة لتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لتحقيق العدالة الاجتماعية. ويتضمن ذلك تنفيذ العديد من البرامج لضمان الدعم لمختلف الفئات الأكثر احتياجاً، مع التركيز على النساء المعيلات، وتحسين مستويات معيشة المواطنين في المناطق الريفية، وتعزيز استدامة برامج الحماية الاجتماعية وبرامج المساعدات النقدية المشروطة، والعمل على تعظيم الاستفادة من تمويل التنمية الميسر والمساعدة الفنية من شركاء التنمية المتعددين والثنائيين في مجال الحماية الاجتماعية.
وقالت المشاط إن البرنامج يتجاوز فكرة تقديم الدعم المالي إلى تحقيق الحماية الاجتماعية. وسوف يصبح نموذجاً متكاملاً يجمع بين الحماية الاجتماعية والتعليم والصحة، ويعزز مفاهيم الاستدامة والكرامة الإنسانية، ويعكس توجه الدولة نحو بناء شبكات أمان اجتماعي مرنة وعادلة. وأوضحت أن مبادرة «تكافل وكرامة» انطلقت كمبادرة وطنية إيماناً من الدولة بأهمية دعم المواطن المصري في تجاوز التحديات وتعزيز جهود التنمية البشرية. وسوف يدعم البنك الدولي البرنامج بتمويل تنموي منخفض الفائدة ودعم فني، مما يجعل البرنامج نموذجاً رائداً في مجال الحماية الاجتماعية، ليس فقط على مستوى منظومة الحماية الاجتماعية في مصر، بل أيضاً على المستوى الدولي. وأشارت إلى أن البنك الدولي يرغب في البناء على هذا النجاح وتطبيق الخبرة التي اكتسبها من هذا البرنامج في مصر على دول أخرى.
وأكد الوزير أن علاقات مصر مع شركاء التنمية ومؤسسات التمويل الدولية المختلفة تتميز بالمرونة في صياغة الاتفاقيات بما يتوافق مع الأولويات الوطنية، والتي تشمل على وجه الخصوص تعزيز القطاع الخاص وتوفير منتجات تمويلية متنوعة للمشروعات متناهية الصغر. ولهذا السبب يقدم البنك الدولي 25 مليون دولار، أي ما يعادل 1.2 مليار جنيه مصري، لتمكين الأسر المستفيدة من برنامجي تكافل وكرامة من تمويل المشروعات الصغيرة. وهذا يمكّنهم من تحسين مستوى معيشتهم والتحول من أسر بحاجة إلى الدعم إلى أسر تتمتع بمصدر دخل مستدام.
وأضافت أن برنامج فرصة، في إطار التمكين الاقتصادي، كأحد أهم مساهمات تكافل وكرامة، يساعد على تأهيل المستفيدين من خلال التدريب وتنمية المهارات بهدف دمجهم في سوق العمل وتمكينهم اقتصادياً. كما يساهم البرنامج في إنشاء مشاريع جديدة وخلق المزيد من فرص العمل في المجتمع المصري، مع التركيز بشكل خاص على المرأة باعتبارها المستفيدة الرئيسية من برنامج تكافل وكرامة. وسيساعد هذا على زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل كرائدة أعمال في المستقبل.
وأشارت المشاط إلى أن موازنة العام المالي 2025/2026 تولي اهتماماً كبيراً لمختلف جوانب الإنفاق الاجتماعي ودعم الفئات محدودة الدخل من خلال برامج ومبادرات ومساهمات فاعلة. وأشارت إلى أن مخصصات الحماية الاجتماعية في الموازنة الجديدة تبلغ نحو 732.6 مليار جنيه، وأكدت أن التنمية البشرية تمثل أولوية في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل، حيث بلغت الاستثمارات من إجمالي الاستثمارات العامة نحو 327 مليار جنيه، مقابل 268 مليار جنيه في العام المالي الحالي، بنسبة نمو 22%. وتمثل التنمية البشرية أيضاً 45.3% من الاستثمارات الحكومية، مقارنة بـ 42% في السنة المالية الحالية.
وقالت المشاط إن مصر عرضت خلال اجتماعات البنك الدولي ربيع 2025 تجربتها في تنفيذ برنامج تكافل وكرامة، والذي أشاد به البنك الدولي باعتباره نموذجا رائدا ومتميزا لبرامج الحماية الاجتماعية يستحق الاحتذاء به من الدول الأخرى.
وفي ختام كلمتها قدمت الدكتورة رانيا المشاط المساهمة الأولى في برنامج “تكافل وكرامة” والدكتورة غادة والي والدكتورة نيفين القباج، وهنأت الدكتورة مايا مرسي وفريق عمل وزارة التضامن الاجتماعي. كما شكرت فريق عمل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي على جهوده في تنسيق الاتفاقيات مع الشركاء الدوليين، وكذلك البنك الدولي الشريك التنموي الذي يدعم جهود الدولة في مختلف المجالات.
وفي ختام الفعالية، حضر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والدكتورة رانيا المشاط ووزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومجموعة من الوزراء الحاليين والسابقين الذين ساهموا في دعم وتنفيذ البرنامج منذ إطلاقه عام 2015.