التفاعلات الدوائية ومخاطرها على كبار السن.. بطء التمثيل وزيادة التراكم وضرورة المراقبة

مع تقدمنا في العمر، تتباطأ حركتنا وسرعة معظم العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك عملية التمثيل الغذائي. وتنطبق القواعد نفسها على الأدوية التي نتناولها. يتم امتصاصها ببطء وإخراجها من الجسم بعد مرورها عبر الكبد والكلى. وقد يؤدي هذا إلى بقائها في الدم لفترة أطول من المعتاد وزيادة تركيزها بسبب التراكم، خاصة إذا كان لا بد من تناولها بجرعات يومية.
هناك أيضًا سوء فهم فيما يتعلق بتناول الدواء. لا يأخذ الكثير منا في الاعتبار جميع الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية، مثل أدوية السعال والإسهال، والمهدئات، وعلاجات البرد، والأسبرين. ويتناولون معهم أدوية أخرى بلا مبالاة، رغم أن هذا الأمر خطير ويدفع المريض ثمنه غالياً.
تتفاعل معظم الأدوية مع بعضها البعض في الجسم. يمكن أن يسبب التفاعل أعراضًا خفيفة وغير ملحوظة تعزز بعضها البعض، ولكن بعضها يمكن أن يسبب أيضًا أعراضًا حساسية يمكن أن تكون قاتلة. لذلك، قبل البدء بأي علاج جديد، أخبر طبيبك عن جميع الأدوية التي تتناولها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدوية التي يجب أن نوليها اهتماماً خاصاً بسبب آثارها الجانبية، خاصة لدى كبار السن الذين قد لا يلاحظون أو يخلطون بين هذه الأعراض.
< مدرات البول: تستخدم هذه الأدوية عادة لخفض ضغط الدم المرتفع، ولكنها في نفس الوقت تتسبب في استهلاك الجسم لمخزونه من البوتاسيوم، مما يؤدي إلى فقدان الشهية والشعور بالضعف الشديد. وإذا ساءت الحالة، فإن الخطر ينتشر إلى عضلة القلب نفسها.
يمكن أن تسبب معظم أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم سعالًا مزمنًا وضعفًا في العضلات والتعب والاكتئاب.
< الإفراط في استخدام الأدوية المضادة للقلق يؤدي في كثير من الأحيان إلى النعاس، والرعشة، وفقدان الاتجاه، وفقدان الذاكرة المؤقت، وصعوبة التفكير، والارتباك، وصعوبة التركيز.
إن مراقبة كبار السن مع مراعاة الجرعة والتوقيت والحاجة إلى تكرار الأدوية، هي مهمة لا تعد تعبيراً عن الحب لهم أو مراعاة لحالتهم فحسب، بل هي ضرورة يمكن أن تنقذ حياتهم.