الرياضة والنوم.. علاقة تبادلية تحسّن صحتك وتنعش يومك

النوم الجيد أساس الصحة البدنية والنفسية. أثناء النوم، يُصلح الجسم خلاياه، ويُقوي جهاز المناعة، ويُنظم عملية الأيض، بينما يُعالج الدماغ المعلومات ويُثبّت الذكريات.
على الرغم من التوصية بالنوم لمدة سبع ساعات على الأقل يومياً، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة كبيرة من البالغين لا يحققون هذا الحد الأدنى، وبالتالي يتعرضون لمخاطر صحية متزايدة.
وتشير تقارير حديثة، بما في ذلك تقرير من شبكة CNN، إلى أن قلة النوم لا تؤدي إلى التعب فحسب، بل قد تكون مرتبطة أيضًا بزيادة خطر الإصابة، وانخفاض الإنتاجية، والاضطرابات العقلية والجسدية، وحتى ارتفاع معدل الوفيات على المدى الطويل.
في هذا السياق، أثبتت ممارسة الرياضة فعاليتها في تحسين جودة النوم. فقد أظهرت الدراسات العلمية أنها تعزز إنتاج الميلاتونين، وتخفف التوتر، وتُحسّن المزاج. كما تُساهم في تنظيم درجة حرارة الجسم، مما يُسهّل الاستعداد للنوم. كما تُساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تقليل الشخير وانقطاع النفس النومي، خاصةً إذا كنت تُحافظ على وزنك.
يُفضّل ممارسة الرياضة صباحًا أو بعد الظهر ليتمكن جسمك من استعادة درجة حرارته الطبيعية قبل النوم. أما إذا كنت تمارس الرياضة مساءً، فيُنصح بالانتظار من 60 إلى 90 دقيقة قبل النوم، أو الاكتفاء بتمارين خفيفة كاليوغا.
من ناحية أخرى، يُحسّن النوم الجيد الأداء الرياضي بزيادة القدرة على التحمل وتقليل التعب. كما يُساهم التمرين في الهواء الطلق والضوء الطبيعي في تنظيم الساعة البيولوجية وتحسين دورات النوم والاستيقاظ.
ومع ذلك، يختلف رد فعل الناس تجاه هذه العلاقة المتبادلة. فبينما ينام البعض بسهولة بعد التمرين المسائي، يجد آخرون صعوبة في ذلك. ويبدو أن الشباب يستفيدون أكثر من كبار السن من التمارين الرياضية لتحسين جودة نومهم.
وعلى الرغم من هذه الاختلافات، فإن التمارين الرياضية البدنية تعد وسيلة فعالة بالنسبة لمعظم الناس لتحسين نومهم وتحقيق أداء بدني أفضل في اليوم التالي.