حماس: تصاعد عدوان المستوطنين على المسجد الأقصى يستدعي حراكا لإنقاذه

قالت حركة حماس، اليوم الأربعاء، إن تصاعد اعتداءات المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وما يرافقه من اقتحامات من قبل مسؤولين حكوميين ومتطرفين يهود، يستدعي إجراءات شعبية ورسمية لحماية المسجد من مخططات التهويد.
وقال هارون ناصر الدين عضو المكتب السياسي للحركة ورئيس مكتب شؤون القدس في الحركة في بيان “إن تصعيد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بمشاركة مسؤولين حكوميين ويهود متطرفين، ونشر عريضة جديدة تدعو لمزيد من العدوان، هو استمرار للحرب الدينية التي تشنها دولة الاحتلال على مدينة القدس، وسباق للسيطرة على المسجد وتهويده”.
وأضاف أن دعم وحماية الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين يؤكد أنها “لا تهتم بالاعتبارات الدينية أو التاريخية وتستغل نوم أمتنا العربية والإسلامية لمواصلة عدوانها الصارخ على المقدسات”.
واعتبر هذه الممارسات “تحديا صارخا” لمشاعر المسلمين، ودعا إلى “إجراءات عامة ورسمية لمنع فرض واقع جديد على المسجد وتقسيمه زمانيا ومكانيا”.
ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وإسرائيل إلى مواصلة “استنفارهم وتواجدهم” في المسجد الأقصى، وحث شعوب الدول العربية والإسلامية على القيام بمسؤولياتها الدينية والوطنية تجاه الأقصى.
وأشارت الحركة إلى أن “مجموعات استيطانية أطلقت عريضة لجمع التواقيع موجهة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير. وتتضمن العريضة مطالب استفزازية تتعلق بالمسجد الأقصى خلال ما يسمى بيوم القدس في 26 مايو/أيار، عندما يقتحم المستوطنون المسجد احتفالاً باحتلال القدس الشرقية والمسجد الأقصى”.
اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوسا تلمودية تحت حماية شرطة الاحتلال. وتزامن ذلك مع الذكرى السابعة والسبعين لإعلان قيام دولة إسرائيل.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر مستوطنين إسرائيليين يؤدون طقوسا وصلوات تلمودية في الجهة الشرقية من المسجد.
وقام بعضهم بالصلاة أمام الشرطة الإسرائيلية التي لم تحرك ساكنا لمنعهم.
ويأتي ذلك ردا على دعوات أطلقتها جماعات يمينية إسرائيلية لاقتحامات جماعية للمسجد الأقصى في ذكرى تأسيس دولة إسرائيل.
ويحيي الإسرائيليون ذكرى تأسيس الدولة عام 1948 على أنقاض المدن والقرى الفلسطينية. ويحتفل الفلسطينيون بهذه المناسبة بـ”يوم النكبة” بعد أن طردتهم العصابات الصهيونية من أرضهم عبر المجازر.
وتزعم الحكومة الإسرائيلية أنها تحافظ على الوضع الراهن في المسجد الأقصى. إلا أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية تؤكد أن الوضع الراهن هو ما كان قائماً منذ عقود قبل الاحتلال عام 1967. وينص هذا الوضع الراهن على أن الصلاة في المسجد حق حصري للمسلمين، وأن دائرة الأوقاف هي المسؤولة الوحيدة عن إدارة شؤون المسجد.
وفي عام 2003، سمحت الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين من جانب واحد باقتحام المسجد الأقصى، على الرغم من المقاومة المستمرة من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت المداهمات تجري كل يوم باستثناء أيام الجمعة والسبت، وتصل إلى ذروتها خلال الأعياد اليهودية.