الرقابة المالية: 2.3 مليون وثيقة تأمين أصدرتها شركات متناهية الصغر

قال إسلام عزام نائب رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، إن قطاع التأمين متناهي الصغر في مصر سجل نمواً ملحوظاً خلال العام المالي 2023/2024. ارتفع عدد الشركات المصدرة لوثائق التأمين إلى 15 شركة، منها ست شركات تأمين على الممتلكات، وتسع شركات تأمين على الأفراد.
وأوضح عزام أنه تم إصدار نحو 2.3 مليون وثيقة، وارتفع عدد العملاء المؤمن عليهم إلى 10.5 مليون عميل، بزيادة قدرها 10.3% عن العام السابق.
جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الرابع للتأمين متناهي الصغر والمؤتمر الإقليمي العاشر للشمول التأميني في أفريقيا والشرق الأوسط (AFCII 2025)، اللذين نظمتهما جمعية شركات التأمين المصرية.
وأضاف عزام أن الهيئة ستصدر قريباً لوائح بشأن حماية العملاء ومعالجة الشكاوى المتعلقة بأنشطة التأمين والخدمات المرتبطة بها والبت فيها، فضلاً عن قواعد الملاءة المالية واستخدام أحدث أساليب تخصيص رأس المال المبني على المخاطر.
وستقوم الهيئة أيضًا بإصدار قواعد حوكمة للشركات الخاضعة لأحكام قانون التأمين الموحد. وتشمل هذه التوصيات ضمان التنوع المهني في مجالس الإشراف على شركات التأمين، وتمثيل الأعضاء المستقلين والنساء، وتنظيم اللجان المنبثقة عن مجلس الإدارة، مثل لجان التدقيق الداخلي والمخاطر والتكنولوجيا والاستثمار.
وأكد عزام أن ذلك يأتي في ظل سعي الدولة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الشاملة والمستدامة. ولذلك وضعت الشركة رؤية طموحة تهدف إلى توفير حياة كريمة وآمنة لجميع المواطنين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. يركز البرنامج على تحسين الشمول المالي ودمج الطبقات الاجتماعية الجديدة لدفع النمو الاقتصادي.
وأوضح أن التأمين الأصغر لم يعد مجرد منتج تأميني محدود، بل أصبح من أهم أدوات التمكين الاقتصادي والاجتماعي للفئات المهمشة ومحدودي الدخل، وأصبح داعماً مهماً لجهود الحكومة نحو الشمول المالي والتنمية المستدامة. وأكد أن هيئة الرقابة المالية على قناعة تامة بأهمية هذا النشاط لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير التغطية التأمينية الكافية للفئات الأكثر احتياجاً بما يتماشى مع المتغيرات الاقتصادية واحتياجات التنمية.
وأشار نائب رئيس الهيئة إلى أن شركات التأمين المصرية تقدم تغطية تأمينية مصممة خصيصا لحماية أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر من المخاطر المحتملة مثل الوفاة والعجز والتخلف عن سداد القروض. بالإضافة إلى ذلك، هناك تأمين ضد المخاطر التي قد تتعرض لها الشركة نفسها، مثل الحريق والسرقة.
وامتدت المبادرات إلى القطاع الزراعي أيضًا، حيث عرضت شركات التأمين على المزارعين تغطية تأمينية لمحاصيلهم ومواشيهم ودواجنهم، مما ساهم في تحسين أمنهم الغذائي والاقتصادي.
وأكد عزام أن التأمين الأصغر يشكل حجر الأساس في تمكين الفئات غير المؤمنة في المجتمع وحمايتها من المخاطر الاقتصادية. ولذلك، قامت الهيئة منذ عام 2016 بتطوير إطار قانوني للتأمين الأصغر، والذي يتضمن عدداً من الأحكام الهامة التي تساهم في تطوير التأمين الأصغر. ويأتي ذلك في إطار استراتيجية الهيئة الرامية إلى تحسين البنية التحتية الرقمية لقنوات التوزيع، بما يتماشى مع طموح الدولة في دعم الشمول المالي والتأميني.
وكشف عزام عن تطور الحد الأقصى لوثائق التأمين الأصغر منذ صدور اللائحة الخاصة بذلك في عام 2016، وأن السبب في ذلك هو التغيرات الاقتصادية والتزام الهيئة بمواكبة هذه التغيرات من خلال التغييرات التنظيمية والقانونية المتتالية.
وأكد أن أهم تطور شهده قطاع التأمين في مصر العام الماضي هو إقرار قانون التأمين الموحد والذي مثل نقلة نوعية في تطوير الإطار القانوني المنظم لسوق التأمين المصرية. تسري أحكام هذا القانون على أنشطة التأمين وإعادة التأمين والخدمات التأمينية والمهن والأنشطة المساندة المرتبطة بها.
ويمنح القانون هيئة الرقابة المالية سلطة حصرية في إنشاء الشركات العاملة في هذا المجال وترخيصها والإشراف عليها ومراقبتها. ومن شأن هذا أن يؤدي إلى تحسين فعالية التنظيم وخلق بيئة أكثر استقرارا وعدالة.
وأشار إلى أن الهيئة منذ إقرار قانون التأمين الموحد اتخذت خطوات جادة لتنظيم وتطوير سوق التأمين المصرية من خلال سن القوانين واللوائح اللازمة لخلق بيئة تنظيمية مستقرة ومحفزة للنمو.
وفي هذا السياق، تواصل الهيئة جهودها المتواصلة لتحسين كفاءة وفعالية القطاع من خلال إصدار سلسلة من القوانين والتدابير التنظيمية الداعمة. ومن أهم هذه الإجراءات تعزيز الإطار التنظيمي لقطاع التأمين من خلال نشر سلسلة من القوانين والتدابير التنظيمية الداعمة. وقد اعتمدت الهيئة العديد من الضوابط والقرارات التنظيمية، وعلى وجه الخصوص استحداث ضوابط جديدة لتحديد الحد الأدنى لرأس مال شركات التأمين بموجب قانون التأمين الموحد. ولتعزيز الملاءة المالية، يتعين على الشركات جمع رؤوس الأموال على مرحلتين، ليصل إلى 600 مليون جنيه في المرحلة الثانية.
بالإضافة إلى القواعد والضوابط المحددة ومؤشرات الأداء الرئيسية لاستثمار الأموال من قبل شركات التأمين وإعادة التأمين، فإن ذلك يضمن التوازن بين العوائد والمخاطر ويزيد من كفاءة إدارة الأصول. كما يحدد القانون مواعيد نهائية ملزمة لإعداد وتقديم البيانات المالية السنوية لشركات التأمين ومجموعات التأمين، مما يعزز مبادئ الشفافية والإدارة المالية.
بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء إطار تنظيمي لحساب وإنشاء الأحكام الفنية المتعلقة بالتأمين على الممتلكات والمسؤولية من أجل ضمان الوفاء السليم والمستدام بالتزامات التأمين.
بالإضافة إلى ذلك، تم رفع الحد الأقصى للتغطية التأمينية للتأمين الصغير، مما أدى إلى توسيع التغطية التأمينية للفئات المستهدفة وتحسين الشمول التأميني.
تم اعتماد لوائح جديدة لتنظيم إنشاء وترخيص شركات التأمين وإعادة التأمين. تتضمن هذه القواعد المتطلبات القانونية والفنية لضمان جودة وكفاءة الوحدات الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، تم اعتماد قواعد فنية لحساب وإنشاء الأحكام الفنية لعمليات التأمين الشخصي وتكوين رأس المال، والتي تساهم في تحسين الاستقرار المالي للشركات وحماية حقوق حاملي الوثائق.
كما شهد مجال التأمين الأصغر تطورات كبيرة فيما يتعلق بمبالغ التغطية. وعند صدور أول لائحة في عام 2016، كان مبلغ التغطية 100 ألف جنيه مصري. وقد تم زيادة هذا الحد تدريجيا لاحقا لمواكبة التغيرات الاقتصادية. وفي عام 2021، تم رفع الحد الأقصى للتغطية إلى 200 ألف جنيه مصري، وفي عام 2024 إلى 242 ألف جنيه مصري.
ويحدد قانون التأمين الموحد حداً أقصى قدره 200 ألف جنيه مصري، ويجوز لمجلس إدارة الهيئة زيادة هذا الحد بنسبة 25% سنوياً. وبناء على ذلك، وفي إطار سياسة الهيئة لمواكبة تطورات السوق وتحسين التغطية التأمينية، تم رفع الحد الأقصى إلى 250 ألف جنيه مصري، ثم إلى 312.5 ألف جنيه مصري في عام 2025.
وتعكس هذه القرارات التزام الهيئة المستمر بتحقيق التوازن بين احتياجات التغطية التأمينية والتنمية الاقتصادية، مما يساهم في تعزيز قدرة سوق التأمين الأصغر على خدمة شرائح محددة ودعم جهود الشمول التأميني بكفاءة وفعالية.
وفي هذا السياق، يسمح قانون التأمين الموحد بإنشاء شركات متخصصة في هذا المجال. وتعكس هذه الخطوة التزام الحكومة بتمكين الفئات الأكثر ضعفاً وتوسيع نطاق التغطية التأمينية.
وأقرت الهيئة الضوابط ذات الصلة في إطار قواعد التأسيس والترخيص، ومنها تحديد الحد الأدنى لرأس المال اللازم لتأسيس شركات التأمين متناهي الصغر بـ 40 مليون جنيه مصري.