لافروف: استخدام صندوق النقد والبنك الدولي للحفاظ على الممارسات الاستعمارية الجديدة أمر غير مقبول

حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من إساءة استخدام صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للحفاظ على الممارسات شبه الاستعمارية. وفي كلمته في قمة البريكس التي عقدت في صيغة “الاتصالات الخارجية”، شدد لافروف على ضرورة “إصلاح مؤسسات بريتون وودز وإزالة الطابع السياسي عنها بحيث تعكس التوازن الحقيقي للقوى في الاقتصاد العالمي”.
وأضاف: “لا يجوز الاستمرار في استغلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للحفاظ على الممارسات شبه الاستعمارية”.
أشار الوزير الروسي إلى أن الوضع في منظمة التجارة العالمية مشابه. فهناك، يُلحق الحصار المستمر منذ سنوات على هيئة تسوية المنازعات التابعة للمنظمة، وتطبيق تدابير تمييزية متزايدة ضد الدول النامية، مثل ما يُسمى “آلية تسوية الحدود” التابعة للاتحاد الأوروبي، أضرارًا جسيمة بالتجارة العالمية.
أشار لافروف إلى أن آلية المشاورات غير الرسمية لمجموعة بريكس بشأن قضايا منظمة التجارة العالمية قد أُطلقت عام ٢٠٢٤، وتشهد تطورًا ناجحًا في ظل الرئاسة البرازيلية. وشدد على أهمية تسريع عملية بلورة المواقف المشتركة والبدء في تنفيذها.
حذّر الوزير الروسي من تفاقم مشاكل تمويل التنمية، مستشهدًا بتقديرات الأمم المتحدة التي تشير إلى عجز سنوي في تمويل التنمية قدره 4.2 تريليون دولار. وأضاف: “إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فسيعيش أكثر من 600 مليون شخص في فقر مدقع بحلول عام 2030”.
وأشار لافروف إلى أن دول الجنوب العالمي التي تفتقر إلى الموارد الكافية ولا تستطيع الحصول على قروض بشروط مقبولة، تضطر إلى اللجوء إلى المساعدات الإنمائية الرسمية، التي تخضع بشكل متزايد لاعتبارات سياسية بسبب المعايير المزدوجة للغرب.
استشهد لافروف بموافقة صندوق النقد الدولي على قرض قياسي بقيمة 15.6 مليار دولار أمريكي لأوكرانيا في عام 2023 (أي ما يعادل 577% من حصتها). ويمثل هذا القرض أكثر من ثلث إجمالي برامج الصندوق السنوية. كما أشار إلى أن البنك الدولي أعلن عن تخصيص ما يقارب 54 مليار دولار أمريكي لأوكرانيا منذ بداية عام 2022.
واختتم لافروف حديثه قائلاً: “إن هذه المبالغ الإجمالية تعادل ضعف المخصصات السنوية لمؤسسات بريتون وودز لجميع البلدان الأفريقية”.