وكيل الأزهر: وثيقة الأخوة الإنسانية أهم وثيقة إنسانية صدرت في العصر الحديث

أكد وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، أن الأزهر الشريف منفتح دائماً على التعاون مع كل دعاة الحوار، انطلاقاً من رسالته العالمية التي يدعو إليها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. وتتجسد هذه الرسالة في مبادرات هامة، أبرزها وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، واعتمدتها الأمم المتحدة يوما عالميا للأخوة الإنسانية.
جاء ذلك خلال استقبال وكيل الأزهر الدكتور محمد الدويني، لوفد مجموعة فيينا للدين والدبلوماسية برئاسة ألكسندر ريجر منسق المجموعة ومؤسسها. تتكون المجموعة من ممثلين رسميين من 14 دولة أوروبية وتهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان ونشر ثقافة التعايش وحرية المعتقد.
وأضاف وكيل الأزهر أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها الإمام الأكبر والبابا فرنسيس في 4 فبراير 2019 في أبوظبي، تعد الوثيقة الإنسانية الأهم في العصر الحديث. لقد نجحنا في إرساء معايير جديدة للتعايش بين الشعوب، والمطالبة بالعدالة للفقراء والمهمشين، ومحاربة خطاب الكراهية.
وأوضح أن الحوار ليس مرحلة مؤقتة في مسيرة الأزهر وشيخه الأكبر، بل هو مسيرة طويلة الأمد تجلت في مؤتمرات كبرى، منها مؤتمر الشرق والغرب في البحرين الذي حضره شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان. وأكد المؤتمر للعالم أنه لا يوجد عنف أو كراهية في الأديان وأن كرامة الإنسان وحقه في العيش بسلام وتسامح أمر أساسي.
وأشار أيضاً إلى دور الأزهر الشريف في مصر. وبالتعاون مع الكنيسة المصرية أسس الأزهر الشريف “بيت العائلة المصرية” الذي جمع المسلمين والمسيحيين من كافة الطوائف والكنائس. لقد ساهم هذا المركز في تعزيز الوحدة الوطنية وجعل النموذج المصري نموذجاً رائداً وفعالاً للتعايش المشترك. يدير هذا النموذج الآن خمسة عشر فرعًا في جميع أنحاء البلاد.
من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم البالغة باللقاء مع مسؤولي الأزهر، مؤكدين أن المجموعة تمثل دولاً تدعم بشكل فعال الحوار بين الأديان، وأنهم يتابعون جهود الأزهر في هذا المجال بإعجاب.
وأشاد الوفد بوثيقة الأخوة الإنسانية، مؤكداً أنها تمثل إعلاناً تاريخياً على طريق التعايش العالمي. كما نظموا فعاليات ومؤتمرات لمناقشة هذه الأحكام وأثرها على العالم، وكانوا يشيرون إليها في اجتماعاتهم كثيرا لأنهم اعتبروها نموذجا فريدا للحوار بين الأديان.
وأشاد أعضاء الوفد بجهود الأزهر الشريف في إدماج البعد الديني في دعمه لأهداف التنمية المستدامة وحضوره الفاعل على الساحة الدولية. وأكدوا أيضًا على الدور المهم للمرأة في بناء السلام، بدءًا من الحياة الأسرية إلى التعليم والمشاركة في الشؤون العامة.
وفي ختام الزيارة، أعرب الوفد عن تقديره العميق لمكانة الأزهر الشريف، وأشاد برسالته الوسطية والاعتدال وجهوده في مكافحة خطاب الكراهية. وأكدوا أن أهداف المجموعة تتوافق مع أهداف الأزهر في نشر قيم التعايش والكرامة الإنسانية.