الداخلية الألمانية: نقل إجراءات اللجوء خارج أوروبا غير ممكن عمليا

رغم أنه من الممكن نظريا نقل إجراءات اللجوء إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي، إلا أن التنفيذ العملي ليس سهلا، وفقا للتقرير النهائي لوزارة الداخلية الاتحادية حول ما يسمى “نموذج الدولة الثالثة”، الذي دعا إليه مؤتمر رؤساء الولايات الألمانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وقد تناول التقرير ثلاثة نماذج لهذه العملية: “نموذج رواندا”، الذي تخلت عنه المملكة المتحدة منذ ذلك الحين والذي تضمن نقل طالبي اللجوء إلى بلد آخر ــ في هذه الحالة رواندا ــ حيث تبدأ عملية طلب اللجوء الخاصة بهم. النموذج الثاني، المعروف باسم “نموذج ألبانيا”، تم إيقافه بسبب عدة أحكام قضائية. ونصت الاتفاقية على أن ألبانيا ستقبل المهاجرين الذين يصلون إلى إيطاليا بالقوارب في مخيمات حتى يتم البت في طلبات اللجوء الخاصة بهم. النموذج الثالث هو ما يسمى بـ “نموذج المعالجة الخارجية”، حيث يتم فحص طلب الحماية في بلد العبور قبل أن يصل الشخص المعني إلى الأراضي الأوروبية.
ويشير التقرير إلى أن “جميع النماذج تبدو قابلة للتنفيذ من الناحية القانونية من حيث المبدأ – بعضها بعد تغييرات تشريعية كبيرة”، ولكنها في الممارسة العملية محفوفة بصعوبات كبيرة.
وكتبت وزارة الداخلية الاتحادية في بيان لها أن تطبيق نماذج الدول الثالثة على عدد كبير من طالبي اللجوء كان “غير واقعي”. وينطبق هذا أيضًا إذا تم إلغاء شرط وجود صلة بين طالب اللجوء ودولة ثالثة – مثل الروابط الأسرية أو مكان الإقامة السابق – وهو ما يظل جزءًا من إصلاح نظام اللجوء الأوروبي المشترك.
وقالت نانسي فايسر، القائمة بأعمال وزير الداخلية الألماني، إن “التعاون مع دول ثالثة يمكن أن يكون حجر الزاوية الآخر في الحد من الهجرة غير النظامية”. ولكنها أشارت إلى أن تجربة بريطانيا أظهرت أن “مثل هذه المحاولات يمكن أن تترتب عليها تكاليف باهظة وتفشل فشلاً ذريعاً”. وأضاف السياسي الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز، أنه يجب أخذ ذلك في الاعتبار في التقييم الواقعي للوضع.
قالت وزيرة الداخلية البريطانية الجديدة إيفون كوبر إن اتفاق اللجوء الذي أبرمته الحكومة المحافظة السابقة في بريطانيا مع رواندا كلف دافعي الضرائب البريطانيين أكثر من 700 مليون جنيه مصري (حوالي 830 مليون يورو).
وأنهت حكومة حزب العمال الحالية برئاسة كير ستارمر الاتفاق بعد فوز حزبه في الانتخابات العامة في الرابع من يوليو/تموز.