البابا تواضروس الثاني يلتقي أبناء الكنيسة القبطية في صربيا

منذ 8 ساعات
البابا تواضروس الثاني يلتقي أبناء الكنيسة القبطية في صربيا

التقى قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم بأعضاء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المقيمين في صربيا بكنيسة القديس مرقس الرسول بالعاصمة الصربية بلجراد. وكانت المجموعة، التي تضم نحو 130 شابًا، جزءًا من زيارته الأخيرة إلى صربيا كجزء من جولته الرعوية في أبرشية أوروبا الوسطى، والتي بدأت في 25 أبريل.

خلال رحلته حتى الآن، زار قداسة البابا بولندا ورومانيا قبل أن يتوقف أمس في محطته الثالثة في أبرشية صربيا في وسط أوروبا.

وحضر اللقاء الأنبا جيوفاني أسقف الإيبارشية والوفد المرافق للبابا والسفير باسل صلاح سفير مصر لدى صربيا وعدد من قيادات وأعضاء الكنيسة الصربية.

واستقبل الشباب القبطي قداسة البابا بفرح كبير. أعرب قداسته عن سعادته بلقائهم قائلاً: “أنا سعيد جدًا برؤيتكم هنا. أينما كنتم، تحملون اسم مصر والكنيسة إلى العالم. وجودكم هنا شهادة رائعة لشعبنا، المحب للحياة والمجتهد في كل مكان”.

خلال اللقاء، اطلع قداسته بالتفصيل على أحوال الشباب المعيشية، واستفسر عنهم، وقدم لهم نصائح أبوية. وأشاد بجهودهم وكفاحهم، خاصة أن أغلبهم من أبناء الصعيد ويعملون هناك منذ نحو عام ونصف، رغم أن بعضهم لم يحصل إلا على تعليم أساسي. قال لهم: «الله يهدي حياتنا. أنتم أبناء الكنيسة، وعليكم ثقة عظيمة: ثقة بوطنكم، ثقة بكنيستكم، ثقة بعملكم. كونوا أمناء، فتنالوا إكليل الحياة، كما هو مكتوب: «كن أمينًا إلى الموت، فسأعطيك إكليل الحياة»» (رؤيا 2: 10).

ثم قدّم قداسة البابا ثلاث نصائح أساسية، مؤكدًا: “الصدق يبدأ بالقول والفكر والأفعال. اجعل صدقك شعارك في كل ما تفعله. لا تدع الخداع يتسلل إلى قلبك، كما يقول المثل المصري: “بيت المخادع لا يرتفع عاليًا”.

وأضاف: “فكّروا في شهداء ليبيا الذين ظلّوا أوفياء لوطنهم وكنيستهم حتى سفك الدماء، قدّموا للعالم شهادة إيمان عظيمة. علّمونا أن الوفاء أثمن ما نملك. كونوا أوفياء دائمًا، فيبارككم الله، ويرفعكم، ويرزقكم ببركات لا تتوقعونها”.

تابع قداسته بتشجيع أبوي: “قد تشعرون بالألم أو التعب… لكن تذكروا دائمًا: اتخذوا القرار الصحيح، وتمسكوا بإيمانكم، واحسبوه حسابًا صحيحًا. وجودكم هنا فرصة لتكونوا نورًا، وسلوككم أعظم شهادة لمسيحكم ووطنكم”.

أكد قداسة البابا على أهمية الصلاة والإنجيل والتواصل مع الكنيسة كأساس للحياة الروحية، قائلاً: “الإنجيل صديقكم اليومي، وصلاتكم قوتكم، والقداس الذي تحضرونه شهريًا موجود هنا. استمروا في حضوركم في الكنيسة، لأن استقرار الكنيسة يبدأ من استقرار الأسرة. أجمل الأشياء الرضا والشكر، وأصعبها الندم”.

استشهد قداسة البابا بصلاة الشكر قائلاً: “لا نبدأ صلاةً دون أن نشكر الله: لقد حميتنا، وأعنتنا، وحميتنا، ورحبت بنا، ورحمتنا، ودعمتنا، وأوصلتنا إلى هذه الساعة. سبع نعم عظيمة تُعلّمنا أن نعيش راضيين شاكرين، لأن الامتنان يزيد من النعم التي بين أيدينا”.

وتوجه قداسة البابا إلى الشباب الحاضر، وكذلك إلى كل من يفكر في الهجرة من مصر، وخاصة من صعيد مصر، وأكد أن الهجرة ليست فقط من أجل العثور على المال. قال: “ليس كل شيء يُقاس بالمال. هناك أشياء في الحياة لا تُشترى ولا تُقدّر، كالتواجد مع الأهل، وبين الناس، وفي أحضان الوطن. المال وسيلة لا غاية، والحياة ليست أرقامًا فحسب. فكّر مليًا: هل أنت على الطريق الصحيح؟ هل سيجلب لك هذا الطريق السلام الداخلي؟”

قال: “فكّروا في مستقبلكم كعائلة، لا كفرد فقط. العائلة هي أساس الاستقرار، والكنيسة تبدأ من البيت. اختاروا الطريق الذي يوحّدكم مع عائلتكم، الطريق الذي يحفظ السلام في قلوبكم. مهما كان اختياركم، حافظوا على إخلاصكم، فالإخلاص سرّ البركة في الحياة”.


شارك