مدبولي: المنطقة الاقتصادية لقناة السويس قدمت نموذجا لنجاح التعاون الاقتصادي الدولي لجذب استثمارات ضخمة

رئيس الوزراء: المنطقة وفرت عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب وساهمت في إحلال الواردات وتوطين الصناعات الاستراتيجية.
تحدث رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي اليوم على هامش توقيع اتفاقية بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبو ظبي. حضر حفل توقيع اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية واللوجستية نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل وعدد من الوزراء ومحافظي السويس وبورسعيد والإسماعيلية ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ورئيس اتحاد الصناعات المصرية.
ومثل الجانب الإماراتي أيضاً معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي محمد بن أحمد السويدي وزير الاستثمار، إلى جانب مسؤولين وممثلين عن مجموعة موانئ أبوظبي. واستهل رئيس الوزراء كلمته بالترحيب بالوزراء والمسؤولين المشاركين في الفعالية. ووصف الحدث بأنه حدث هام يمثل علامة فارقة في مسيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وقال مدبولي: “لا شك أن اجتماعنا اليوم لإطلاق مشروع كيزاد شرق بورسعيد يجسد روح الشراكة الفاعلة بين بلدينا، ويعكس تطور ونمو علاقاتنا في مختلف المجالات”. وأضاف أن العلاقات بين مصر والإمارات ليست مجرد علاقات دبلوماسية أو اقتصادية، بل هي علاقات أخوية راسخة على مستوى الشعبين الشقيقين والقيادة السياسية في البلدين. وترتكز هذه العلاقات على التقدير والاحترام المتبادل، وتتعزز بالروابط والمواقف التاريخية المشتركة. واليوم يتم تنفيذها من خلال مشاريع استراتيجية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة لشعبي البلدين الشقيقين.وأشار رئيس الوزراء إلى أن علاقاتنا التجارية والاقتصادية تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، وأن دولة الإمارات أصبحت من أهم شركائنا الاستثماريين في المنطقة، وتغطي مختلف القطاعات من البنية التحتية والصناعة إلى الخدمات اللوجستية ومشاريع التنمية. بلغ حجم التجارة بين البلدين نحو 6 مليارات دولار أمريكي العام الماضي.وأكد أن هذا التعاون بين الهيئة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي يعزز الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل اقتصادي ناجح.وأشاد مدبولي في كلمته بالتعاون البناء مع مجموعة موانئ أبوظبي، والذي أثمر عن العديد من الاتفاقيات ومشاريع التنمية المختلفة. وأشار إلى أن مشروع كيزاد شرق بورسعيد الطموح الذي نطلقه اليوم هو أبرز هذه المشاريع. ومن المقرر أن يتم الإطلاق في المنطقة الصناعية المتكاملة شرق بورسعيد، التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. سيتم إنشاء منصة صناعية بمساحة 20 مليون متر مربع لتعزيز التجارة بين الشرق والغرب وتحسين خدمات الإنتاج والخدمات اللوجستية في هذا الموقع المتميز. وسيستفيد هذا المشروع من خبرة مجموعة موانئ أبوظبي في تطوير وإدارة المناطق الاقتصادية، فضلاً عن الإمكانات المتميزة التي تتمتع بها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.وأكد مدبولي أن التطور المتزايد في حجم وتنوع الاستثمارات الإماراتية يعكس ثقة الإمارات في مناخ الاستثمار في مصر، فضلاً عن الجهود التي بذلتها وتبذلها الحكومة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار. وأشار إلى أن هذه الجهود الحثيثة لتحسين مناخ الاستثمار أثمرت تحسين ومراجعة السياسات المالية والضريبية والتشريعات ذات الصلة، فضلاً عن تنفيذ عدد من المشاريع الوطنية المهمة في مجالات الطرق والجسور والأنفاق والمطارات والموانئ. وأضاف: كان من أهم توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الإطار إنشاء شبكة طرق وأنفاق متكاملة تربط شرق قناة السويس بغربها بهدف تحقيق التنمية في منطقة محور قناة السويس، نظراً للأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة ليس فقط لمصر. ولكن لخدمة حركة التجارة العالمية. وفي هذا السياق أشار رئيس الوزراء إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أصبحت خلال السنوات الأخيرة ليس فقط أحد أهم روافد التنمية الاقتصادية في مصر، بل أصبحت أيضا وجهة للاستثمارات العالمية. لقد قدمت نموذجًا للتعاون الناجح في مجال التنمية الاقتصادية الدولية، بالإضافة إلى تقديم نموذج أعمال يرتكز على دمج البنية التحتية المتقدمة والموقع الجغرافي الفريد ورؤية استراتيجية للتنمية. علاوة على ذلك، نجحت الدولة في جذب استثمارات ضخمة، وخلق عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب، والمساهمة في إحلال الواردات وتوطين الصناعات الاستراتيجية. وأضاف مدبولي: “كما تدعم المنطقة الاقتصادية سلاسل التوريد، وتعزز التجارة، وتوفر تسهيلات إنتاجية لمختلف الأسواق الإقليمية والدولية. ويتحقق ذلك من خلال أربع مناطق صناعية بسعات مختلفة، مما يسمح لها باستيعاب مختلف القطاعات الصناعية والخدمية، بالإضافة إلى ستة موانئ بحرية مجهزة بالكامل، ويجري تطويرها ورفع كفاءتها باستمرار”. وأكد رئيس الوزراء أننا على قناعة بأن مشروع كيزاد شرق بورسعيد سيكون إضافة نوعية للمنطقة الاقتصادية، ويساهم في زيادة تنافسيتها الدولية، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون المشترك في مجالات التصنيع والصادرات والخدمات. علاوة على ذلك، فهو يوفر الفرصة لجذب المزيد من المستثمرين لموقع الإنتاج عند المدخل الشمالي لأحد أهم طرق الشحن في العالم.