البنك المركزي: لن نتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة لتحقيق استقرار الأسعار واستمرار تراجع التضخم خلال عامي 2025 و2026

منذ 18 أيام
البنك المركزي: لن نتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة لتحقيق استقرار الأسعار واستمرار تراجع التضخم خلال عامي 2025 و2026

أكد البنك المركزي المصري أنه لن يتردد في استخدام كافة الأدوات المتاحة لتحقيق استقرار الأسعار من خلال توجيه التضخم نحو هدفه البالغ 7% ± 2 نقطة مئوية في الربع الرابع من عام 2026.

قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري في اجتماعها اليوم الخميس، خفض أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر الفائدة الرئيسي بالبنك المركزي بواقع 225 نقطة أساس. وسيصل سعر الفائدة على الودائع إلى 25.00%، وسعر الفائدة على الإقراض إلى 26.00%، وسعر الفائدة التشغيلي الرئيسي إلى 25.50%. وقررت اللجنة أيضاً خفض أسعار الإقراض والخصم بمقدار 225 نقطة أساس إلى 25.50%.

وفي بيانها المرافق لهذا القرار، ذكرت اللجنة أن حالة عدم اليقين بشأن آفاق النمو الاقتصادي والتضخم دفعت البنوك المركزية في بعض الاقتصادات المتقدمة والناشئة إلى تبني نهج حذر تجاه السياسة النقدية المستقبلية.

وأضافت اللجنة أنه في حين يظل النمو الاقتصادي مستقرا على نطاق واسع، فمن المتوقع أن تؤدي التطورات الأخيرة في التجارة العالمية إلى انخفاض التوقعات الاقتصادية بسبب المخاوف بشأن اضطرابات سلسلة التوريد وضعف الطلب العالمي. وانخفضت أسعار النفط، على وجه الخصوص، بشكل كبير بسبب عوامل العرض وتوقعات انخفاض الطلب العالمي وسط حالة عدم اليقين المستمرة بشأن السياسة التجارية.

وفي الوقت نفسه، أضافت اللجنة أن أسعار السلع الزراعية الرئيسية، وخاصة الحبوب، كانت عرضة للتقلبات بسبب الاضطرابات المناخية. ومع ذلك، يظل التضخم معرضا لمخاطر الارتفاع، بما في ذلك تصاعد التوترات الجيوسياسية واستمرار الاضطرابات في التجارة العالمية بسبب تزايد التدابير الحمائية.

وعلى المستوى المحلي، أفادت اللجنة بأن المؤشرات الأولية للربع الأول من عام 2025 تشير إلى انتعاش مستدام في النشاط الاقتصادي للربع الرابع على التوالي، حيث يتجاوز معدل النمو 4.3% المسجل في الربع الرابع من عام 2024.

ووجد أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الرابع من عام 2024 كان مدفوعًا بشكل رئيسي بالمساهمات الإيجابية من الصناعات التحويلية غير النفطية.

وفيما يتعلق بالتضخم السنوي، كان هناك انخفاض كبير في التضخم في الربع الأول من عام 2025، مما يعكس التأثير الأساسي المواتي وكذلك التأثير التراكمي للتشديد النقدي وتلاشي تأثير الصدمات السابقة. وعلى وجه الخصوص، انخفض معدل التضخم السنوي العام والأساسي إلى 13.6% و9.4% على التوالي في مارس/آذار 2025، ليصل إلى أدنى معدل للتضخم الأساسي في ما يقرب من ثلاث سنوات.

ويرجع انخفاض معدل التضخم السنوي العام إلى انخفاض التضخم السنوي في أسعار الغذاء من 45.0% في مارس 2024 إلى 6.6% في مارس 2025.

كما أظهر التضخم السنوي باستثناء الغذاء تباطؤًا نسبيًا في اتجاهه النزولي، حيث انخفض من 25.7% في مارس/آذار 2024 إلى 18.9% في مارس/آذار 2025. ويعكس هذا الاستجابة المتأخرة للصدمات السابقة وتأثير تدابير ضبط الأوضاع المالية.

وعلاوة على ذلك، اقتربت اتجاهات التضخم الشهرية منذ بداية العام تدريجيا من نمطها الطبيعي التاريخي، مما يشير إلى تحسن توقعات التضخم.

وقد أدى الانخفاض الحاد المتوقع في معدل التضخم السنوي الرئيسي بنحو 9.0 نقطة مئوية في الربع الأول من عام 2025 إلى تشديد كبير في ظروف السياسة النقدية ووفر مجالا واسعا لبدء دورة التيسير النقدي.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن يستمر التضخم في الانخفاض في عامي 2025 و2026، وإن كان بوتيرة أبطأ مما كان عليه في الربع الأول من عام 2025. ويرجع ذلك إلى تأثير تدابير ضبط الأوضاع المالية التي تم تنفيذها والمخطط لها لعام 2025، فضلاً عن الانخفاض الأبطأ في التضخم غير الغذائي.

ومع ذلك، تظل توقعات التضخم عرضة لمخاطر الارتفاع. ويرجع ذلك إلى أن تأثير إجراءات ضبط الأوضاع المالية العامة قد يتجاوز التوقعات، وأن عواقب الحرب التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة غير مؤكدة، وقد يكون هناك تصعيد محتمل للصراعات الجيوسياسية الإقليمية.


شارك