محمود محيي الدين عن الحرب الاقتصادية: ترامب يسعد بخسارة خصمه ويتجاهل خسارته

حذر الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، من الآثار السلبية بعيدة المدى لسياسات الحماية التجارية والرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلاً: “إن الحرب الاقتصادية التي نشهدها اليوم تجعل من يخوضونها يفرحون بخسائر الآخرين ويقللون من خسائرهم الشخصية”. وفي برنامجه “الكلمة الأخيرة” مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة “أون إي”، استشهد برسم بياني نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” يوم الاثنين يلخص التكاليف الباهظة لهذه السياسة ويطرح السؤال: “زيادة الرسوم الجمركية؟” مبروك، لكن التضخم ارتفع، والبطالة ترتفع، وتوقعات النمو الاقتصادي العالمي تتراجع، والاقتصاد الأميركي انزلق مرة أخرى إلى الركود التضخمي، ومن المتوقع أن تنخفض إيرادات الشركات، وهناك مؤشرات سلبية أخرى تلوح في الأفق. وأوضح أن هناك أيضًا عددًا من القيود المعمول بها حاليًا والتي قد تؤثر على دول أخرى إذا اعتمدت السياسات نفسها، مثل القيود المفروضة على حرية تنقل العمال. ولمنع الهجرة وهجرة العمالة، تقرر أيضًا خفض مساعدات التنمية. وأشار إلى أن بعض الدول النامية مثل جنوب السودان تعتمد على المساعدات الخارجية بأكثر من 50%، موضحا أن ميزانية مصر أقل من ذلك بكثير. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب المساعدة الفنية وتشجيع الاستثمار الخاص. وانتقد أيضًا صمت المؤسسات المالية الدولية إزاء هذه التطورات، قائلاً: “نادرًا ما نسمع منهم شيئًا، أو نسمع أي جديد، مع أنهم في مثل هذه الحالات سيُدينون شيئًا ما. لكنهم يلتزمون الصمت التام لانشغالهم إما بمواقفهم أو بمؤسساتهم”، مشيرًا إلى أن هذه المؤسسات تخضع للتدقيق. كما تطرق إلى الوضع الصعب الذي يعيشه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، مشيرا إلى تردده في اتخاذ قرار حاسم بشأن رفع أو خفض أسعار الفائدة. وأوضح أن خفض أسعار الفائدة سيؤدي إلى ارتفاع التضخم، في حين أن رفع أسعار الفائدة سيؤدي إلى تفاقم تباطؤ النمو الاقتصادي.