لماذا قفز الدولار بشكل مفاجئ لأعلى مستوى أمام الجنيه اليوم؟

وانخفض الجنيه المصري بشكل غير متوقع بنسبة 1.3 بالمئة مقابل الدولار خلال التعاملات الصباحية بالبنوك المصرية، ليصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق. وجاء السبب في ذلك هو ضغوط خروج تدفقات قوية من المستثمرين الأجانب من سندات الخزانة والسندات المحلية بسبب حالة عدم اليقين في التجارة العالمية بعد قرارات دونالد ترامب.
وانخفض سعر صرف الجنيه أمام الدولار بنحو 66 قرشا إلى نحو 51.21 جنيه للشراء و51.31 جنيه للبيع خلال التعاملات الصباحية في بعض البنوك المصرية، منها الأهلي ومصر، مقارنة بـ50.54 و50.64 جنيه على التوالي في نهاية تعاملات الخميس، قبل أن يتعافى قليلا ويواصل ارتفاعه في السوق السوداء.
ينتهج البنك المركزي سياسة سعر الصرف الحر للجنيه، الذي يرتفع وينخفض وفقاً لآلية العرض والطلب على العملات الأجنبية دون تدخل من البنك المركزي.
قال الخبير المصرفي محمد عبد العال، إن خروج مبالغ كبيرة من الأموال الأجنبية من أذون وسندات الخزانة تسبب في انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار، بسبب مرونة سعر الصرف في مصر وسط حالة الذعر وعدم اليقين المحيطة بحرب الرسوم الجمركية الأميركية.
وكان نزوح الأجانب من مصر اليوم هو أول رد فعل على حالة عدم اليقين العالمية الناجمة عن قرار دونالد ترامب فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10 و47 في المائة على الواردات من معظم البلدان إلى الولايات المتحدة.
وأضاف عبد العال أن التوترات الاقتصادية العالمية من شأنها أن تجذب الاستثمار الأجنبي بشكل غير مباشر بعيدا عن الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، إلى ملاذات آمنة أخرى مثل الذهب والسندات الأميركية.
وبشكل عام، تؤدي تدفقات رأس المال الأجنبي الخارجة من أذون وسندات الخزانة المحلية إلى زيادة الضغوط على العملات المحلية في الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، مع تزايد الطلب على الدولار.
وتوقع عبد العال أن تتعرض عملات الدول النامية والناشئة لخسائر فادحة، عقب اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية، قد تكون أكبر من أزمة 2008، إذا استمرت حرب الرسوم الجمركية الأميركية، وانخفضت عملاتها أمام الدولار، بالتزامن مع تراجع العملة الخضراء عالميا.
وبحسب التقرير نصف السنوي 2024-2025، ارتفعت الاستثمارات الأجنبية في أذون وسندات الخزانة المصرية إلى مستوى قياسي بلغ 41.3 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2024، مقارنة بنحو 39.3 مليار دولار في يونيو 2024.
اقرأ أيضاً:
ارتفاع مفاجئ في سعر الدولار.. لأول مرة منذ ثلاثة أشهر يكسر حاجز الـ51 جنيهاً
وانخفض الدولار مقابل الجنيه المصري في منتصف التعاملات، متراجعا عن أعلى مستوياته القياسية.
أدى ارتفاع سعر الدولار إلى ارتفاع العملات العربية في تعاملات منتصف اليوم.