تقرير لـ«د ب أ»: عيد الفطر في اليمن فرحة ناقصة بسبب الحرب والفقر.. ومواطنون: لا عيد بجانب رائحة الموت

يحتفل اليمنيون، الأحد، بعيد الفطر وسط تصاعد المواجهات العسكرية بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة ووضع اقتصادي صعب نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ قرابة عشر سنوات.
وفي وقت مبكر من اليوم الأول لعيد الفطر، شنت طائرات حربية أمريكية غارات جوية على مواقع مختلفة للحوثيين في محافظتي صنعاء وصعدة شمالي البلاد. ولم تعلن جماعة الحوثي حتى الآن عن أعداد الضحايا، لكنها قالت إن هناك ثلاث اشتباكات بين قواتها و”سفن العدو وحاملة الطائرات الأميركية ترومان” في البحر الأحمر خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان “سنواصل توسيع عملياتنا الدفاعية وسنقابل التصعيد بالتصعيد حتى يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني”.
وبسبب هذه الظروف، كانت أجواء عيد الفطر هذا العام مختلفة بالنسبة للعديد من اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين مقارنة بالأعوام السابقة. وأعرب كثيرون عن مشاعر “الفرح غير المكتمل وخيبة الأمل بسبب تصاعد الصراع”.
وقال علي محمد، أحد سكان صنعاء، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “لا نشعر بأجواء العيد، لكننا نحاول أن نعيشها ونقاوم كل المآسي والآلام من أجل أطفالنا الأبرياء”.
يضيف محمد: “لم تعد طقوس المهرجان كما كانت في السابق. الناس منهكون من الحرب والفقر. نعيش تحت وطأة الغارات الجوية الأمريكية، وفي ظل ظلم جماعة لا تفهم إلا لغة الموت والطائفية والعنصرية المقيتة”.
وأوضح محمد أن الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد أجبرت الكثيرين على إلغاء احتفالات العيد لعدم قدرتهم على شراء ملابس العيد والحلويات. وأضاف أن “منازلهم أصبحت ملاذهم الوحيد من شعائر العيد وتكاليفه”.
وعلقت عبير الحاج ربة منزل من محافظة إب على أجواء عيد الفطر هذا العام قائلة إن “فرحة العيد منقوصة بسبب الحروب في غزة واليمن”.
كيف يمكننا أن نكون سعداء ورائحة الموت في كل مكان ومنظر جثث الضحايا لا ينتهي أبدًا؟ يقول الحاج.
وعبرت الحاج عن غضبها مما وصفته بـ”الحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة والقصف الأميركي على اليمن”.
وتمسك آخرون بالأمل وأعربوا عن فرحتهم بقدوم العيد رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم.
وقال هاشم القدسي، أحد سكان صنعاء، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “لن تمنعنا أي ظروف من أداء شعائر العيد. سنشعر بالفرح رغم القصف، ورغم الحرب، ورغم كل شيء”.
ويشير القدسي إلى أن “رائحة كعك العيد والبخور لا تزال موجودة في كثير من البيوت اليمنية، وملابس العيد حتى لو كانت بسيطة إلا أنها ضرورية، وكذلك الزيارات للأقارب والأصدقاء”.
وأضاف القدسي: “العيد عيد عافية، والحمد لله على كل حال. علينا أن نصبر حتى تستمر الحياة لنا ولأبنائنا. علينا أن نعيش ولو بالقليل، ونصنع الفرح والسعادة في كل الأحوال، وإلا نموت حزنًا”.