اغتالته إسرائيل فجرًا بخيمته.. من هو عبد اللطيف القانوع القيادي بحماس؟

في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، بعد قصف خيمته في جباليا البلد شمال القطاع. وتأتي هذه الاغتيالات ضمن سلسلة الاغتيالات التي استهدفت قيادات الحركة منذ بداية الحرب الأخيرة.
من هو عبد اللطيف القنوع؟
ولد عبد اللطيف رجب القانوع في 24 أبريل/نيسان 1981، في بلدة جباليا البلد شمال قطاع غزة، حيث نشأ في عائلة فلسطينية عايشت الاحتلال والحصار. انخرط منذ شبابه المبكر في النشاط الطلابي والسياسي في الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة حماس، مما مهد له الطريق لعمله السياسي والإعلامي داخل الحركة.
حصل القانوع على درجة البكالوريوس في الدراسات الدينية من الجامعة الإسلامية بغزة عام 2005م وأكمل دراسته في نفس الجامعة عام 2008م وحصل على درجة الماجستير في تفسير القرآن الكريم. ولم تقتصر طموحاته على الدراسات الإسلامية، بل اتسع نطاق دراسته لتشمل العلوم الإدارية. وفي عام 2014 حصل على درجة الماجستير في الإدارة والقيادة من جامعة الأقصى، وفي عام 2019 حصل على درجة الدكتوراه في الوعظ والإعلام من جامعة طرابلس في لبنان.
من العمل الطلابي إلى القيادة الإعلامية في حماس
برز القنوع خلال دراسته الجامعية عندما انتخب عضواً في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية وأصبح رئيساً له في عام 2006. وقد أرسى هذا أساساً متيناً لمسيرته المهنية في مجال الإعلام والسياسة. بعد تخرجه انضم إلى المكتب الإعلامي لحركة حماس في شمال قطاع غزة وتدرج في المناصب حتى تولى منصب مدير المكتب الإعلامي للحركة في محافظة الشمال عام 2007. وفي عام 2016 أصبح المتحدث الإعلامي للحركة في قطاع غزة.
وفي السنوات الأخيرة، أصبح القانوع أحد أبرز الوجوه الإعلامية لحركة حماس. شارك في العديد من المؤتمرات الصحفية والندوات السياسية وبرامج التحليل السياسي ومثل مواقف الحركة تجاه التطورات الجارية والسياسية. كما تحدث بصوت عالٍ في وسائل الإعلام العربية والدولية دعماً للحقوق الفلسطينية، وخاصة خلال الحروب السابقة في قطاع غزة.
وإلى جانب دوره الإعلامي، شارك في العديد من الفعاليات الوطنية، منها مسيرة العودة الكبرى والمظاهرات نصرة للقدس والضفة الغربية. كما شارك في أبحاث ونشر كتابًا عام 2021 بعنوان “الخطاب الإعلامي: منظور إسلامي معاصر”، والذي يستكشف أساسيات الإعلام المقاوم ودوره في مواجهة التحديات السياسية.
وفي 15 مارس/آذار، أجرى عبد اللطيف القانوع مقابلة تلفزيونية أكد فيها أن حماس استجابت بشكل إيجابي لجهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن القوة المحتلة تواصل عرقلة هذه الاتفاقات بفرض الحصار ورفض تنفيذ البنود الإنسانية. وأكد أن الاحتلال أراد القضاء على قيادات المقاومة لكنه لم يستطع إكمال مشروعهم، مشيرا إلى أن “حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها”.
وبعد وقت قصير من تصريحه الأخير، استهدفته طائرة إسرائيلية في خيمته في جباليا. ويأتي ذلك في إطار سياسة إسرائيل في الاغتيالات المستهدفة لقادة المقاومة بهدف تقويض بنيتهم التحتية التنظيمية والإعلامية.