إشادات مسلسلي لام شمسية وظلم المصطبة تتجاوز أزمات ما قبل العرض

منذ 1 شهر
إشادات مسلسلي لام شمسية وظلم المصطبة تتجاوز أزمات ما قبل العرض

حظي مسلسلا “لم شمسية” و”ظلم المستقبل” بإشادة كبيرة من النقاد والجمهور على حد سواء، سواء من حيث التمثيل أو الإخراج أو القصة الدرامية. ويتصدر العملان قائمة الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عرض حلقتهما الأولى حتى الآن، رغم أنهما في النصف الثاني من الموسم الرمضاني لا يكاد ينافسان أعمالاً مهمة أخرى مثل “قهوة المحطة” و”منتهى الصالحة” و”الغاوي”. والأمر المثير للدهشة هو أن العديد من العوامل المتشابهة جمعت العملين معًا بالصدفة. كلاهما مبني على أحداث حقيقية تحدث محليًا ولها تأثير على المجتمع. مسلسل “ظلم المصطبة” يناقش فكرة الاعتماد على عادات المجتمع بدلاً من قوانينه. وقد تأثر مؤلفها بالعديد من الحوادث والتقارير الصحفية التي روت قصص الأشخاص الذين تعرضوا للكوارث بسبب هذه القضية. وينطبق الأمر نفسه على مسلسل “لم شمسية” الذي يتناول موضوعًا حساسًا وجريئًا ومهمًا للغاية، وهو إساءة معاملة الأطفال. وقد تناولت الصحف حوادث بهذا الخصوص في عدة مناسبات، ولا تزال مثل هذه الحوادث تقع.

كادت الأزمات أن تمنعهم من رؤية النور

الشيء المشترك بين العملين هو العقبات والصعوبات التي كادت أن تمنع نشرهما. وشهد مسلسل “ظلم المصطبة” تراجعات واعتذارات في بداية إنتاجه بسبب عرضه في رمضان. وكان أول من اعتذر عن كتابة الحلقات الست الأولى من المسلسل المكون من 15 حلقة، كان كاتب السيناريو محمد رجاء. ثم اعتذر المخرج هاني خليفة عن عدم استكمال تصوير الفيلم بعد الانتهاء من تصوير ما يقرب من نصف المشاهد. وتم تكليف المخرج محمد علي والسيناريست إسلام حافظ بإكمال حلقات العمل المأخوذ عن قصة لأحمد فوزي صالح. تم تأجيل تصوير مسلسل “لم شمسية” عدة مرات لأسباب مختلفة، مرة بسبب انتشار فيروس كورونا، ومرة أخرى لانشغال بعض النجوم. وكان من المفترض أن تقوم الفنانة منى زكي بدور البطولة، إلا أنها اعتذرت قبل بدء التصوير، وحلت محلها الفنانة أمينة خليل. وكان الفنانان إياد نصار وأحمد رزق مرشحين لأداء دور البطولة، لكنهما اعتذرا، وحل مكانهما الفنانان أحمد صلاح السعدني ومحمد شاهين.

المعادلة الحقيقية تتوافق مع الفعل القوي.

ويبدو التشابه بين العملين واضحاً في صيغة أي عمل درامي ناجح، حيث طبقه كلا المسلسلين بتأثير إيجابي. تقول هذه الصيغة أن السيناريو الجيد والإخراج المتميز والإنتاج القوي ينتج عملاً قوياً، وهذا ما حدث بالضبط مع فيلمي “لم شمسية” و”ظلم المصطبة”. وبحسب النقاد، فإن كلا العملين اعتمد على نص وحوار متماسك وقوي. الأول من تأليف الكاتبة مريم نعوم واستوديو سردار، والثاني من تأليف محمد رجاء وإسلام حافظ. لقد تمت ترجمة كلا العملين إلى الشاشة بطريقة رائعة. نجح كل من كريم الشناوي في “لم شمسية” وهاني خليفة ومحمد علي في “ظلم المصطبة” في تقديم رؤية إخراجية متميزة وفي نفس الوقت توفير الإمكانيات المادية اللازمة لنجاح العملين على أكمل وجه. كما كان نجوم العملين متألقين وقدموا أداءً رائعًا. وحظي أبطال «ظلم المصطبة» بإشادات كبيرة على أدائهم، سواء فتحي عبد الوهاب أو أحمد عزمي أو إياد نصار.

الثناء على أداء الفنانين

وحظيت ريهام عبد الغفور بإشادة كبيرة، حيث كتب عنها الناقد محمود عبد الشكور: “أداء ريهام عبد الغفور الاستثنائي في حلقات «ظلم المصطبة» التي شاهدتها لا يعبر فقط عن محنة بطلة القصة هند رضوان، بل يلخص أيضاً محنة العديد من النساء اللاتي يعانين في ظروف أسوأ”. وتابع: “ما أدهشني في أداء رهام هو أنها، رغم الإذلال الجسدي والنفسي الذي تواجهه هند، وانتهاك شرفها، تحافظ على نظرة تحدٍّ، وكأنها تُدين مضطهديها. هند شخصية قوية واثقة، لا ترضى بأن تكون مجرد سلعة. تُثابر لكنها لا تستسلم، ولعل هذا هو سبب معاناتها. لقد عبّرت رهام عن كل هذا ببراعة في دورٍ مُرهِق، ولكنه يستحق الجهد المبذول”.قال: “أتفهم أن المسلسل بحد ذاته يُعبّر عن صراعٍ كابوسي، وهنا لا بدّ من إشادة خاصة بكاتب السيناريو والحوار في الحلقات الأولى، محمد رجاء. عملت معه على كتابة حلقة إسلام حافظ. البناء متين، والصراع واضح في كل سطر. أتفهم أن البعض قد يُصدم، لكن الواقع، لو تعلمون، أقسى وأكثر مرارة.” الأمر نفسه حدث مع نجوم مسلسل “لم شمسية”، الذين نالوا جميعاً الكثير من الثناء والإطراء، وكان النصيب الأكبر من نصيب الممثل الطفل علي البيلي الذي يجسد دور يوسف. أشاد عدد كبير من الفنانين بمهاراته التمثيلية ووصفوه بالبطل العظيم على الرغم من كبر سنه. ومن بينهم الفنان هشام ماجد والفنانة منى زكي، اللتين أشادتا بالعمل وكثافة الموضوع.كما حظيت الفنانة يسرا اللوزي بإشادة كبيرة لقدرتها على اللعب بعينيها دون أن تتكلم. وكذلك الحال بالنسبة للممثلين أحمد صلاح السعدني وأمينة خليل ومحمد شاهين، حيث قدم كل منهم أداءً مميزاً في أدواره.ورغم أن مسلسل “ظلم المصطبة” يبدو أنه حقق أداء أفضل من “لم شمسية” في المقدمة، إلا أن مقدمة “ظلم المصطبة” والأغنية التي غناها وكتبها ولحنها محمود الخطيب حققت نجاحاً كبيراً وتم التصويت لها كأفضل مقدمة لهذا الموسم من قبل الكثيرين، ومنهم أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق والمخرج كريم العدل والدكتور مصطفى محمود. خالد منتصر. ولكن اختيار المخرج كريم الشناوي لأغنية «عصفور خرج من الشباك» للمطربة نوران أبو طالب ودمجها درامياً في فكرة ورسالة العمل لاقى أيضاً استحساناً واسع النطاق. وهنأ كثيرون المخرج على حسن اختياره، ومنهم الكاتب والناقد جمال عبد القادر الذي كتب: «تجوب الكاميرا شوارع وبيوت القاهرة على أنغام أغنية عصفور خرج من الشباك». كم من الطيور بين هذه النوافذ، قلقة، تريد الغناء والاعتراف.


شارك