نيقولا معوض لـ«الشروق»: «الأميرة: ضل حيطة» منحنى فرصة لتقديم شخصية تترك أثرا قويا عند الجمهور

منذ 2 شهور
نيقولا معوض لـ«الشروق»: «الأميرة: ضل حيطة» منحنى فرصة لتقديم شخصية تترك أثرا قويا عند الجمهور

*المسلسل أسرني منذ اللحظة الأولى وأحداثه مستوحاة من قصة حقيقية. *لقد لجأت إلى مساعدة نفسية للتحضير لدور أسامة. أثار سلوكه نقاشات حول العلاقات السامة والنرجسية.

 

 

قدم الممثل نيكولا معوض تجربة استثنائية في مسلسل “الأميرة ظل جدار” الذي ترك انطباعاً عميقاً لدى الجمهور وأثار جدلاً واسعاً من خلال تحوله من رجل رومانسي إلى رجل نرجسي يتحكم بعلاقته بزوجته. وعلى الرغم من سلوكه القاسي وأفعاله السامة، التي نال عليها الكثير من الثناء، إلا أن الجمهور وقع في حبه. «الشروق» التقت نيكولا معوض للتعرف على استعداداته للمسلسل وخلفياته وتقييمه للتجربة والتعاون مع ياسمين صبري.

< أولاً، ما رأيك في ردود أفعال الجمهور تجاه فيلم «الأميرة ظل جدار»، خاصة أن الفيلم عرض خارج مصر خلال النصف الأول من رمضان، وفي مصر قبل عرضه في النصف الثاني منه؟ سعدت كثيراً بردود أفعال الجمهور، خاصة أن المسلسل لم يعرض على أي قناة تلفزيونية مصرية خلال النصف الأول من رمضان. إلا أن ذلك أثار حالة من التشويق الشديد بين الجمهور، وأثار الترقب لعرضه في النصف الثاني من شهر رمضان في مصر. وقد قرأ العديد من المشاهدين ما كتب عنه على مواقع التواصل الاجتماعي وكانوا متحمسين لرؤية المسلسل. لا يزال العديد من المشاهدين، وخاصة كبار السن، يعتمدون على التلفزيون ولا يستخدمون المنصات الرقمية بعد.

< هل كنت تتوقع ردود فعل إيجابية على المسلسل؟

 

عندما أبدأ بتصوير عمل ما، أتمنى أن أحصل على رد فعل إيجابي من الجمهور. ومع ذلك، فقد تعلمت أن الجمهور غير قابل للتنبؤ. في بعض الأحيان نعتمد على الأعمال لتكون متميزة وتثير ردود فعل كبيرة، لكن الجمهور لا يتفاعل معها. في بعض الأحيان هناك أعمال لا نتوقع منها الكثير، ولكنها مع ذلك تحظى بإعجاب كبير من الجمهور. لقد شعرت أن مسلسل “الأميرة: ظل الجدار” سوف يثير ردود فعل إيجابية بسبب موضوعه، وأن العلاقات السامة، وخاصة في السنوات الخمس الأخيرة، أصبحت جزءا كبيرا من حياتنا. لقد مررنا جميعًا بعلاقة سامة بطريقة أو بأخرى، وبشكل عام، فإن أي قصة حقيقية تلقى صدى جيدًا لدى الجماهير.

< ما الذي جذبك أكثر في المسلسل؟

 

أول شيء أعجبني هو الاسم “الأميرة: ظل الجدار”. لقد أذهلني المسلسل منذ الصفحة الأولى وأدركت أنه مبني على قصة حقيقية. لقد أحببت شخصية أسامة حقًا وأحببت التقلبات التي مر بها بمرور الوقت. وأعجبني أيضًا الإيقاع السريع للمسلسل، والذي أعتبره أحد أهم مميزاته، حيث أنه خالٍ من الحشو وكل مشهد يحتوي على حدث مهم.

< كيف استعديت لهذا الدور؟

 

لقد قمت بالبحث عن الشخصيات النرجسية على نطاق واسع وتعلمت عن خصائصها وسلوكها الغريب. لقد استشرت علماء النفس حتى أتمكن من تجسيد شخصية “أسامة” بصدق. أصعب شيء بالنسبة لي هو العثور على مبررات لأفعاله. أعتقد أن الممثل لا ينبغي أن يحكم على الشخصية التي يلعبها، بل ينبغي أن يؤمن بها حتى يصدقها الجمهور أيضًا. لقد أعطيته ماضيًا وتاريخًا خاصًا يبرره ويبرر أفعاله. كما أعطيت للشخصية جانبًا هادئًا وباردًا وأعطيته تعبيرًا هادئًا على وجهه في كل موقف صعب. ربطت ذلك بحقيقة أن أسامة محامي. لقد منحته مهنته القدرة على التحكم في العواطف وردود الأفعال. وهو أيضًا شخص نرجسي لا يترك شيئًا للصدفة ويخطط لكل خطوة. طوال هذه الفترة كنت أسأل الكاتب محمد سيد بشير عن الأحداث في العمل: هل حدثت بالفعل أم أنها مجرد حبكة درامية؟! لقد صدمت عندما اكتشفت أن هذا حدث بالفعل، وخاصة النهاية. أسامة نرجسي ولا يعرف كيف يحب، لكنه أحب زينب حبًا تملكيًا، وهي الطريقة الوحيدة التي يعرفها للحب. وهذا بالضبط ما أرادت المخرجة شيرين عادل أن تنقله لي. لقد عملت بشكل مكثف معي ومع كل ممثل على حدة، وتواصلت معنا بالضبط بما تريده بطريقة بسيطة وسلسة. لقد تمكنت من إخراجنا بشكل أكثر من رائع، واستمتعت حقًا بالعمل معها. إنها تعرف بالضبط ما تتوقعه من كل شخصية وكل مشهد.

< ما هو تأثير شخصية “أسامة” عليك؟

 

ظلت الشخصية معي لفترة طويلة وتركت انطباعًا دائمًا حتى بعد التصوير. لقد أثر علي بعمق.

< ما هي أصعب المشاهد التي واجهتها أثناء العمل في المسلسل؟

 

أصعب مشهد بالنسبة لي كان لما ياسمين صبري دفعتني ووقعت على الأرض. كنت قلقًا لأنني قمت سابقًا بتصوير مشهد حادث وكسر ضلعين. وصف لي الطبيب راحة تتراوح بين أربعة إلى ستة أسابيع، لكن التصوير في رمضان لم يسمح بذلك، وكنت حريصة على عدم القيام بأي حركات مفاجئة. وأيضاً مشهد قلم وفاء عامر كان حقيقياً، ووفاء عامر كانت قلقة عليه. لم تكن تريد أن تضربني بالقلم، ولكنني أصررت على أن يكون القلم حقيقياً، خاصة وأن المخرجة شيرين عادل أرادت أن يكون حقيقياً، وشخصية “أسامة” تستحق قلماً حقيقياً. من الناحية النفسية، بدا سعيدًا وهادئًا في تلك اللحظة وهو يستعد للإيقاع بزينب.

< كيف وجدت التعاون مع ياسمين صبري ووفاء عامر؟

 

ياسمين صبري هي شخصية هادئة للغاية ومبتسمة دائمًا وواحدة من أفضل الأشخاص الذين عملت معهم على الإطلاق. وعندما يتعلق الأمر بالعمل، فهي مستعدة دائمًا وتحفظ مشاهدها لتطوير وتعميق الشخصية. إنها تحفزني وتشجعني دائمًا على إكمال المهام التي تتطلبها الوظيفة، حتى لو كان ذلك يعني أن أكون قاسيًا للغاية عليها. وفاء عامر عن موقع التصوير: “روحها وطاقتها مبهجة بشكل لا يوصف”، والجميع أحبها في المسلسل. لقد لعبت الدور بشكل أكثر من رائع وكانت تشبه العديد من أمهاتنا.

< كيف تقيم هذه التجربة؟

 

لم تكن هذه التجربة مجرد دور بالنسبة لي. لقد أعطاني الفرصة لإنشاء شخصية تلقى صدى عميقًا لدى الجماهير وأثارت مناقشات حول العلاقات السامة والنرجسية. أعتقد أنه من المهم أن يتناول كل دراما قصة حقيقية ومشكلة حقيقية. ويهدف إلى زيادة الوعي من خلال تسليط الضوء على المشكلة حتى يتمكن الجمهور من التعلم منها. ولعب المسلسل دوراً هاماً في توعية الفتيات بعلامات وخصائص الرجال ذوي الشخصيات السامة.

< ما الذي تركز عليه عند اتخاذ قراراتك؟

 

النص هو دائما الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي. إذا أعجبني، سألعب الدور، في أي مكان، حتى في الصين. ولكن شهر رمضان له طابع خاص. بالنسبة لي، أقصد مصر، وأحرص على التواجد في مصر خلال شهر رمضان. في العام الماضي لعبت دور “القتلة” وهذا العام لعبت دور “الأميرة”، وهو دور مختلف تمامًا عن العام الماضي. بشكل عام، أحرص على تقديم أعمال ليست متشابهة مع بعضها البعض، بل هي مختلفة ومتناقضة تمامًا. وهذا يوقظ شغفي ويحافظ على طاقتي وحماسي مشتعلين. على سبيل المثال، لو عُرض عليّ دور مشابه لـ”أسامة” خلال العامين القادمين، فلن ألعبه – ليس لأنه شرير، ولكن لأنني أحب التنوع والاختلاف.

< كيف ترى الوضع في لبنان في الآونة الأخيرة؟

 

أعتقد أن الوضع في لبنان يتحسن، خاصة مع وجود رئيس جديد ورئيس وزراء جديد. أتمنى أن يخرج لبنان من أزمته في أقرب وقت ممكن. أنا أؤيد كل ما يحدث هناك ولم أفكر مطلقًا في مغادرة البلاد لأي سبب من الأسباب. أشعر بالارتباط بلبنان وشعبه وكل ما هو موجود هناك.

< ماذا تستعدون له في الفترة المقبلة؟

 

انتهيت مؤخرًا من تصوير فيلم روسي تم تصويره بين روسيا والإمارات العربية المتحدة. ألعب دور شاب سوري يتحدث اللغة الروسية لأنه كان يعيش هناك. إنه فيلم روسي بالكامل، له فريق إخراج وكاميرا وإنتاج وتمثيل خاص به. لقد تعلمت اللغة الروسية لهذا السبب. انتهيت أيضًا من تصوير مسلسل مكون من 90 حلقة في تركيا.


شارك