الأوقاف تعلن نص خطبة الجمعة المقبلة

منذ 2 شهور
الأوقاف تعلن نص خطبة الجمعة المقبلة

نشرت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة المقبلة. عنوانها: «الشهداء عند ربهم، لهم أجرهم ونورهم».

وأوضحت وزارة الأوقاف أن الهدف من هذه الخطبة هو توعية الناس بمكانة ومكانة وأجر الشهداء عند الله. وتتضمن الخطبة الثانية أيضًا تحذيرًا صارمًا ضد المقامرة عبر الإنترنت.

عن نص الخطبة:

والحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد كما تقول، ولك الحمد خير مما نقول. سبحانك لا نحصي ثناءك. أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله واحد، فريد، صمد. وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله. أرسله الله رحمة للعالمين، وخاتماً للأنبياء والمرسلين. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وثم: إن أعظم أنواع النبل والشرف والوفاء والتضحية للإنسان هو أن يضحي بنفسه ويقدم روحه بسخاء كفارة عن وطنه. هذه مرتبة ومكانة لا مثيل لها. إنها لحظة تهم كل شيء. إنه يوم حيث تنظر السماء والأرض والشمس والقمر والجبال في خطر إلى بطل من مصر. ليس أمامه إلا خياران: إما أن ينقذ نفسه ويفضل سلامته على الخطر الذي يغزو بلاده ووطنه، وإما أن يفضل وطنه ويفديه بروحه ويقدم نفسه من أجله. في اليوم الذي أدرك فيه أن خلاص وطنه يكمن في تسليم روحه، قدمها تضحيةً غير أنانية من أجل وطنه حتى يظل مليئاً بالحياة والخير والسلام والفخر والتطور.

أيها الناس، انظروا إلى الشهيد في جنات الفردوس وأعالي الخلد ينظر إلينا من وراء حجب الغيب، فيرى طفلاً حديث الولادة ينظر إلى الحياة بأمل، ومريضاً ينتظر لحظة شفاء من طبيب أمين، وطالباً مخلصاً في مدرسته، ومزارعاً يرعى أرضه بحب، وأماً كريمة ترعى بيتاً كريماً، كل هؤلاء في رعايته وأمانه. لقد قبل الشهيد الشهادة بشجاعة من أجل أن يتمكن هؤلاء الناس من العيش. مات الشهيد ليحيا وطنه، وكأن الشهيد يظهر من وراء حجب الغيب في وطن حبيب ليفرح في قلبه أن أرض مصر بكل أهلها الكرماء تشكر له وتعترف بقطرة الدم الكريمة التي سالت منه فداءً لهم بروحه.

عزيزي جلال ثواب الشهيد. الملك الذي يتمتع بجزائه ويستنير بنوره. حياة أبدية، بالمقارنة، تتضاءل فيها حياتنا الفانية {آتاهم الله من فضله} {ويفرحون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم}، ينظر الشهداء من خلال حجب الغيب إلى رفاقهم المخلصين من الجنود وينادونهم همسًا لا يسمعه الكون: “لقد فديناكم بأنفسنا فلا تنسو الإيمان {ولا خوف عليهم} {ولا هم يحزنون} {يفرحون بفضل من الله ورحمة وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين}”.

هذه بعض البشائر النبوية ومناقب الشهيد عند الله المختارة التي أبلغنا إياها أشرفهم صلوات ربي وسلامه عليه. قال: لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد. وقال -صلى الله عليه وسلم-: «كل ميت يختم له عمله إلا من مات في سبيل الله». ويزداد عمله إلى يوم القيامة، ويأمن من فتنة القبر.

عباد الله، ما أجمل أن يضم يوم الشهيد ذكريات عزة وفخر رمضان، ما بين تحرير بدر، وفتح مكة، ومعركة حطين، ومعركة عين جالوت الملحمية، وفجر العاشر من رمضان في أكتوبر. لتظهر صور الأبطال في أبهى صورها: وجوه ودودة رسمتها شمس الصحراء، وعيون يقظة تراقب باسم الله، وأذرع قوية تحمل السلاح دفاعاً عن الوطن، وقلوب مليئة بالإيمان واليقين.

فلنحترم شهداء وطننا ونحترم أرواحهم، ولنربي أبناءنا على بطولاتهم، ولنغرس في الشباب معاني الفروسية والتضحية والفداء، ولنقدم لهم بطولات شهداء وطننا قصصاً ملهمة وأمثلة مضيئة تحيي فيهم مجد وطن بني على أكتافه شرف الرجولة والفداء.


شارك