المنوفية تودع زوجين في جنازة واحدة.. حكاية مؤذن شبرازنجا المتوفى حزنا على زوجته

منذ 2 شهور
المنوفية تودع زوجين في جنازة واحدة.. حكاية مؤذن شبرازنجا المتوفى حزنا على زوجته

في قرية كفر شبرازنجة عاش محمد فهيم عزام وزوجته “سعاد” قصة حب بسيطة وعميقة. وكان محمد مؤذن مسجد آل البيت أو كما يسميه أهل القرية مسجد عزام. كان صوته يرن خمس مرات في اليوم كنداء للصلاة، فيملأ القلوب بالسلام والراحة.

وكانت سعاد رفيقته، تسانده في كل خطوة، تشاركه أفراحه وأحزانه، وتدعمه في عمله التطوعي في المسجد. لقد أحب محمد المسجد كثيرًا حتى أنه باع ماشيته الوحيدة لشراء ميكروفون جديد. ورأى أن خدمة المسجد هي خدمة للناس كافة.

وفي يوم من الأيام شعرت المرأة بالتعب فجأة فسقطت على الأرض. هرع أهالي القرية لنقلها إلى المستشفى، لكن القدر كان أسرع. ماتت سعاد. فأخفوا الخبر عن محمد الذي كان يعاني من بعض الأمراض، لكنه أحس بعمق بما حدث. لقد حزن بشدة وتدهورت صحته بسرعة.

وبعد عشرين ساعة فقط من رحيل سعاد، تبعها محمد، وكأن روحيهما اتحدتا للصعود إلى السماء معًا. ساد الحزن القرية، وشيع الناس جثتي الزوجين في جنازة واحدة.

وقال رأفت عزام، نجل القتيل، لموقع ايجي برس: «كان يشتغل مع والدتي في الأرض طول عمره، وكانت علاقتنا طيبة». وأوضح أن والده كان يعمل مؤذناً ويصلي بانتظام وكان مرتبطاً بالمسجد وعبادته لدرجة أنه كان على استعداد لبيع ماشيته الوحيدة لشراء نظام صوتي للمسجد.

وأضاف أن والده كان مريضاً قبل أيام ووالدته تأثرت كثيراً بتعبه وحزنت على حالته. وفجأة، يوم الأحد الماضي عند الساعة 11 صباحًا، سقطت على الأرض وكانت متعبة جدًا. وبعد نقلها إلى مستشفى الباجور تبين أنها توفيت. لقد أخفينا الخبر عن والدي، لكنه علم بوفاتها. وكان حزينًا جدًا وساءت حالته حتى توفاه الله في اليوم التالي عند الساعة السابعة صباحًا.

وتابع: «كان والدي قد اشترى ماكينة ري، وبمجرد أن بدأت تعمل، قرر ري الأرض مجانًا لجميع المزارعين». وفي وقت لاحق، أصبح سعر الري، مع الأخذ في الاعتبار تكلفة الديزل والنفط فقط، أقل بنحو 20 جنية مصري من جميع الآلات الأخرى.

وأضاف: “فاجأني والدي واشترى لي موقد غاز بالتقسيط لمساعدة ابنتي في حفل زفافها”. “فحزن الناس عليه كثيراً، حتى أن التاجر الذي مر في الشارع واشترى منه البخور للمسجد بكى عليه عندما سمع الخبر”.

وكان أهالي القرية قد ودعوا “سعاد عزام” أول من أمس، وحضروا جنازة زوجهم “محمد فهيم عزام” بعد صلاة الظهر، بعد الصلاة على جثمانه حداداً بمسجد عزام بالقرية.

إقرأ أيضاً…

توفي بعد زوجته بـ20 ساعة. حداد بقرية كفر شبرازنجة بالمنوفية – صور


شارك