شيخ الأزهر: الاختلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن حول الدين

منذ 4 شهور
شيخ الأزهر: الاختلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن حول الدين

دكتور. قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الاختلاف بيننا وبين إخواننا الشيعة هو اختلاف في الفكر والرأي، وليس انقساماً في الدين. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الرائع الذي استشرف فيه المستقبل وحذرنا من مخاطر الفرقة التي يمكن أن تنشأ عنه حين قال: (لقد دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء) أي أننا نحسد بعضنا بعضاً، وتحسد دولنا بعضها بعضاً. ثم قال: وهي الموسى، ولكنها تحلق الذنب.

ففسر الإمام حديث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا أقول احلق رأسك ولكن احلق دينك. ثم قال: والذي نفس محمد بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أخبرك بشيء يثبت لك ذلك؟ “أَفْشُرُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ” أي: أرسوا السلام بينكم وعيشوا فيه معًا.

أكد الإمام الطيب في الحلقة الثانية من برنامجه الرمضاني “الإمام الطيب” أن بعض الخلافات وقعت بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها قضية الخلافة التي قيل فيها: لم يُسل سيف في الإسلام مثل الذي سُل في هذه المسألة. وقد اختلفوا في عهده صلى الله عليه وسلم، ولكنهم لم يسلوا على أنفسهم السيف.

وأوضح أن الخلاف بين أهل السنة وإخوانهم الشيعة ليس خلافاً على الدين، وأن من قبل الدعوة يجب أن يحفظ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم، وله عهد الله ورسوله، فلا يخون الله عهده)، ويجب أن يستوعب فهمه الصحيح.

وأكد شيخ الأزهر أن الأمة الإسلامية في الوقت الراهن بحاجة ماسة إلى وحدة القوة والرأي لمواجهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة. هناك كيانات عالمية اجتمعت دون أن يكون هناك ما يجمعها، كما اجتمعت دول الاتحاد الأوروبي وغيرها دون سبب سوى أنها اعتبرت ذلك ضرورة عملية للحياة، ونحن بكل ما بيننا من تشابه نستحق ذلك أكثر منهم.

وختم مؤكداً أن هذا الاختلاف كان طبيعياً في ذلك الوقت وأن تفضيل أحدهما على الآخر كان خاضعاً لضرورات الحياة التي فرضتها ظروف ذلك الوقت وأن هذا لا ينبغي أن يكون سبباً لعدم إيمان أحدنا بالآخر بل ينبغي أن نفهم هذا النوع من الاختلاف على أنه نعمة لأن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في الرأي وأقر النبي صلى الله عليه وسلم اختلافهم ولم يكفر أحد منهم الآخر ونحن أهل السنة أيضاً عندنا مسائل خلافية كثيرة فعندنا المذهب الحنفي والمذهب الشافعي وغيرهما من المذاهب مع كل ما بينهما من مسائل خلافية.


شارك