جودة عبد الخالق: الحكومة لم تنفذ أكثر من 70% من توصيات المحور الاقتصادي في الحوار الوطني

نظم مركز الأبحاث والدراسات الاقتصادية والمالية، أمس الثلاثاء، بالتعاون مع الجمعية العربية للأبحاث الاقتصادية، ندوة لمناقشة كتاب “دور المؤسسات في تقدم الأمم أو تأخرها” الحائز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لعام 2024.
وشارك في الندوة عدد من المختصين في مجال الأعمال والسياسة، ومنهم د. جودة عبد الخالق أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعديلة رجب مدير مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية، وخالد الوزني أستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.
قال وزير التضامن الاجتماعي الأسبق جودة عبد الخالق، إن الظل هو الاقتصاد بينما الصوت العالي يمثل السياسة، موضحا: «لا يجب أن نتوقع تحسن الاقتصاد في أي دولة طالما أن دور المؤسسات السياسية غائب».
ويرى عبد الخالق أن هناك أسباباً كثيرة لتقدم الأمم أو تأخرها، منها أسباب ثقافية وسياسية واجتماعية، لكن السبب الأهم هو دور مؤسسات الدولة. ولذلك، فإن الفائزين بجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لعام 2024 قاموا فقط بدراسة دور المؤسسات في تقدم أو فشل أي بلد.
وأضاف أنه بحسب كتاب “لماذا تفشل الأمم؟” تنقسم المؤسسات إلى نوعين رئيسيين: النوع الأول هو “مؤسسات الرعاية الاجتماعية”، أي المؤسسات الخيرية، أما النوع الخبيث من المؤسسات فيسمى “المؤسسات المالية”.
وأوضح عبد الخالق أن مؤسسات النوع الأول وهي «الرعاية» تعتمد على نظام تقديم الحوافز ويطلق عليها أيضاً «الشاملة»، أي أنها مؤسسات تضم المواطن وتوفر له الرعاية والحماية الشاملة وتقدم له حوافز تشجعه على النهوض والتقدم.
أما النوع الثاني من المؤسسات «الضريبية» فهو يقوم على نظام جباية الضرائب والرسوم و«الضغط» على المواطنين، كما قال عبد الخالق، مضيفاً: «هناك حكومات تعتقد أنه لا يوجد مصدر دخل غير الضرائب والرسوم، وفي هذا المثال تكون الحكومات بمثابة مؤسسة كبيرة». منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية لعام 2024 إلى دارون أوغلو وسايمون جونسون وجيمس روبنسون تقديراً لدراساتهم حول كيفية تشكيل المؤسسات الحكومية والمجتمعية وتأثيرها على الرخاء الاقتصادي للدول.
وأشار إلى أن المؤسسات يمكن أن تتحول من الضرائب إلى الرعاية الاجتماعية بمجرد تقديم الحوافز التي تشجع المواطنين على العمل والتقدم، مشيرا إلى أن هذا التحول يعني تقدم الأمم ككل.
وأوضح أن الحكومة فشلت في تنفيذ أكثر من 70% من توصيات المحور الاقتصادي للحوار الوطني.