شيخ الأزهر يدعو لوقف خطابات الكراهية وتعزيز وحدة الصف الإسلامي

منذ 4 شهور
شيخ الأزهر يدعو لوقف خطابات الكراهية وتعزيز وحدة الصف الإسلامي

الإمام الأكبر د. أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات خطيرة تهدد وجودها وتعرضها لخطر الفناء والدمار. وأشار إلى أن العديد من هذه التهديدات أصبحت واضحة بالفعل، لكن تأثيراتها المستقبلية لا تزال غير معروفة.

جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي الذي يعقد في مملكة البحرين تحت رعاية الملك حمد بن عيسى ويختتم غدا.

وشدد الإمام الأكبر شيخ الأزهر على ضرورة القضاء على خطاب الكراهية والصراع والعمل على تعزيز قيم المحبة والسلام. ودعا الجميع إلى التكاتف والتعاون بقلوب صافية وأيد ممدودة.

وأشار إلى أن أوروبا قادرة على تشكيل اتحاد يحافظ على هويتها ويحقق النمو الاقتصادي رغم الاختلافات العرقية والتعدد اللغوي. وتساءل: إذا كان غير المسلمين قد نجحوا في التغلب على عوائق الوحدة، فلماذا لا يتمكن المسلمون من تحقيق الوحدة على أساس القواسم التاريخية والثقافية والجغرافية والدينية المشتركة؟

وأكد الإمام الأكبر أن القضية الفلسطينية تبقى أكبر دليل على معاناة الأمة الإسلامية. وحذر من تصاعد محاولات تهجير الفلسطينيين ومصادرة أرضهم، وأشاد بالموقف الموحد والمشرف للدول العربية والإسلامية في رفض الظلم والعدوان على غزة.

سماحة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن الانقسام بين أبناء الأمة الإسلامية يمثل خطراً داهماً يهدد وحدة المسلمين، مشيراً إلى أن هناك جهوداً تاريخية جيدة بذلت منذ عقود لتوحيد المذاهب، لكنها على أرض الواقع لم تنفذ بالشكل المطلوب.

وأشار شيخ الأزهر إلى أنه بين عامي 1949 و1957 أصدرت دار التقريب في القاهرة، تحت إشراف الأزهر الشريف، مجلة «رسالة الإسلام» في تسعة مجلدات، تتضمن مقالات لعلماء الأزهر ومراجع شيعية إمامية مهمة، بهدف إرساء ثقافة التقريب والوحدة الإسلامية.

وأوضح أن قضية التقارب كانت في أذهان العلماء منذ عقود، وأنهم يرغبون في تذكير الناس بها في المجتمعات الإسلامية المختلفة، لكنها لا تزال تناقش وكأنها لم تحدث من قبل. المشكلة أن المناقشات تقتصر على المناقشات النظرية ولا تتضمن تطبيقات عملية في واقع المجتمعات الإسلامية.

تحدث الإمام الأكبر شيخ الأزهر عن جذور الصراع بين السنة والشيعة. وأوضح أن هذا الصراع ربما يعود إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين ويستمر حتى يومنا هذا بسبب استغلال بعض القوى السياسية له. وأكد أن هذا الصراع يتم استغلاله بشكل خطير لتدمير وحدة الأمة الإسلامية.

وأضاف أن كثيرا من علماء السنة والشيعة ومنهم الزيديين أكدوا أن الخلاف على الإمامة لا يعني كفر أحد الفريقين، بل هو اختلاف في الرأي لا ينبغي أن يكون سببا للفرقة والقتال. وأشار أيضاً إلى أن بعض مراجع الشيعة المعاصرين أصدروا فتوى مفادها أن الإمامة ليست من شروط الإسلام بل هي من شروط التشيع، أي أن الخلاف عليها لم يكن بسبب خلاف عقائدي.

ودعا شيخ الأزهر إلى ترك الصراع الطائفي والدفاع عن مصالح الأمة الإسلامية. وقال: يجب على الشيعة أن يبقوا على مبدأ الإمامة، وعلى أهل السنة أن يبقوا على مبدأ الخلافة. ولكن يجب على كل واحد منهم أن يظل ملتزماً بمبدأ حماية الدين والوطن والشعب”. وشدد على أن موجات الصراع بين المسلمين يجب أن تختفي مع مرور الوقت وألا تتكرر.


شارك