الأوطان ليست حفنة من تراب.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

منذ 4 ساعات
الأوطان ليست حفنة من تراب.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة

حددت وزارة الأوقاف موضوع عظة الجمعة المقبلة 13 يونيو على النحو التالي: “الأوطان ليست مجرد حفنة من التراب”.

وقالت وزارة الأوقاف إن الخطبة هدفت إلى التوعية بأهمية حماية العقل من كل ما يفسده، وأن الفكر المتطرف هو أخطرها.

يُذكر أن وزارة الأوقاف وصفت خطبة الجمعة الماضية بـ”أيام الرحمة والمغفرة”. وأوضحت أن الهدف من هذه الخطبة هو توعية الناس بفضائل وأهمية عيد الأضحى وأيام التشريق. في المقابل، ركزت الخطبة الثانية على تعزيز قيم التسامح والرفق بالإنسان والحيوان.

الحمد لله رب العالمين، فاطر السماوات والأرض، نور السماوات والأرض، هادي السماوات والأرض. له الحمد! منه الفضل والرزق، وبيده الهم والغم. لا تطيب الألسنة إلا به، ولا تطمئن القلوب إلا بمعرفته ومحبته. نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، صفيه من خلقه، وحبيبه وخليله، ذو الخلق العظيم. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والآن:

لا تزال أنفاس عيد الأضحى المبارك تُبهج قلوبنا، وأيامٌ رائعة تنتظرنا: أيام التشريق المباركة، أيام اللطف والبركة والرحمة والمغفرة. قال سماحة المرجع الأعلى – صلوات ربي عليه – في فضلها: “أجمل الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر، يليه يوم القر”. ويوم القر بعد يوم النحر، وهو أول أيام التشريق الثلاثة، وسُمي بذلك لأنه يوم استقرار الحجاج بمنى.

أيها المسلمون، هذه أيام الله، فاغتنموها على أكمل وجه! لهذه الأيام فضل عظيم ومعنى عميق. إنها أيام ذكر الله تعالى، وشكره على نعمه وفضله. قال تعالى عنها: “واذكروا الله في أيام معلومات”. ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها “أيام أكل وشرب وذكر الله”. وهذا وصف دقيق يحمل في طياته معانٍ عميقة. فالأكل والشرب في هذه الأيام مرتبطان بالذكر، ونعمة بالشكر، فالمؤمنون ينعمون بلذة أجسادهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر. صدق ربنا عز وجل: “وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم”.

عباد الله، اعلموا أن هذه الأيام المباركة فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله، والرجوع إليه عز وجل بقلب خاشع ونفس تائبة. يُنزل الله علينا رحمته الواسعة، ويفتح لنا أبواب مغفرته التي لا تُحصى. رحمة الرحمن عز وجل واسعة، وباب التوبة مفتوح على مصراعيه. هذه الأيام دعوة للرحمة والمغفرة، والرحمة، والتسامح، وشفاء القلوب المنكسرة، وإغاثة الفقراء والمحتاجين.

أيها الأحباب، إن أيام التشريق أيام رحمة ومغفرة بحق. فبعد أن ذبحنا أنعامنا تقربًا إلى الله تعالى، وبعد أن وقف حجاج بيت الله الحرام بعرفة، وطافوا به، ورموا الجمرات، أنعم الله عليهم بالخير الكثير، وفتح لهم أبواب رحمته ومغفرته. رحمته لا حدود لها، وفضله لا ينقطع في أيام التشريق. إنها فرصة ذهبية لتكفير الذنوب، وتطهير النفوس، وتطهير القلوب.

أيها الناس، انظروا إلى تجمّع الحجاج في منى. كيف يتكاتفون ويتراحمون رغم اختلاف لغاتهم وأصولهم. يجمعهم كلام التوحيد، ويهتدون بغاية واحدة: رضوان الله تعالى. فلنقتدي بهم، ولنجعل من مجتمعاتنا رمزًا جميلًا للأخوة والمحبة، حيث تزدهر المودة، وتثمر الأخلاق الفاضلة والقيم السامية.

أيها الكرام، اغتنموا هذه الأيام، فإنها فرصة ذهبية لتوثيق الصلة بين الأقارب، وزيارة الأقارب، وتفقد الجيران، والاطمئنان على أحوال الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل. السعادة الحقيقية في العطاء والجود، وإدخال السرور على القلوب. تذكروا قول الله تعالى في الحديث الشريف: “حبي للمتحابين في، وحبي للمتصلين في، وحبي للمتزاورين في”. وقوله صلى الله عليه وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تشبع جوعته”.


شارك