وزير البترول: خفض التكاليف ودعم السلامة والبيئة أولوية لجذب الاستثمارات في قطاع الطاقة

وقال وزير البترول والثروة المعدنية كريم بدوي إن الحكومة تعمل على زيادة الاستثمار في قطاع الطاقة، وخاصة في مجال الاستكشاف والإنتاج. وأشار إلى أنه يتم العمل بروح الفريق الواحد لإيجاد بيئة استثمارية جاذبة من شأنها تسهيل تدفق الاستثمارات الجديدة إلى القطاع، وفق بيان اليوم.
وأكد الوزير خلال جلسة حوارية موسعة بعنوان “تشكيل مستقبل طاقة مصر من خلال التعاون والتكامل والمسئولية” في ختام فعاليات المؤتمر الاستراتيجي في إطار مؤتمر مصر الدولي للطاقة إيجبس 2025، أهمية الشراكات والتعاون بين الحكومة والشركات العاملة بالقطاع، مشدداً على اتباع نهج عملي وواقعي يضمن نجاح الشركاء، لأن نجاحهم هو نجاحنا.
وأوضح أن الإصلاحات والإجراءات التنظيمية تخضع لمراجعة مستمرة لتحسين بيئة الأعمال، مشيرا إلى أن التنسيق بين الوزارات المختلفة يساعد على خلق بيئة داعمة تدعم اتخاذ القرار وتنفيذ المشاريع بشكل فعال.
وأضاف أن خفض تكاليف الإنتاج وتحسين كفاءة وسلامة العناصر البشرية والتشغيلية وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تشكل أبرز أولويات استراتيجية عمل القطاع بهدف تحسين قدرته التنافسية وجذب المزيد من الاستثمارات.
من جانبه، أكد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، على أهمية تحسين مستقبل الطاقة في مصر من خلال التعاون والمسئولية، مشيراً إلى تحسين الأداء البيئي من خلال كفاءة الطاقة وإزالة الكربون واستخدام الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة للتحول في مجال الطاقة ورؤية مصر 2030.
وأوضح أن هناك خطة متكاملة لرفع كفاءة الشبكة الكهربائية وتحويلها إلى شبكة ذكية لاستيعاب القدرات الجديدة، بما يسهم في تحقيق مستهدفات زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42% بحلول عام 2030 و65% بحلول عام 2040، ممثلة بأكثر من 65 جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومشاريع الضخ والتخزين ومشاريع الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية.
وشدد أيضا على ضرورة تشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشاريع الطاقة المتجددة وإزالة العوائق لضمان الالتزام بالجداول الزمنية لتطوير وربط قدرات الطاقة المتجددة الجديدة بشبكة الكهرباء. وأشار إلى خلق بيئة استثمارية جاذبة من خلال الإصلاحات التشريعية وتخصيص 42 ألف كيلومتر مربع من الأراضي لمشاريع الطاقة المتجددة.
وأضاف أن مصر أطلقت استراتيجيتها الوطنية للهيدروجين الأخضر وتستهدف الوصول بحصة تتراوح بين 5 و8% من السوق العالمية بحلول عام 2040 مع إنشاء المجلس الوطني للهيدروجين الأخضر وإقرار قانون جديد لحوافز الاستثمار. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم توسيع البنية التحتية وتدريب العمال المهرة لزيادة القدرة التنافسية العالمية للقطاع.
وتحدثت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد أيضاً عن دور البيئة في تحقيق أمن الطاقة في مصر، مؤكدة أن وزارة البيئة تعمل على تحديث المبادئ التوجيهية لتقييم الآثار البيئية والاجتماعية للأنشطة المختلفة، بما في ذلك الأنشطة والمشروعات المرتبطة بالطاقة بشكل دوري. تلعب وزارة البيئة دورًا مهمًا في تعزيز مستقبل الطاقة المستدامة وتحسين الاقتصاد المنخفض الكربون من خلال المبادرات والسياسات، فضلاً عن تعزيز مصادر الطاقة المتجددة.
وأوضح وزير البيئة أن مصر قدمت خطة مساهماتها المحددة وهي ملتزمة بالوفاء بالتزاماتها المناخية، على الرغم من أن انبعاثات مصر أقل من 1%، بما لا يخل بالتنمية المستدامة. ومع ذلك، سيكون من الضروري زيادة التمويل والتكنولوجيا المناخية لتسريع تنفيذ الخطة، التي تتضمن أهدافا طموحة للطاقة المتجددة. وتم تحديث الخطة مرتين، وكان التحديث الأخير بهدف زيادة الطموحات للوصول إلى 42% من الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بحلول عام 2030، مع العمل على تنويع مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأشار وزير البيئة إلى أن الارتباط بين المناخ والتنوع البيولوجي يمثل تحدياً أمام تطوير الطاقات المتجددة، مسترشداً بجهود حماية الطيور المهاجرة التي يمر مسار رحلتها عبر منطقة مهددة بالرياح وطواحين الهواء مثل الزعفرانة، وربط جهود تطوير الطاقات المتجددة للتخفيف من آثار تغير المناخ بالحفاظ على التنوع البيولوجي. خلال اللقاء، استعرض محمد الشيمي وزير القطاع الاقتصادي العام، أهم ملامح استراتيجية الوزارة للتحول الطاقي وتحقيق الاستدامة من خلال تحديث وتطوير الشركات التابعة وتحسين قدرتها على التكيف مع التغيرات العالمية وتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة والعديد من المبادرات لتحسين النجاعة الطاقية في المنشآت الصناعية وتعزيز الابتكار في التقنيات الجديدة لتحسين الأداء البيئي للقطاع الصناعي ودعم الاستثمارات في المشاريع الخضراء ذات المنافع البيئية والاقتصادية.
وأشار الوزير إلى عدد من مشروعات وزارة الاقتصاد في مجال التحول إلى الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة الطاقة، منها مشروع محطة طاقة شمسية بقدرة واحد جيجاوات لإمداد مجمع ألومنيوم نجع حمادي بالطاقة النظيفة بالتعاون مع شركة سكاتيك النرويجية بتكلفة استثمارية 750 مليون دولار، ومشروع إنتاج الزجاج لمحطات الطاقة الشمسية بشركة النصر للزجاج والكريستال، ومشروع إنتاج المركبات الكهربائية بالتعاون مع القطاع الخاص الأجنبي بعد إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات، ومصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء بطاقة 1000 طن/يوم بالشراكة مع القطاع الخاص، وإنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصناعي والصحية بشركة النصر للأسمدة بالسويس بطاقة 750م3/ساعة، بالإضافة إلى حصول عدد من فنادق الشركة القابضة للسياحة والفنادق على شهادات النجمة الخضراء، مما يدل على الاهتمام بمفاهيم السياحة المستدامة والالتزام بالمعايير البيئية التي تضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة. تحقيق الاستدامة البيئية وتوفير الطاقة في المشروع الوطني لتطوير صناعة الغزل والنسيج.