نتنياهو يُعلن التزامه بنزع سلاح غزة وإزاحة حماس من السلطة

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، البدء رسميا بالمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى هذا الأسبوع، عقب اجتماع المجلس الوزاري الأمني والسياسي.
وأبلغ نتنياهو الوزراء الإسرائيليين بقراره، وأكد أن أي نقاش جوهري بشأن المرحلة المقبلة سيتم عرضه على مجلس الوزراء للموافقة عليه مسبقا.
في الوقت نفسه، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق بهدف إطلاق سراح المزيد من الأسرى الإسرائيليين الأحياء قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية. ولتحقيق هذه الغاية، تمارس الدولة ضغوطاً متزايدة على حماس والوسطاء.
وتشير التقارير إلى أن تنفيذ المرحلة الثانية مرتبط بشروط إسرائيلية، تتضمن “نزع سلاح غزة وانسحاب حماس والتنظيمات المسلحة من قطاع غزة”، فيما تواصل إسرائيل التردد بين الدفع نحو تمديد المرحلة الأولى والتحضير للمرحلة الثانية في ظل شروط سياسية وأمنية صارمة، بحسب روسيا اليوم.
وكان مسؤول إسرائيلي كبير أعلن في وقت سابق أن إسرائيل ستبدأ خلال الأيام المقبلة مفاوضات المرحلة الثانية من المفاوضات الخاصة بتبادل الأسرى وإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقال إن تل أبيب وافقت على إدخال “كمية صغيرة” من القوافل والمعدات الثقيلة إلى غزة ضمن ترتيبات التبادل الجديدة في المرحلة الأولى.
ورأى المسؤول في تصريحات خلال مؤتمر صحفي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو “حقق نجاحا مهما” في قضية الأسرى، وتمكن مرة أخرى من تقليص الموعد النهائي لتطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأشار إلى أن إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء ضمن “المرحلة الأولى” من الاتفاق سيتم في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، وكذلك استعادة جثث أربعة أسرى آخرين، في حين من المقرر تسليم جثث أربعة أسرى آخرين لإسرائيل الأسبوع المقبل، كما أعلنت حماس في وقت سابق.
وقال المسؤول الإسرائيلي إنه إذا تم تنفيذ الاتفاق بشكل كامل فإن إسرائيل ستكون قد أنجزت المرحلة الأولى من الصفقة وضمنت عودة جميع الرهائن بحلول ذلك الوقت، وهو إنجاز لم يتوقعه كثيرون. وأشار إلى أن المرحلة الأولى تتضمن وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما.
وقال إن إسرائيل وافقت في إطار المفاوضات على السماح فقط بعدد صغير من الكرافانات والمعدات الثقيلة بالدخول إلى قطاع غزة، مؤكدا أن هذا لن يؤثر بأي حال من الأحوال على تنفيذ خطة ترامب للهجرة الطوعية وإنشاء غزة أخرى – وهي الخطة التي يلتزم بها نتنياهو بشكل كامل.
وأضاف أن إسرائيل ستبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية خلال الأيام المقبلة. وستكون هذه مرحلة سياسية سيتم فيها مناقشة شروط إنهاء الحرب. وأشار إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر سيقود هذه المفاوضات مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وأوضح أن إسرائيل ستقدم في هذه المفاوضات مطالبها الأمنية، التي ترتكز على أهداف الحرب التي حددها مجلس الوزراء للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، وتتعلق بالإفراج عن الرهائن والقضاء على حماس.
وحذر من أن إسرائيل ستستأنف القتال في قطاع غزة بصورة أكثر عنفا وفتكا إذا استمرت حماس في رفض تنفيذ الاتفاق.
وأضاف أنه إذا اضطرت إسرائيل لاستئناف الأعمال العدائية فإنها ستحظى بالدعم الكامل من إدارة ترامب، مع تجديد مخزونات الأسلحة، والقوات المستعدة، ونهج مختلف تماما للقتال.
وفي الاجتماع الأخير للحكومة، لم يحصل الوفد الإسرائيلي على موافقة رسمية لبدء المحادثات بشأن المرحلة الثانية، ما يعكس عدم وجود توافق داخل الحكومة على هذه الخطوة.
وبحسب تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أكد نتنياهو خلال الاجتماع أن “الهدف الرئيسي الآن هو استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق وضمان إطلاق سراح جميع الأسرى الأحياء”. ولكنه حذر الوزراء من تسريب تفاصيل المفاوضات.
ووعد نتنياهو بأن أي نقاش جوهري حول المرحلة الثانية يجب أن يحصل على موافقة مسبقة من قبل مجلس الوزراء.
وأكد أن إسرائيل لن توافق على أي ترتيب يسمح لحماس أو أي جماعة مسلحة أخرى بالبقاء في قطاع غزة، وأنها لن تسمح بنقل إدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية. ويعكس هذا الموقف الإسرائيلي الرافض لأي اتفاق من شأنه أن يمنح السلطة الفلسطينية دوراً فعالاً في قطاع غزة.
وفي إطار الاتفاقات الجارية في المرحلة الأولى، من المقرر إطلاق سراح ستة أسرى إسرائيليين ناجين من سجون حماس صباح السبت المقبل.
وبحسب التقارير، بدأت تظهر اتفاقات تعديل الاتفاق في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ولم يتضح بعد كيف سيتم إطلاق سراح السجناء وما إذا كان سيتم تسليمهم من مكان واحد أو أكثر. وفي المقابل، ستسمح إسرائيل بدخول عدد محدود من الكرافانات والمعدات الثقيلة إلى قطاع غزة للمساعدة في إزالة الأنقاض. وهذا جزء من الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الجانبين.
وبموجب الاتفاق، ستفرج إسرائيل عن 47 أسيراً فلسطينياً من ضمن صفقة “وفاء الأحرار” (صفقة شاليط) مقابل إطلاق سراح أفيرا منغيستو وهشام السيد، وهما أسيران إسرائيليان محتجزان لدى حماس منذ عام 2014.