وزير الخارجية يفتتح حدثا جانبيا في مؤتمر ميونخ حول مستقبل عمليات السلام في إفريقيا

على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، ألقى د. شارك السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، في الفعالية الجانبية حول مستقبل عمليات حفظ السلام في أفريقيا بعنوان “الجيل الجديد من عمليات حفظ السلام الأفريقية” التي نظمها مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام، الجمعة 14 فبراير. وحضر الفعالية عمرو موسى وزير خارجية مصر الأسبق ورئيس المجلس الاستشاري لمركز القاهرة الدولي، وصلاح جامع نائب رئيس وزراء حكومة الصومال الفيدرالية، وعلي يوسف أحمد الشريف وزير خارجية جمهورية السودان، وأنيت ويبر الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الأفريقي.
ويهدف الحدث إلى تسليط الضوء على الأهمية المتزايدة لعمليات دعم السلام الأفريقية في بناء السلام والأمن ومكافحة الإرهاب، بالنظر إلى التحديات التي تواجه عمليات حفظ السلام الأممية والطبيعة المتطورة للصراعات والتحديات الأمنية في القارة، مما يتطلب تسليط الضوء على المنظور الأفريقي في صياغة نماذج جديدة لهذه العمليات.
وفي كلمته، جدد الوزير عبد العاطي التزام مصر بدعم الاستقرار في القارة الأفريقية، وشدد على أهمية تعزيز القدرات الأفريقية في عمليات حفظ السلام لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، بما في ذلك التطرف المؤدي إلى الإرهاب والحروب غير التقليدية والصراعات غير المتكافئة.
وأشار الوزير إلى الدور المتنامي للاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية في قيادة عمليات السلام والحاجة إلى تطوير نهج أكثر تكاملاً وفعالية. وأكد على دور مصر القيادي في دعم الإصلاح والتطوير والابتكار في عمليات حفظ السلام، حيث قادت مصر العديد من المبادرات، وأبرزها “خارطة طريق القاهرة لتعزيز أداء عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام”، وهي الموقف الأفريقي الموحد منذ عام 2020.
وفي هذا السياق أعلن الوزير عن مساهمة مصر في بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال. وجاء ذلك بناء على طلب الحكومة الفيدرالية الصومالية وبموافقة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي. وأكد التزام مصر المستمر بأمن واستقرار الصومال واحترام سيادته وسلامة أراضيه.
وأوضح أن هذه البعثة تمثل نقلة نوعية في عمليات السلام الأفريقية حيث تم تطويرها بالتشاور مع الحكومة الصومالية لضمان توافقها مع خطة تطوير قطاع الأمن في البلاد وتعزيز جهود السلام والتنمية المستدامة دعما لاحتياجات الصومال وتطلعاته لمستقبل أكثر سلاما واستقرارا.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن دعم بعثات حفظ السلام الأفريقية يمثل استثمارا في السلم والأمن الدوليين. وشدد على ضرورة دمج عمليات حفظ السلام في جهود بناء السلام وإعادة الإعمار والتنمية بعد الصراع لمعالجة الجذور العميقة للصراع وتعزيز الاستقرار على المدى الطويل وبناء مؤسسات وطنية قوية وقادرة على الصمود. وشدد أيضا على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان التمويل المستدام والتدريب الفعال لقوات حفظ السلام الأفريقية لإعدادها للتحديات المستقبلية.