حدث تاريخي للمرة الأولى.. التضامن والمجالس الوطنية القومية تجتمع في عمل جماعي تحت مظلة الأمم المتحدة

اجتمعت وزارة التضامن الاجتماعي والمجالس القومية ممثلة في المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، في الفعالية الجانبية بعنوان “الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في مصر”، يوم على هامش فعاليات الاستعراض الدوري الشامل لأعمال حقوق الإنسان للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، في جنيف بسويسرا، تحت رعاية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في حدث تاريخي يحدث لـ المرة الأولى.
استقبل اليوم السبت د. مايا مرسي اللقاء الذي حضرته المستشارة أمل عمار رئيس المجلس القومي للمرأة ود. سحر السنباطي رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، ود. وشاركت إيمان كريم العام مفوض المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكدت أن الدستور المصري ينص على أن “المجتمع يقوم على التكافل الاجتماعي وتلتزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير سبل التكافل الاجتماعي بما يشمل جميع المواطنين” إطار الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في مصر ويضمن الحق في العمل، والحق في الضمان الاجتماعي، والحق في التعليم، والحق في الصحة، والحق في السكن.
وأشارت إلى أن البلاد تواجه تحديات اقتصادية معقدة وضغوط جيوسياسية وصراعات وحروب إقليمية، وأنه على الرغم من هذه التحديات، حققت مصر تقدما ملحوظا في هذا المجال من تطوير البنية التحتية، بما في ذلك النقل والطاقة والتنمية الحضرية والاقتصادية والاجتماعية. الإصلاح الإداري، وما إلى ذلك، وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والإدماج الاجتماعي لمعالجة عدم المساواة وضمان وصول فوائد التنمية إلى جميع أجزاء المجتمع.
وأضافت أن الدولة زادت مخصصات الإنفاق العام لبرامج الحماية الاجتماعية إلى 635.9 مليار جنيه في العام المالي 2024/2025، وأن برامج الحماية الاجتماعية تشمل الدعم الغذائي والتأمين الاجتماعي والصحي والإسكان الاجتماعي وبرامج التحويلات النقدية تكافل وكرامة البرنامج هو أكبر برنامج نقدي مشروط في البلاد. وتهدف المنطقة إلى تحسين أوضاع الأسر الأكثر ضعفا، وقد ارتفع عدد المستفيدين إلى 4.7 مليون أسرة و500 ألف أسرة ليصل إلى 22 مليونا، بالتعاون مع المجتمع المدني. الأفراد في عام 2024 بتكلفة 41 مليار جنيه مصري.
من خلال برامج التمكين الاقتصادي، استفادت 1.3 مليون أسرة من رأس المال المتجدد بحوالي 5 مليارات جنيه خلال الفترة (2014-2024)، شكلت المرأة أكثر من 70% منه، وتطوير ورقمنة أنظمة الضمان الاجتماعي وضمان حقوق العاملين في القطاع الخاص. القطاع غير المنظم، منذ إطلاق شهادة “أمان” عام 2018، والتي تهدف في المقام الأول إلى ضمان التغطية التأمينية للعمال الموسميين وغير المنظمين. وبالإضافة إلى ذلك، دعمت الدولة العمال غير النظاميين.
وتم صرف 6 مليارات و261 مليون جنيه، منها 500 جنيه على شكل 6 دفعات للعمالة غير المنتظمة المتضررة من جائحة كورونا. كما تم إنشاء صندوق لمساعدة العمالة غير المنتظمة ضد مخاطر الإعاقة المختلفة في الفترة من يناير 2023 إلى يوليو 2024.
بينما تعمل الدولة على توسيع نطاق الحصول على التمويل من خلال تقديم تحالف مالي لتعظيم الاستفادة من جميع مقدمي الخدمات المالية في مصر من خلال استخدام البنية التحتية التكنولوجية وغير التكنولوجية، ومن المخطط إنشاء إجمالي 4000 نقطة مالية في جميع محافظات مصر ليتم تغطيتها 5 ملايين مشارك.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن مصر تعمل أيضًا على تعزيز التنمية المستدامة من خلال التدابير الموجهة نحو الأسرة. وتركز هذه التدابير على تعزيز الأسرة اقتصادياً واجتماعياً، وتحسين نوعية الحياة وتعزيز تماسكها واستقرارها بهدف (الفقر، تحسين المستوى المعيشي للأسرة، تمكين المرأة، تحسين صحة الأمهات والأطفال، زيادة الفقر). معدلات الالتحاق بالمدارس.
من جانبها، أكدت المستشارة أمل عمار، رئيس المجلس القومي للمرأة، أن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في تعزيز حقوق المرأة في السنوات الأخيرة بفضل الإرادة السياسية القوية والدعم الدستوري القوي، لافتة إلى أنه تم اعتماد عدد من القوانين. وفي الفترة من 2019 إلى 2024، تم اعتماد 19 قانونًا حاسمًا و16 قرارًا إداريًا لتعزيز حقوق المرأة، بما في ذلك زيادة العقوبات على جرائم مثل التحرش الجنسي والتنمر والاعتداء. تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وتخصيص نسبة معينة من مقاعد مجلس النواب يجب أن يكون مجلس الشيوخ مخصصاً للنساء. وتبلغ هذه النسبة 27% في مجلس النواب و14% في مجلس الشيوخ، وهي الأعلى في تاريخها على مستوى العالم، وتضمن التمثيل في مجالس إدارة الشركات والبنوك، حيث تحتل مصر مرتبة أعلى في مؤشر التمكين السياسي للمرأة بـ 47 مركزًا على مستوى العالم.
واستعرض رئيس المجلس ما تم إنجازه في مجال تمكين المرأة في مختلف المجالات، وأكد أن التقدم الذي تم تحقيقه حتى الآن هو نتيجة العمل المشترك بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وشركاء التنمية من المنظمات الدولية.
كما أكد رئيس المجلس أنه على الرغم من هذه الخطوات الكبيرة، إلا أن التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لا تزال قائمة وتتطلب العمل المستمر لنشر الوعي. ويتطلب ذلك تعاوناً أكبر مع المنظمات الدولية لتبادل الخبرات والموارد، فضلاً عن تطوير برامج التمكين الاقتصادي التي تهدف إلى الوصول إلى جميع الفئات الأكثر احتياجاً وتوسيع المبادرات التكنولوجية وريادة الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطوير آليات المراقبة والتقييم لتحقيق التنفيذ الفعال لجميع القوانين ومواصلة بناء الشراكات مع المجتمع المدني لخلق بيئة حاضنة لتمكين المرأة في كافة المجالات.
بينما د. أبرزت سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، أبرز الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية في مجال إعمال وتعزيز حقوق الطفل، مؤكدة أنه وفقا لبيان الجهاز المركزي للحقوق العامة التعبئة والإحصاء في نوفمبر 2024، حيث بلغ عدد الأطفال في مصر 39.5 مليون طفل، فهم مستقبل مصر وثروتها الحقيقية.
وأكدت أن الدولة خطت خطوات دقيقة لبناء الدولة المدنية الحديثة، الملتزمة بالالتزامات الدولية، مع الاستمرار في تحديث وتطوير القوانين والمؤسسات والسياسات والممارسات للاستجابة للتغيرات الوطنية والالتزام بالشؤون الدولية والمعاهدات الإقليمية لحقوق الإنسان. بما في ذلك الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
وأشار السنباطي إلى أنه على مستوى الاستراتيجيات الوطنية المتقاطعة مع حقوق الطفل، تم إصدار تحديث لعدد من الاستراتيجيات، منها الإطار الاستراتيجي للطفولة والأمومة (2018-2030)، والاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة (2024-2029) والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر (2024-2029).
كما بدأت الحكومة في تحديث الخطة الإستراتيجية لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني (2024-2029) لضمان إتاحة التعليم للجميع وتحسين جودته. “كما تمضي الحكومة قدماً في تنفيذ أهداف “الخطة الوطنية” لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال”.
وأضاف السنباطي أنه في ذات السياق أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة في أكتوبر 2024 مبادرة تحت شعار “صاحبهم تكسبهم” بهدف تقديم حزمة من الاستشارات التربوية للآباء ومقدمي الرعاية حول أساليب التربية الإيجابية وكيفية إدارة سلوك الأبناء بشكل سليم ضمن المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”.
وفيما يتعلق بحماية الأطفال غير المصريين، أشارت إلى أن الدولة المصرية توفر الوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية للأطفال طالبي اللجوء والأطفال اللاجئين والمهاجرين، كما توفر الدولة لهؤلاء الأطفال كافة الخدمات الأساسية وتسمح لهم بذلك. البقاء فيها يتلقون التعليم والرعاية الصحية، ويستفيدون أيضًا من الدعم الذي تقدمه الحكومة للمواطنين. المجلس القومي للطفولة والأمومة هو الممثل القانوني لأسر الأطفال غير المصحوبين.
دكتور. واستعرضت إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، تقريراً عن جهود المجلس في عدد من مجالات العمل، خاصة في مجال التمكين الاجتماعي، حيث قام المجلس ببناء مبادرة قوتي كجزء من مبادرة عائلتي مهارات 2600 أسرة من الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المحافظات ووفرت لهم برامج تدريبية خاصة في الدعم النفسي والإرشاد الأسري. وفي مجال التعليم، نفذ المجلس منهجاً متكاملاً للتعليم الشامل يهدف إلى تدريب نحو 3000 معلم ومعلمة على مستوى الجمهورية. ركز هذا النهج على الممارسات التربوية. بالإضافة إلى ذلك، قام المجلس بتطوير أساليب تدريس شاملة ومتخصصة في المدارس العادية استفاد منها أكثر من 5000 طالب من ذوي الإعاقة، كما نظم ندوات توعوية لـ 1000 من أعضاء هيئة التدريس حول طرق التواصل المناسبة والأماكن المتاحة، فضلاً عن العمل المستمر على التنسيق والتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتوعية الطلبة ذوي الإعاقة بحقوقهم التعليمية ومعالجة التحديات التي تواجههم.
وتطرقت كريم، خلال كلمتها في الفعالية الجانبية، إلى جهود المجلس في مجال المشاركة السياسية، مثل مبادرة “صوتك حقك” التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالانتخابات الرئاسية 2024 بين 7500 مشارك من خلال إجراءات شاملة، بما في ذلك صناعة ورقة الاقتراع. متاحة بلغة برايل، وتوفير ترجمة اللافتات وتعيين 150 مراقبًا من المجلس لمتابعة الانتخابات الرئاسية لعام 2024، و5,400 مركز اقتراع يمكن أن تقوم برصد ورصد مدى توفر الموارد داخل مركز الاقتراع واللجان الانتخابية، والمرافق التي تسمح للأشخاص ذوي الإعاقة بالوصول إلى مراكز الاقتراع، مما يسهل ممارسة حقوقهم السياسية. وأكدت أن المجلس يجري حاليا حوارا مع الجهات المعنية لإعداد الاستراتيجية الوطنية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ويدعو إلى تنفيذ القانون الوطني للإعاقة واتفاقية الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن أولويات المجلس في هذه الاستراتيجية، بالإضافة إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية وتطوير البيانات الشاملة، تتمثل في توسيع نطاق برامج دعم الأسرة، وتدريب المعلمين، وتحسين إمكانية الوصول الرقمي، وتوفير التقنيات المساعدة، وأنظمة دعم التوظيف وتعزيز التحصيل. وشدد على أهمية التزام المجلس بدوره باعتباره الآلية الأساسية لحماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر من خلال نهج قائم على النهج والمشاركة المستمرة لأصحاب المصلحة.