فيلم رصيف بيروت يروي جانباً من الحكاية الفلسطينية والاحتلال في سينما زاوية

سجلت سينما الزاوية بوسط القاهرة إقبالا جيدا على عرض الفيلم اللبناني “رصيف بيروت” ضمن العروض السينمائية الخاصة خلال شهر ديسمبر، حيث تستقطب الأفلام المتعلقة بالقضية الفلسطينية اهتمام الجمهور المصري الذي يزور زاوية بانتظام.
تم عرض الفيلم في 14 ديسمبر، ومن المتوقع أن يتم عرضه مرة أخرى خلال الأيام المقبلة. الفيلم من إخراج وتأليف المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم، التي سبق لها أن أخرجت الفيلم الوثائقي الطويل «بيروت ترويقة». في عام 2015.
يعرض فيلم «رصيف بيروت» في إطار سينمائي يجمع بين الأسلوب الوثائقي والسرد، جانباً من حياة الصحفي اللبناني الراحل مصطفى عبد الله الذي قتلته إسرائيل أثناء تغطيته لهجمات الاحتلال على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة .
واستشهد عصام عبد الله في هجوم إسرائيلي في 13 أكتوبر 2023، بعد أيام من بدء عملية فيضان الأقصى ومن ثم بدء العدوان الإسرائيلي، أثناء تغطيته للمواجهات في جنوب لبنان بعد أن أطلقت إسرائيل صاروخا أدى إلى مقتله على الفور.
وانتهت المخرجة فرح الهاشم من تصوير الفيلم في مارس 2024، وتم عرضه لأول مرة في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة في الندوة الثقافية بالمدينة.
ينقسم الفيلم روائياً إلى أكثر من جزء، حيث يركز على تفاصيل مختلفة تحيط بالاحتلال الإسرائيلي وتبعاته على حياة الناس في لبنان وفلسطين، حيث تتجول فرح بدورها الراوية في مواقع مختلفة – أحدها في بالإضافة إلى عمله كمخرج ومنتج وكاتب سيناريو، فهو الشخصيات الرئيسية في الفيلم.
تبدأ فرح فيلمها في الشوارع الضيقة لمخيم صبرا وشاتيلا، هذا المخيم ذو تاريخ طويل من المعاناة وصورة حية لفظائع الاحتلال، بينما تعطي بعد ذلك صورة تفصيلية هناك وتتذكر خسارتها بينما يتحرك عصام. إلى بيروت مع أصوات الحرب التي ترافق الأحداث، وتختتم فرح الفيلم بصوت قطار متجه إلى القدس.
تتنقل المخرجة بين عدة فضاءات وتتذكر الأماكن التي التقت فيها بصديقها الراحل عصام عبد الله، في مقاهي وشوارع بيروت وفي نيويورك، حيث تلتقي بأصدقاء عصام الذين يتحدثون عنه بطريقتهم الخاصة، ويتحدثون عن الحرب وآليات مقاومتها البسيطة وطرق البقاء ودور الذاكرة في هذه الحرب.
بالارتجال بكاميرا الموبايل، نرافق فرح في رحلتها حول صديقها عصام، نستمع معها إلى صوت الرسائل الصوتية التي أرسلها لها على هاتفها الخلوي ذات يوم، ونرافقها كمتفرج وهي تسير إلى صديقة عصام الرسام أحمد السيد، وتحكي له حلمًا يوقظ ذكريات الصحفي الشهيد ويشاركه مذكرات عائلته.
«رصيف بيروت» هو الفيلم الحادي عشر ضمن سلسلة الأفلام القصيرة والروائية التي قدمتها فرح الهاشم خلال العقد الماضي، والتي بدأتها بالفيلم القصير «سبع ساعات».
وقالت فرح في حوار مع المنصة الرسمية لمهرجان وهران الدولي للسينما العربية: “لا أستطيع أن أحمل سلاحا، لكني أؤمن أن فلسطين تحررت ونحن نشهد صفحاتها الأخيرة، والمقاومة مستمرة، وبعيدا عن عملي”. في الكينو أنا خبير في الشؤون الإسرائيلية”.
والجدير بالذكر أن تحقيقًا أجرته رويترز أكد أن طاقم دبابة إسرائيلية قتل صحفيًا من رويترز وأصاب ستة صحفيين في لبنان في 13 أكتوبر، وأن قنبلتين يدويتين أطلقتا في تتابع سريع من داخل إسرائيل بينما كان الصحفيون ينفذون قصفًا عبر الحدود. تم تصويره، مما أدى إلى وفاة مصور تلفزيون رويترز عصام العبد الله.