نقيب المهندسين: نحتاج لاستراتيجية وطنية عاجلة للحاق بالتطور العلمي المذهل في العالم

أكد رئيس جمعية المهندسين، طارق النبراوي، أن مصر بحاجة ماسة إلى وضع استراتيجية وطنية لمواكبة التطورات العلمية المذهلة عالميًا. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية يجب أن يشارك فيها جميع الأطراف المعنية بتطويرها ويلتزم بها الجميع. وأكد أن تأخر التطور العالمي في الهندسة يُشكل خطرًا كبيرًا على الأجيال القادمة وعلى القدرة التنافسية العالمية للبلاد.
في لقاء تلفزيوني، قال النبراوي إن الهندسة في مصر تطورت تاريخيًا بشكل جيد، وأن المهندسين المصريين لعبوا دورًا رائدًا محليًا وعالميًا. إلا أن وتيرة التطور العالمي لم تعد تسمح بمزيد من التباطؤ لمواكبة العلوم المتقدمة. وأضاف: “هناك تجارب ومحاولات، لكننا نفتقر إلى استراتيجية واضحة يمكن ترجمتها إلى خطوات عملية”.
أشار إلى أن التعليم الهندسي يُمثل المشكلة الأكبر. وواصلت كليات الهندسة الحكومية، بفضل الاستثمارات الحكومية الضخمة والأساتذة ذوي الكفاءة العالية، تخريج أفضل الخريجين. ومع ذلك، حذّر من تفاقم مشاكل التعليم الخاص وبعض أشكال التعليم غير المنضبط، التي وصفها بـ”المشوّهة”. ويُهدد استمرار وجودها مكانة المهنة ومستقبلها.
انتقد النبراوي تقليص مجانية التعليم العام لصالح توسيع نطاق التعليم المجاني، قائلاً: “لا يمكن تمويل التعليم بالكامل. للمواطنين المصريين الحق في التعليم، وتحويل التعليم العام إلى مصدر ربح خطأ فادح. علاوة على ذلك، فإن الإفراط في التعليم الخاص يؤثر سلبًا على النسيج الاجتماعي، وهذا أمر بالغ الخطورة”.
وأضاف: “تتعدد في مصر حاليًا أنواع التعليم المختلفة، ولا بد من وضع استراتيجية لمعالجتها. ويتجلى هذا بوضوح في تنوع المؤسسات التعليمية الخاصة، فبعضها يحقق أداءً ممتازًا، وبعضها الآخر متوسط الأداء، وبعضها الآخر يقدم جوانب مشوهة من التعليم الهندسي. هذه مشكلة خطيرة أُهملت لسنوات طويلة. ومع ذلك، يمكننا الآن أن نتنفس الصعداء لوجود جهود تُبذل لمعالجة هذه المشكلة. لا ننكر ذلك، ولكن يجب أن نتحرك بحزم في هذا الصدد”.
وتابع: “تعمل النقابة مع الجهات المعنية في مصر (وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات) على معالجة أوجه القصور في منظومة التعليم الهندسي وتصحيحها، بما يواكب التطورات العلمية والمهنية. وقد أحرزنا تقدمًا ملحوظًا واتخذنا قرارات فعّالة في هذا الصدد. وسنواصل جهودنا في هذا الشأن، لما له من أثر على مهنة الهندسة ومستقبلها في مصر”.
أوضح رئيس نقابة المهندسين أن التعليم من أهم أولويات النقابة، بهدف معالجة أوجه القصور في عملية التدريب. وأكد أنها تقدم برامج تعليم مستمر داخل مصر وخارجها، بعضها منح دراسية مجانية، وتدعو خبراء مصريين دوليين لمشاركة خبراتهم مع المهندسين الشباب.
أعلن رئيس جمعية المهندسين عن تزايد التعاون بين الجمعية والمنظمات الهندسية في الصين. وأكد أنه في إطار بروتوكول تعاون مع اتحاد البريكس للمنظمات الهندسية، سيسافر 50 مهندسًا مصريًا إلى هناك خلال أسابيع قليلة للمشاركة في الدورة التدريبية الأولى.
واختتم النبراوي كلمته مؤكدًا أن نقابة المهندسين ستواصل مناصرة حق المهندسين في التعليم والتدريب الجيد. وأكد أن وجود خريج هندسة واحد غير مؤهل قد يضر بآلاف الخريجين الآخرين، وهو أمر لن تتسامح معه النقابة.