ملصقات الأذكار في الأماكن العامة.. الإفتاء توضح الشروط والضوابط

أكد مفتي الديار المصرية رئيس الأمانة العامة لدور ومؤسسات الإفتاء في العالم الدكتور نذير عياد، جواز وضع ملصقات الأذكار في الأماكن العامة، بشرط حفظ كل ما يتضمن اسم الله، والتنسيق مع الجهات المسؤولة عن تلك الأماكن، ومراعاة القوانين واللوائح المعمول بها في الأماكن العامة.
وأكد أيضًا أنه لا يجوز مخالفة هذه الشروط باعتبار تعليق الملصقات دعوةً إلى الله بتذكير الناس بما فيها من أذكار. وهذا غير ضروري بهذه الطريقة، وهناك خيارات عدة لا تحمل خطر إساءة استخدام الأذكار المكتوبة عليها، أو التدخل في اختصاص بعض الجهات، أو مخالفة الأنظمة والقوانين.
شروط نشر الأدعية في الأماكن العامة
وذكرت الدار في فتواها رقم (8741) المنشورة على موقع دار الإفتاء أن عرض الملصقات التذكارية في الأماكن العامة كالحدائق والأندية والشوارع والممرات ومراكز التسوق والفنادق والمطاعم والمتاحف والمؤسسات الصحية والتعليمية ووسائل النقل المختلفة والأسواق وغيرها يشترط فيه ما يلي:
أولاً: وجوب حفظ كل ما فيه اسم الله، سواء أكان قرآنًا أم كتابًا أم وثيقة أم نحوه، لأن هذه الآيات أو الآيات، مثلًا الملصقة على جدار، قد تتعرض لما لا يليق بها، كالسقوط والتلف والغبار والأوساخ، أو العبث بها من جاهل، أو غير ذلك مما يعرضها للامتهان، فيؤدي إلى سوء التعامل معها، ولو بغير قصد. ولذلك أفتى الفقهاء بأن كتابة القرآن أو الآيات في مكان يتعرض فيه كتابتها للامتهان مستهجن، بل محرم.
ثانياً: التنسيق مع الجهات المختصة بإدارة ومراقبة هذه المواقع، وإبلاغها وترخيصها بعرض هذه الملصقات، وإلا فإن ذلك يعد تعدياً على صلاحياتها.
ثالثًا، الالتزام باللوائح القانونية المنظمة لبعض هذه الأماكن العامة، والتي تهدف إلى الحفاظ على مظهرها الحضاري والجمالي. ويُعدّ عدم الالتزام بهذه القوانين واللوائح إخلالًا بالنظام العام، وقد يُؤدي إلى إتلاف جدران هذه الأماكن.
– تعظيم ما يحمل اسم الله
أشار مفتي الجمهورية إلى أن الأذكار تُقرأ من الذاكرة أو من مصادر مكتوبة، وتُعلق على جدار، أو تُحمل على ورق، أو تُسجل في كتب، أو تُحفظ على الوسائط الرقمية الحديثة.
وأكد أن الشريعة الإسلامية تولي حرمة الكتب والصحف التي تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأسماء جليلة، كأسماء الله تعالى وأسماء الأنبياء والرسل عليهم السلام، أهمية بالغة، وأوجبت صونها واحترامها. وأوضح أن تعظيم هذه الأشياء وتعظيمها من تعظيم شعائر الله تعالى، التي قال تعالى فيها: {كذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}. وقال تعالى: {كذلك ومن يعظم شعائر الله فإنما يعظمها تقوى}.
وأكد على احترام العلماء وتوقيرهم لهذه النصوص في كتبهم. وكره الفقهاء وضع المصاحف وكتب العلوم الشرعية على الأرض لغير ضرورة، وكرهوا مد أرجلهم إليها إلا إذا كانت أعلى من مستواهم، وكرهوا وضع أي شيء عليها، حتى الكتب الأخرى والثياب وغيرها، فضلاً عن الجلوس عليها، تعظيماً لما فيها من ذكر الله تعالى والعلوم الشرعية.
كما لم يستحب للفقهاء أن يورقوا شيئاً فيه اسم الله تعالى أو اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو علم من العلوم الدينية، أو غير ذلك مما يحظى بالهيبة والاحترام بسبب فضيلة عبادة الذكر.
وفي السياق نفسه، أكد المفتي أن ذكر الله عبادة شريفة، تجلب ثوابًا عظيمًا، وفوائد جمة، وخيرًا وافرًا. وقد أثنى الله على الذاكرين والذاكرات، وحثّ القرآن الكريم المؤمنين والمؤمنات على كثرة ذكر الله. واستشهد بقول الله تعالى: {وَلِلذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَاحْمِدُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}.
وأشار إلى أن السنة النبوية دلت على فضل ذكر الله تعالى في أحاديث كثيرة، منها: ما روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند ربكم، وأسماها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتكسروا أعناقهم ويكسرون أعناقكم؟» قالوا: بلى. قال: «ذكر الله تعالى».