هل تضيع مصر فرصها في الأوسكار بسبب «خرافة العرض المحدود»؟.. محمد دياب يرد

العالم يجعل من السهل صناعة الأفلام، ونحن نحارب أنفسنا. – العرض المحدود ليس فضيحة، بل هو مفتاح المشاركة في جوائز الأوسكار. الأكاديمية الأمريكية تشفق علينا ونحن نلوم أنفسنا.
وفي مقال تحت عنوان “العرض المحدود سيئ السمعة”، علق المخرج والكاتب على الجدل الواسع الذي أثير بعد كشفه تفاصيل دخول فيلم “عيد ميلاد سعيد” المصري إلى سباق الأوسكار، وكذلك الانتقادات لمفهوم “العرض المحدود” الذي رافق إعلان ترشيح الفيلم.
في منشور مطول على حسابه على فيسبوك، صرّح دياب بأنه عضو في أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية منذ ثماني سنوات. وأضاف أن الفيلم المصري تُختاره لجنة من الشخصيات البارزة، تُرشّحها نقابة المهن السينمائية، ثم تُعتمده الأكاديمية.
وأوضح أن القاعدة الأساسية تقضي بضرورة عرض الفيلم تجاريا قبل أسبوع واحد على الأقل من 31 سبتمبر/أيلول من كل عام حتى يكون مؤهلا للعرض.
وأشار إلى أن العديد من الأفلام البارزة التي تحقق نجاحًا في مهرجانات كبرى، مثل مهرجان البندقية السينمائي في سبتمبر، تفتقر إلى فرصة التوزيع التجاري الواسع في بلدانها الأصلية. لذلك، تعتمد على عروض محدودة تُلبي المعايير وتُمكّنها من المنافسة دون أن تفقد زخمها. وأكد أن هذه الممارسة شائعة ومعترف بها دوليًا.
استشهد دياب بمثال الفيلم البرازيلي “ما زلت هنا”، الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم العام الماضي. عُرض الفيلم في عرض محدود في سبتمبر، ثم عُرض للجمهور في فبراير. وأوضح أن هذا الوضع تكرر هذا العام مع اختيار بلدان عدة أفلام، منها سبعة أفلام عُرضت في البندقية، وجميعها تقريبًا عُرضت في عرض محدود.
وتابع: «مصر هي الدولة الوحيدة التي تنظر إلى العروض المحدودة بعداء، وتعتبرها تلاعباً، في حين أن الأكاديمية الأميركية تسهل الأمور على صناع السينما بشكل متعمد من خلال السماح مؤخراً بعروض محدودة خارج بلد إنتاج الفيلم».
وتابع: “العرض المحدود يهدف فقط إلى تلبية المتطلبات، ودائمًا ما تكون دعايته محدودة حتى لا تؤثر سلبًا على العروض التجارية اللاحقة. إلا أن الصورة السلبية السائدة في مصر تُضعف فرص أفلامنا، وتضغط على لجان الاختيار لعدم ترشيح أعمال قوية خوفًا من اتهامات قانونية وأخلاقية لا أساس لها”.
فيما يتعلق بفيلم “عيد ميلاد سعيد”، قال دياب إن قرار لجنة التحكيم بترشيحه بالإجماع جاء بفضل تميزه الفني. فاز الفيلم بثلاث جوائز في مهرجان تريبيكا السينمائي (أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو)، وكان فيلم الافتتاح لمهرجان الجونة السينمائي، وشارك في إنتاجه الممثل الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار جيمي فوكس، في سابقة هي الأولى من نوعها في السينما المصرية.
شكر دياب نقابة المهن السينمائية ولجنة اختيار الأفلام من الفنانين والنقاد وصناع السينما، مؤكدًا أنهم اختاروا الفيلم عن قناعة تامة رغم الجدل المتوقع. واختتم قائلًا: “نحتاج إلى دعم جميع المصريين للجنة اختيارنا، كما تدعم جميع الدول اختياراتهم. الأهم هو إزالة وصمة العار المحيطة بمحدودية العروض حتى لا نضيع فرصًا مستقبلية للأفلام المصرية في جوائز الأوسكار”.