قانونيون يقترحون آليات لحل إشكاليات قانون الإجراءات الجنائية بعد رده إلى مجلس النواب

منذ 2 شهور
قانونيون يقترحون آليات لحل إشكاليات قانون الإجراءات الجنائية بعد رده إلى مجلس النواب

يجب تعزيز حرمة المنازل للحد من حالات التلبس بالجرائم. كما يجب اقتراح مرافقة أحد أعضاء السلطة القضائية لضابط الشرطة. ويجب أن تكون البدائل للاحتجاز السابق للمحاكمة هي القاعدة، وبعضها يتطلب توافر القدرة المناسبة.

اقترح خبراء قانونيون آلياتٍ متنوعةً لإيجاد بدائل للحبس الاحتياطي، وحماية حقوق المتهمين، وحماية مساكن المواطنين. ونوقشت هذه الآليات في مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، الذي أحاله الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مجلس النواب لإعادة النظر في بعض أحكامه.

وقال المحامي بالنقض نشأت عبد العليم إن تقديم المزيد من الضمانات بشأن حرمة المساكن من شأنه أن يحد من سلطات الشرطة الجنائية في تفتيش المنازل، ويحمي حرمتها والأرواح التي تعيش فيها، ويمنع المزيد من اختلاق حالات الضبطية القضائية كذريعة للتفتيش دون أمر قضائي.

في تصريحاتٍ لصحيفة الشروق، اقترح عبد العليم أن يكون أحد أعضاء بعثة تفتيش المنازل من الجهة القضائية التي أصدرت الترخيص، لضمان نزاهة العملية وعدم وجود أي مخالفات. كما اقترح إنشاء وحدة مشتركة بين وزارتي العدل والداخلية تُخصص لمرافقة ضباط البحث الجنائي أثناء التفتيش.

وفيما يتعلق بتعزيز حقوق المتهم لدى السلطات التحقيقية والقضائية، نشأ خلاف حول المادة 105 من مشروع القانون التي تنص على أنه “يجب أن تتاح لمحامي المتهم فرصة الاطلاع على سير التحقيق قبل يوم واحد على الأقل من الاستجواب أو المواجهة، ما لم يقرر النائب العام خلاف ذلك”.

أكد عبد العليم على ضرورة عدم منح النيابة العامة لمحامي المتهمين حق الاطلاع على التحقيقات أو أقوال الشهود بشكل تعسفي. وأعرب عن أمله في إيجاد آلية تتيح للمحامين الاطلاع على جميع تفاصيل القضية عبر نظام إلكتروني، بما يضمن دفاعًا عادلًا وسريعًا عن المتهمين دون أي تعارض بين النيابة العامة والمحامين.

وفيما يتعلق بالحبس الاحتياطي أكد عبد العليم أن تطبيقه يجب أن يقتصر على الحالات التي لا يضطر فيها المتهم بالضرورة إلى البقاء في السجن، لأنه يمثل عبئا ماليا كبيرا على المتهم وأسرته التي يجب أن توفر لهم سبل العيش.

قال عبد العليم إن البدائل المطروحة في مشروع القانون قد تشمل، على سبيل المثال، إلزام المتهم بتقديم كفيلين في حال استدعائه للتحقيق أو جلسة المحكمة، شريطة أن يكونا معتمدين من السلطة القضائية ومعروفين مكان عملهما وإقامتهما. وفي حال عدم امتثال المتهم لهذا الالتزام، يُقبض عليه ويُحاكم الكفيلان بتهمة الإهمال. وأشار إلى أن هذه الآلية مطبقة بالفعل في بعض الدول.

من جانبه، صرّح المحامي مصطفى رمضان، بمحكمة النقض، بأنه قبل توسيع نطاق بدائل الحبس الاحتياطي، يجب أولاً تطبيقها. وأضاف أنه في الحالات التي لا يُشترط فيها بقاء المتهم رهن الاحتجاز، ينبغي أن يكون الإفراج، وليس تمديد الحبس، هو المبدأ السائد.

وأضاف في تصريحات لـ«الشروق» أن هناك بدائل في الخارج مثل «السوار الإلكتروني» الذي يحدد مكان المتهمين، إلا أن تطبيقه في مصر يحتاج إلى الإمكانيات اللازمة.

وأشار إلى ضرورة تغيير ثقافة الحبس الاحتياطي بحيث يصبح الاستثناء وليس القاعدة في أغلب القضايا، وخاصة في القضايا الأخرى غير جرائم القتل أو المخدرات التي تستوجب الحبس الاحتياطي.

أكد المحامي بالنقض عبد الحميد فودة أن تعديل قانون الإجراءات الجنائية يجب أن يواكب التطورات التكنولوجية الحديثة، مشيرًا إلى أن المراقبة الأمنية للمتهمين باستخدام شريحة إلكترونية للتتبع أثناء التحقيق تُمثل بديلًا أنجع من الحبس الاحتياطي.

وأكد فودة في تصريح لـ”الشروق” ضرورة صياغة النصوص القانونية بوضوح ودقة لتجنب أي غموض في تطبيقها، ولضمان التوازن بين حقوق المتهم وحماية المجتمع.


شارك