أعضاء بـ«تشريعية النواب» يكشفون أبرز تعديلات قانون الإجراءات الجنائية

منذ 2 شهور
أعضاء بـ«تشريعية النواب» يكشفون أبرز تعديلات قانون الإجراءات الجنائية

• رمزي: التعديلات تتضمن توسيع البدائل للحبس الاحتياطي وإضافة بند للمراقبة الإلكترونية للمتهم.

 

أعلن أعضاء لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أهم التعديلات المنتظر إضافتها إلى مشروع قانون الإجراءات الجنائية، بعد إحالة الرئيس عبد الفتاح السيسي، المشروع إلى مجلس النواب لإعادة النظر في بعض أحكامه.

أكد إيهاب رمزي، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، أن التعديلات المقترحة على مشروع القانون تتضمن توسيع نطاق بدائل الحبس الاحتياطي لتتماشى مع تلك المستخدمة في معظم دول العالم. وأشار إلى أن التعديلات تتضمن بندًا بشأن المراقبة الإلكترونية للمتهم.

أوضح رمزي لـ “الشروق” أن المراقبة الإلكترونية تشمل عدة أساليب، أبرزها سوار الكاحل الإلكتروني، الذي رفضت الحكومة إدراجه في مشروع القانون خلال الجلسة العامة. كما أشار إلى إمكانية تحميل تطبيق إلكتروني على هاتف المتهم لمراقبته باستخدام تقنية التعرف على الوجه.

وأضاف أن هذه التغييرات ستُقيّد أيضًا صلاحيات إدارة البحث الجنائي، التي يجري توسيعها حاليًا. ولذلك، سينصبّ تركيز التغييرات الجديدة على تحديد المؤهلين لصلاحيات البحث الجنائي ووضع معايير لذلك.

وتابع: “ستتضمن التعديلات أيضًا ضمانات إضافية تتعلق بحرمة المنازل أثناء عمليات التفتيش. كما ستمنح المتهمين مزيدًا من الحقوق تجاه سلطات التحقيق. وستشدد أيضًا على ضرورة حضور محاميهم أثناء التحقيق وضمان تحقيق عادل”.

وفيما يتعلق بمنح فترة انتقالية لتطبيق القانون، أشار رمزي إلى أنه تم الاعتراض على البند الذي يوجب دخول القانون حيز التنفيذ في اليوم التالي لنشره، حيث من المتوقع تطبيقه مع بداية العام القضائي الجديد الذي يبدأ مطلع أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

وبحسب بيان لرئيس الجمهورية فإن هذا التعديل يهدف إلى إعطاء الوزارات والهيئات المعنية الوقت الكافي لتطبيق الآليات والنماذج الجديدة لمشروع القانون والتعرف على أحكامه حتى يمكن تطبيقها بدقة وسهولة، وبالتالي تحقيق اجتهاد سريع في إطار الدستور والقانون.

تُثير الأحكام المثيرة للجدل أيضًا تساؤلاتٍ حول الحوكمة والوضوح والواقعية. ويجب إعادة النظر فيها لضمان حرمة المنزل وحقوق المتهم أمام سلطات التحقيق والقضاء، وتوسيع نطاق بدائل الحبس الاحتياطي للحد من استخدامها، وإزالة أي غموض في الصياغة قد يُؤدي إلى تفسيراتٍ مختلفة أو مشاكل في التنفيذ العملي.

وبحسب رمزي، من المنتظر أن يقرر رئيس مجلس النواب الدكتور حنفي جبالي تشكيل لجنة لبحث اعتراضات الرئيس خلال الجلسة العامة المقررة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وستتكون اللجنة من ممثلين عن اللجان البرلمانية ولجنة حقوق الإنسان، على غرار اللجنة الفرعية التي أعدت التقرير المقدم في الجلسة العامة.

قال عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، عاطف المغاوري، إن التعديلات من المنتظر أن تتضمن قيوداً على توسيع عمليات التفتيش، من بينها شرط الحصول على موافقة مسبقة على التفتيش.

وقال المغاوري لـ«الشروق» إن التعديلات ستشمل أيضاً توسيع نطاق البدائل للحبس الاحتياطي، مضيفاً: «طلبنا خلال الجلسة العامة التي ناقشت مشروع القانون إدراج سوار الكاحل الإلكتروني، لكن الحكومة رفضت».

وأضاف أن معظم اعتراضات الرئيس عبد الفتاح السيسي تتعلق بنقاط أثرناها خلال المناقشات. واتُّهمنا بعدم قراءة مشروع القانون والدستور كاملاً. إلا أن اعتراضات الرئيس تؤكد صحة موقفنا، وتدحض هذه الاتهامات بوضوح.

وأكد أن رد الرئيس السيسي على مشروع القانون ينبغي أن يكون دليلاً لمجلس النواب ودرساً في نزاهة العمل التشريعي. وأضاف: “موقف الرئيس ينبغي أن يُعلّمنا أهمية مراعاة جميع الآراء”.

طالب المغراوي بمعاملة قانون الإيجار القديم على غرار مشروع قانون الإجراءات الجنائية، مشيرًا إلى أن القانون احتوى على جوانب سلبية عديدة، ورغم موافقة الرئيس عليه، يجب توجيه الحكومة لإجراء تعديلات تضمن حقوق المواطنين ومصالحهم.

تجدر الإشارة إلى أن مجلس النواب أقرّ أخيرًا مشروع قانون الإجراءات الجنائية في أبريل الماضي. وخلال الجلسة، أكد رئيس المجلس الدكتور حنفي جبالي: “إننا ندرك تمامًا أن هذا القانون، كسائر المخلوقات البشرية، يحتاج إلى تطوير ومراجعة مع مرور الزمن، بما يواكب تطور احتياجات المجتمع. وندرك تمامًا أن ما أمامنا اليوم ليس نهاية المطاف، بل هو محطة في رحلة طويلة لا تنتهي أبدًا”.


شارك