سر نووي.. لماذا يسعى ترامب لاستعادة قاعدة باجرام وهل تشعل صراعًا مع طالبان؟

منذ 2 ساعات
سر نووي.. لماذا يسعى ترامب لاستعادة قاعدة باجرام وهل تشعل صراعًا مع طالبان؟

جددت حركة طالبان رفضها لتصريحات الرئيس الأمريكي، وأعلنت أن إعادة قاعدة باغرام الجوية أمرٌ غير قابل للتفاوض. كما أكدت أنها “لن تتنازل عن شبر واحد من الأراضي الأفغانية”.

وقال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية الخميس الماضي إن سبب اهتمام الرئيس الأميركي بباغرام هو أن القاعدة الجوية “تبعد ساعة واحدة عن المكان الذي تصنع فيه الصين أسلحتها النووية”.

ردّت الصين على تصريحات الرئيس الأمريكي. صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، بأن بلاده تحترم استقلال أفغانستان وسيادتها وسلامة أراضيها، وأن مستقبلها يجب أن يقرره الشعب الأفغاني. وأكد أن تأجيج التوترات وخلق المواجهات في المنطقة يتعارض مع تطلعات الشعب.

يُذكر أن القوات الأمريكية انسحبت من باغرام عام ٢٠٢١ في إطار اتفاقية سلام وقّعها الرئيس السابق جو بايدن. وقد استضافت باغرام، أكبر قاعدة جوية في أفغانستان، أكثر من ٣٠ ألف جندي ومدني أمريكي وحلف شمال الأطلسي في ذروة العمليات العسكرية عام ٢٠١١.

قال نعمان أبو عيسى، المحلل السياسي للشؤون الأمريكية وعضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي، تعليقًا على اهتمام ترامب بالقاعدة الأفغانية: “كان ترامب غير راضٍ عن طريقة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان”. وانتقد أبو عيسى سلفه، جو بايدن، لإبرامه اتفاق السلام ثم تخليه عنه. واعتبر أن هذا الانسحاب يُمثل تراجعًا في مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.

في حديثٍ مع ايجي برس، أوضح أبو عيسى أن ترامب يسعى لاستعادة صورة الولايات المتحدة كقوةٍ عظمى، ولذلك يُركز أكثر على القضية الأفغانية. ويعتقد أن الأولوية القصوى للولايات المتحدة حاليًا تكمن في الصراع في آسيا، حيث تُمثل الصين التحدي الأكبر.

وأشار إلى أن ترامب ينظر، على هذا الأساس، إلى العودة إلى قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان باعتبارها خطوة مهمة في الحد من نفوذ الصين المتنامي في شرق آسيا، خاصة وأن بكين تزيد “عمدا” من وجودها هناك من خلال الدعم الاقتصادي والتعاون مع طالبان.

في هذا السياق، صرّح الدكتور مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، لموقع ايجي برس، بأن ترامب وإدارته يرون ضرورة عودة القوات الأمريكية إلى أفغانستان، لا سيما بعد العرض العسكري الصيني. وترى واشنطن أن بكين تُشكّل تهديدًا كبيرًا نظرًا لتعاونها مع كوريا الشمالية وروسيا، ولذلك تُفكّر في العودة إلى أفغانستان.

هل يشتعل الصراع بين الولايات المتحدة وأفغانستان مجددا؟

قال نعمان أبو عيسى إنه سيكون من الصعب على الرئيس الأمريكي التوصل إلى اتفاق مع طالبان يسمح باستخدام القاعدة مجددًا لأغراض أمريكية، إذ سيُنظر إلى ذلك في المقام الأول على أنه موجه ضد الصين وروسيا. وفي الوقت نفسه، أكد أن ترامب يسعى إلى استعادة الدور الأمريكي في شرق آسيا. إلا أن هذا سيكون معقدًا للغاية، وسيتطلب نشر آلاف الجنود للسيطرة على القاعدة الجوية، على حد قوله.

وأضاف المحلل السياسي: “أعتقد أن الجيش الأمريكي قد يعود للقتال في أفغانستان بعد الانسحاب. كل شيء وارد، خاصة بعد أن غيّر ترامب اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب، مما يعكس موقفًا أكثر تشددًا”.

صرح مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي، بأن رفض طالبان للطلب الأمريكي قد يخلق مناخًا من “العداء”، وقد يؤدي إلى محاولة متجددة لاستعادة السيطرة على أفغانستان أو إشعال صراع جديد. ومع ذلك، استبعد عفيفي أي عمل عسكري أمريكي على المدى القريب.

وأشار عفيفي إلى أن الحكومة الأميركية ربما تفكر في إنشاء المزيد من القواعد العسكرية بالقرب من الصين في الوقت الذي تنشغل فيه حاليا بمشاكلها الداخلية والاقتصادية.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي يواجه تحديات داخلية جسيمة، ويحاول في كثير من الأحيان اختلاق صراعات خارجية للتغطية على أزماته الداخلية. وينطبق هذا تحديدًا على الفضائح التي تُلاحق إدارته. كما يسعى لإخفاء العجز الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة.


شارك