صحيفة عبرية: الأسطل يشكل ميليشيا جديدة ضد حماس في غزة وعائلته تتبرأ منه

أفادت وسائل إعلام عبرية هذا الأسبوع بظهور جماعة مسلحة جديدة في جنوب قطاع غزة بقيادة حسام الأسطل، المسؤول الأمني السابق في السلطة الفلسطينية. تُسمى هذه الجماعة “قوة مكافحة الإرهاب”، وتدعو سكان شرق خان يونس للانضمام إليها، وتقدم نفسها كبديل لحكم حماس.
في مقابلات مع القناة ١٢ وصحيفة تايمز أوف إسرائيل، أوضح الأسطل، الذي يجيد العبرية بطلاقة، أن المجموعة كانت في البداية أربعة أعضاء فقط، ثم توسعت لتضم المزيد. وأكد أنه يُجري فحصًا دقيقًا للمجندين الجدد للتأكد من عدم ارتباطهم بحماس.
أكد الأسطل أن هدفه هو أن يكون “البديل بعد الحرب”، وأن السكان يريدون، على حد تعبيره، “السلام والتعايش مع إسرائيل”. خلال الاجتماعات، عرض تسجيلات لشحنات غذائية مُعلّمة بالعبرية، وادعى أن المساعدات، بما في ذلك الغذاء والماء والكهرباء، وصلت إلى مخيمه في قطاع غزة عبر ألواح شمسية من قِبل منظمات تابعة لإسرائيل.
السلامة والمساعدة
وزعم الأسطل أن مجموعته حصلت على أسلحة ومعدات من “قنوات مختلفة”، بما في ذلك دول عربية وغربية، وأن هناك “تنسيقا جزئيا” مع إسرائيل، التي قال إنها وفرت له “الأمن والمساعدة”.
ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن التقارير الإسرائيلية تربط تشكيل هذه الميليشيات بالتعاون غير المعلن مع أجهزة الأمن الإسرائيلية (الجيش أو الشاباك) أو باستخدام معدات صودرت من جماعات مسلحة ووُصفت بأنها “غنائم حرب”. إلا أن المسؤولين الإسرائيليين لم يُعلقوا مباشرةً على طبيعة هذا الدعم.
وفقًا لمقابلة الأسطل مع صحيفة تايمز أوف إسرائيل، تقع قاعدته في قرية قيزان النجار المهجورة، شرق خان يونس، بالقرب من المواصي. وزعم أن مجموعته ازدادت من أربعة مقاتلين إلى حوالي 150 مقاتلًا. وأضاف أن هذا العدد من المتوقع أن يرتفع قريبًا إلى المئات مع بناء المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية للنازحين.
أفاد مراسلون محليون أن أنشطة المجموعة تتركز في مخيمات اللاجئين جنوب قطاع غزة. وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الوضع الإداري لهذه المناطق غير واضح، إذ يتأرجح بين أوامر إخلاء، وسيطرة عسكرية، وإدارة خارجية.
عمل الأسطل سابقًا في جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية، وهو متهم بالتعاون مع إسرائيل. كما سُجن عدة مرات لدى حماس، وحكمت عليه محكمة عسكرية في غزة بالإعدام بتهمة اغتيال سياسيين بارزين. وبسبب هذا الماضي، استُهدف مرارًا لعلاقاته المباشرة مع إسرائيل.
وبحسب التقارير العبرية، هناك روابط بين ميليشيا الأسطل وتشكيلات قبلية أخرى، وخاصة مجموعة ياسر “أبو شباب” في رفح، والتي اتهمت في السابق أيضاً بالعمل تحت إشراف إسرائيلي جزئي، والمشاركة في عمليات النهب وتهريب الأسلحة، بالإضافة إلى أنشطة مدنية مثل إدارة المطابخ والمدارس.
وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر فلسطينية عن “تنسيق جزئي” بين هذه المجموعات، فيما حذرت منظمات دولية من خطورة تحولها إلى فصائل مسلحة مستقلة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الفوضى وتقويض الاستقرار المدني، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
انتهاك عائلي
من جانبها، أصدرت عائلة الأسطل بيانًا رسميًا داخل فلسطين وخارجها، تنصلت فيه تمامًا من حسام، الملقب بـ”أبو صفين”. وأكدت أن أفعاله لا تمثل العائلة ولا قيمها الوطنية والأخلاقية، وأنه “خارج الإجماع الوطني الفلسطيني”.
في بيان صحفي صدر مساء الأحد، أكدت العائلة أن هذا الموقف يعكس وفاءها لتاريخها الحافل بالتضحيات الوطنية والاجتماعية، ويؤكد تمسكها بالقيم الدينية والعادات الأصيلة. وفي الوقت نفسه، تُحذر أبناءها من أي انحراف عن المسار الوطني والأسري، وتحثهم على التمسك بالمبادئ التي تربوا عليها جيلاً بعد جيل.
وأكدت أن بيانها يُمثل نفيًا مُسبقًا لكل من قد يُقدم على أعمال مماثلة. وهذا الموقف ثابتٌ وثابتٌ حفاظًا على وحدة العائلة وسمعتها ومكانتها الوطنية والاجتماعية. وأكدت على ارتباطها الوثيق بالمجتمع الفلسطيني، وتمسكها بأرضها وقيمها. وأكدت أنها أرادت من خلال بيانها الدفاع عن سمعة العائلة ومكانتها بين أبناء الشعب الفلسطيني.