مخرجة فيلم الشيطان والدراجة تكشف عن تفاصيله قبل عرضه في الجونة

يشارك الفيلم اللبناني «الشيطان والدراجة» للمخرجة شارون حكيم في مسابقة الأفلام القصيرة بالدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي (16-24 أكتوبر/تشرين الأول) ويحتفل هناك بعرضه الأول في العالم العربي.
وفي العرض الأول له عالميًا في مهرجان كليرمون فيران السينمائي الدولي، فاز الفيلم بجائزة الطلاب في المسابقة الوطنية للفيلم.
تدور أحداث الفيلم حول ياسما، فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، من زواجٍ بين ديانتين مختلفتين، تستعدّ لاحتفالها الأول بالتناول. ولكن عندما تستيقظ رغبتها، تبدأ طقوسٌ مختلفةٌ تمامًا.
الفيلم مقتبس من قصة قصيرة كتبتها تمارا سعادة عام 2020، تتناول تجربة طفولة حميمة تتعلق باكتشاف جسدها كفتاة صغيرة في قرية مسيحية في لبنان.
تتناول هذه القصة نوعين من البدء: البدء في طقوس الدين الكاثوليكي الماروني والدخول في عالم الملذات الحسية.
وقالت المخرجة شارون حكيم في بيان صحفي: “الفيلم مليء بالإشارات إلى الخصوصيات الاجتماعية والسياسية للبنان في مطلع الألفية، لكن هذه الإشارات تشكل مجرد خلفية للأحداث وليست محورها”.
قالت إن القصة تركز على الثورة الداخلية لفتاة ممزقة بين جوانب مختلفة من ذاتها، من خلال موضوع حساس، ألا وهو اكتشاف الذات الجنسي. من خلال أسلوبي الإخراجي، الذي لا يكشف تفاصيل هذه التجربة الحميمة، بل يُلمّح إليها، يتيح لنا الفيلم أن نشعر بدلًا من أن نراها.
وتابعت: «هذا القرار جاء من حرصي الشديد على عدم إضفاء طابع تجاري أو موضوعي على أجساد المراهقين، لأن جوهر هذه المشاهد يكمن في المشاعر التي تسيطر على ياسما».
وتابعت: “تُدرك ياسما لا شعوريًا أن النشوة الجسدية والروحية انعكاس لبعضهما البعض. يهدف الفيلم إلى أن يكون احتفالًا صادقًا بقدسية الحب والشهوة، نظرًا لأن العديد من النساء والرجال تربوا على احتقار كل ما هو مادي واعتباره نجسًا”.
وأضافت: “يوفر التخرج لياسمين مساحة ترحيبية حيث يمكنها بناء مرونتها وانتصار قوة الرغبة على الرغم من كل القيود”.
وينتهي الفيلم بنوبة من التفاؤل والحيوية، تذكرنا بتاريخ الشعب اللبناني: «ستكبر ياسمين وهي تسترشد بحبها للحياة وحريتها الداخلية».
عملت تامارا وشارون معًا منذ لقائهما في فيلم شارون الأول، “الليلة الكبيرة”، في عام 2019. وعملتا معًا بشكل وثيق لتحويل القصة القصيرة إلى سرد سينمائي، حيث استلهمتا لحظات من النص الأصلي وأنشأتا مشاهد جديدة تتناسب مع لغة السينما.
تؤدي تامارا صوت ياسما البالغة في دورها خارج الشاشة في الفيلم، مما يوفر منظورًا مدروسًا وواسع الاطلاع يعمق التجربة العاطفية للقصة.
الفيلم من إخراج شارون حكيم، وشارك في كتابته تمارا سعادة، ويشارك في بطولته ميليسا سكر، كريستين شويري، روجيه عازار، ماريا هيكتور، وتاتيانا سكر. التصوير السينمائي ليتيتيا دي مونتاليمبير، والمونتاج كليمانس سامسون، والموسيقى مارك كودسي وأغياد غانم، والصوت رواد حبيقة، بينوا جارجون، وليونيل جينون.
وتتولى شركة MAD Distribution توزيع الفيلم في العالم العربي، في حين تتولى شركة MAD World التوزيع في باقي أنحاء العالم.
فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم للشباب في مهرجان كونكورتو السينمائي، كما نال تنويهًا خاصًا في مهرجان ليالي البحر الأبيض المتوسط السينمائي.
شارك في العديد من المهرجانات الأخرى، بما في ذلك مهرجان لندن السينمائي التابع لمعهد الفيلم البريطاني، ومهرجان كوت كورت السينمائي، ومهرجان كورت ميتراج السينمائي، ومهرجان نامور للأفلام الفرانكوفونية، ومهرجان سينميد.